قامت ثورة يوليو تحمل أهدافا وأحلاما لجيل يرسم النور وسط ظلمة اليأس.. جيل يحلم ببكرة الأفضل فكانت الأهداف متفقة مع أحلامه راح هذا الجيل يبدع في الاغنية والورقة والقلم رسم علي جدران الحياة احلي لوحة تشكيلية كان يحلم بالغد الافضل .. انطلق بمطبوعة تحمل اسم الغد يرأس تحريرها الفنان والكاتب والسيناريست وكتلة المواهب حسن فؤاد مع صديقه المبدع عبد الرحمن الشرقاوي مجلة أدبية ثقافية جذبت الجيل والحركة الثقافية التي خرجت تكسر التابوهات وتنطلق إلي فكر مختلف يشع بحركة التنوير فكانت المجلة الأنيقة الشعبية البسيطة العميقة الحلم في الغد سبقتها تجارب لاهل اليسار بدأت عام 1951 في إصدار عدد من المجلات هي "البشير" و"الملايين" و"الجماهير"و"الكاتب"، تحمل الفكر واناقة الاخراج الفني الجذاب للمبدع حسن فؤاد التلميذ النجيب لاستاذ الزخرفة ورائد الاخراج الصحفي بعد ذلك عبد السلام الشريف . وبعد الثورة ارتبط عدد من أبناء يوليو بأحلام التنوير واصدروا مجلة التحرير التي رأس تحريرها احمد حمروش ومعه صلاح حافظ وحسن فؤاد .. مصطفي بهجت بدوي .. عبد الرحمن الشرقاوي .. واهتم حسن فؤاد بصناعة النجوم في عالم الصحافة منها بدأ الفنان حجازي ومصطفي حسين .. صلاح جاهين .. وبعد تغيير سياسة المجلة تركها حسن فؤاد ليرسم دواوين الشعر ويعمل بجريدة المصري يرسم قصة الارض لصديقه عبد الرحمن الشرقاوي التي كانت تنشر حلقات مصورة داخل المصري .. وبعد عام من العمل اصدر مجلة الغد 1953 وأحدثت المجلة دويا هائلا في الوسط الثقافي والادبي وغيرت من مفهوم الصحافة الأدبية في مصر واحتضنت الاتجاهات الثقافية المختلفة وإن كان الأميل ناحية اليسار واضحا في الكتابة داخلها واهتمت بالثقافة الافريقية ووثقافات القارة السوداء وقضايا التحرر في العالم ونشرت المقالات المترجمة اسهم فيها عدد من مثقفي مصر ورسم فيها الشاب صلاح جاهين اعمالا توضحية قبل ان تظهر موهبته الكاريكاتيرية .. ولكن سرعان ما أغلقتها السلطات ولم تستمر سوي خمسة اعداد فقط توقفت بعدها . وعاد حسن فؤاد الي زاويته في الفن التشكيلي يكتب المقال ( الفن للحياة ) بمجلة روزاليوسف واختار زاوية خاصة من المجلة وزاوية من الحياة.. ولكن حلمه لم يمت فبعد الوحدة مع سوريا والتي صمم فؤاد عروسة كبيرة تسير مع مؤيدي الوحدة في الشارع اصدر في 1959 مجلة الغد مرة اخري ولكنها اغلقت فور اصدارها ودخل حسن فؤاد الي السجن مع كتيبة من اليسار المصري حتي عام 1963 وبعد رحلة طويلة مع الحياة كتب سيناريو فيلم الارض وعين مديرا للمركز القومي للترجمه ورئيسا لتحرير مجلة صباح الخير ورئيس تحرير الكتاب الذهبي . ظل حلمه الدائم في إصدار مجلة الغد مشروعه الخاص الذي يرتكن ناحيته رغم زحمة الحياة . في عام 1983أسس دار الغد تمهيدا لاعادة إصدار مجلته ومعشوقته الخاصة وفي عام 1985 جلس إلي طاولته يرسم العدد الاول من مجلة الغد في اصدارها الثالث ينشط كلما حمل الورق والقلم يضع الماكيت الخاص بالعدد الاول استلم مقالات العدد وكلف الرسامين واتفق مع المطبعة واستلم بروفة العدد: اعاد واضاف وحذف وصدر العدد الأول يتصدره نعي كبير لوفاة مؤسس المجلة .. رحم الله حسن فؤاد . أ. ع