ساعات قليلة وتنطلق فعاليات دورة جديدة لأهم تظاهرة سينمائية ينتظرها العالم بأسره سنويا، وهو مهرجان كان السينمائى الدولى الذى يمر هذا العام بدورته الثانية والستين (13-24 مايو). وتتوجه فى هذا الوقت من العام تقريبا نحو مدينة كان، عيون السينمائيين لمتابعة أهم وأحدث روائع العام المشاركة فى المسابقات الرسمية أو فى الأقسام الأخرى، وكذلك غير العاملين بالحقل السينمائى والذين يجدون متعة كبيرة ومجالا واسعا للتعرف على أهم أخبار نجومهم المفضلين، وخاصة النساء، إذ يمثل المهرجان عرضا سنويا للأزياء تقوم بتصميمها كبرى بيوت الأزياء العالمية، وتتبارى نجمات العالم سنويا فى ارتدائها منذ اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939 وهو تاريخ الدورة الأولى للمهرجان. تاريخ سيظل محفورا فى تاريخ كان، إذ لم يكد المهرجان يتم يومه الثانى حتى نشبت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من ناحية وألمانيا من ناحية أخرى، والتى كانت نواة الحرب العالمية الثانية التى انتهت فى 1945. الأمر الذى هدد مصير المهرجان إذ كاد ينتهى حتى قبل أن يرى النور. بيد أن فعالياته قد عادت للانطلاق من جديد بعد انتهاء الحرب فى 1946. ومنذ ذلك الحين عقد المهرجان سنويا فى شهر سبتمبر قبل أن يصبح تاريخ انعقاده فى شهر مايو بدءا من 1959، إلا أنه عاد وتوقف مرة أخرى فى عامى 1948 و1950 نتيجة ظروف مادية تتعلق بالتمويل. وعلى مدار سنوات عمره الواحد وستين، يشهد المهرجان من عام إلى آخر ميلاد جوائز متعددة إلى جانب الجوائز الأساسية، ومن أشهرها جائزة السعفة الذهبية التى منحت للمرة الأولى فى 1955. يتمتع مهرجان كان بمكانة خاصة ومميزة بين جميع مهرجانات العالم ليس فقط نتيجة كم الحضور الهائل الذى تشهده أروقة المهرجان، وإنما أيضا بفضل جودة الأعمال المشاركة فيه، وإبداع الفنانين وحماس الصحافة، كما يشير المندوب العام للمهرجان تيرى فريمو على الموقع الرسمى للمهرجان. مؤكدا أن هذا المهرجان هو ملك للجميع، يشارك فيه كل شخص أينما كان، وكل على طريقته الخاصة فى بناء كل حجر فيه عاما بعد عام.