أقيمت بأديس أبابا اليوم الأحد، مراسم تنصيب وتجليس البطريرك السادس للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الأنبأ ماتياس "71 عاما"، والذى انتخب يوم الخميس الماضى لشغل هذا المنصب خلفا للأب باولوس الذى توفى فى 16 أغسطس الماضى. وشارك فى مراسم التنصيب التى أجريت بكاتدرائية الثالوث الأقدس بأديس أبابا عدد كبير من المسئولين بالحكومة الإثيوبية، وبينهم رئيس المجلس الفيدرالى عبد الله جميدا، ورؤساء الكنائس المشرقية ومن كبار رجال الدين المسيحى فى كل أنحاء العالم، إلى جانب عشرات الآلاف من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية فى إثيوبيا. كما شارك فى مراسم التنصيب وفد من الكنيسة القبطية المصرية برئاسة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والمدن الخمس الغربية، ويضم الوفد أيضا الأنبا بيشوى أسقف دمياط وتوابعها، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا بيمن مطران نقادة وقوس، والأنبا هدرا أسقف أسوان. وانتخب الأنبا ماتياس والذى كان يشغل مطران الكنيسة الإثيوبية فى القدس لشغل منصب البطريرك السادس للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية منذ انفصالها عن الكنيسة المصرية عام 1959، بعد أن حصل على 500 صوت من بين 806 أصوات من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الذين شاركوا فى عملية الانتخاب، وهم من الأساقفة ورؤساء إدارات ومكاتب البطريركية والأديرة القديمة والكنائس وطلاب المدارس الأرثوذكسية. وظل الأنبا ماتياس الذى تلقى تعليمه بالولايات المتحدة مطرانا للكنيسة الإثيوبية فى القدس، وعاش فى الخارج لمدة تزيد عن اكثر من 30 عاما بعد خروجه من البلاد إلى المنفى بعد الانقلاب الذى قاده الزعيم الإثيوبى منجستو هيلى مريام فى عام 1974، وقضى نحو 33 عاما فى الدرجة الأسقفية، وسوف يقود الأنبا ماتياس اعتبارا من اليوم الكنيسة الأرثوذكسية البالغ عدد أتباعها فى البلاد أكثر من 40 مليون شخص، والتى ظلت جزءا من الكنيسة القبطية المصرية حتى عام 1959. ويشار إلى أن عملية رسم الأساقفة الأرثوذوكس الإثيوبيين من مصر استمرت فى الفترة من عام 329 ميلادية وحتى الانفصال الإدارى بين الكنيستين فى عام 1959، وتم فى عام 1994 توقيع بروتوكول بين الكنيستين القبطية المصرية والأرثوذكسية الإثيوبية، ووافق عليه المجمع المقدس القبطى والمجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، ويشير هذا البروتوكول إلى أن الكنيسة القبطية هى الكنيسة الأم، وأن الكنيسة الإثيوبية أصبحت مستقلة ولكن يظل يربطهما روابط روحية وعقائدية كبيرة.