ثلاثة وثلاثون عاما على ظهور الأحزاب السياسية، ظهرت أحزاب واختفت، وظهر نجوم للسياسة وتلاشوا، واختصرت الحياة السياسية والحزبية فى حالة من الإفيهات، نجوم البرلمان والسياسة هم الأكثر جذبا للأنظار، وإذا كان لكل عصر نجومه فإن أحد نجوم السياسة هذه الأيام هو النائب طلعت السادات، الذى يشغل مساحة من اهتمام الرأى العام. بعد أن حوّل السياسة إلى إفيهات والممارسة السياسية إلى قفشات. تبدو أحيانا بلا هدف.. فى البرلمان والفضائيات أو حتى فى نقابة المحامين.. ومع أنه يرسم ابتسامة على وجوه المشاهدين فإنه فى حرصه على الإفيه يضيع أحيانا الفرصة لممارسة السياسة أو مواجهة القضايا الجادة، ولا نعرف ما إذا كان العيب فى الحياة الحزبية والسياسية أم فى الإفيهات. ونحن عندما نرصد ظاهرة طلعت السادات لا نهدف الإساءة إليه بل نحترم دوره كنائب ومحام ونأمل أن يستغل فيه إمكاناته، لخدمة القضايا العامة، بما يتجاوز الإفيه. خاصة أنه ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات بما له من تاريخ. دخل طلعت السادات عالم السياسة من حزب الأحرار عن طريق مصطفى كامل مراد رئيس الحزب الراحل، وصديق عمه الرئيس الراحل مراد، ودخل طلعت فى خلافات الحزب الذى تفتت بين المتنافسين، وسنحت له الفرصة بخلو دائرة تلا بالمنوفية التى تضم قرية ميت أبوالكوم مسقط رأس الرئيس السادات عقب سجن عبدالله طايل الرئيس السابق لبنك مصر اكستريور.. خاض طلعت الانتخابات التكميلية، واعتمد فى دعايته الانتخابية على إفيه أو قال إنه فى حالة نجاحه سوف يعيد تلا وميت أبوالكوم لحالهما أيام الرئيس السادات، ويجعلهما محط أنظار العالم.. ولم يحقق وعوده. وفى انتخابات البرلمان 2005 اختار رمز الأسد، وحوله إلى إفيه، فأجر أسدين صاحباه فى جولاته الانتخابية بالدائرة، وبعد فوزه، حيث احترف عملية اللعب بالكلمات فى البرلمان، وبمجرد حصوله على الكلمة يتوقع الجميع إفيهات وقفشات كوميدية.. مرة يهاجم أحمد عز وأخرى يغازله باعتباره بلدياته من المنوفية. ولا ننسى واقعة رفع الحذاء. لكن إذا كانت الإفيهات تضفى بهجة على كلام طلعت السادات فإنها تسببت له مشاكل عديدة كان أبرزها «إفيه» ألقاه فى قناة أوربت واتهم شخصيات سياسية وجهات سيادية بأنها وراء اغتيال عمه الرئيس السادات، وهو ما تطور وأدى إلى سجنه لمدة عام، وبعد أن خرج وجدناه يثنى على القيادة السياسية من جديد ولم يجد المراقبون تفسيرا سوى أن «الإفيه حكم» فأطلقه دون أن يحسب عواقبه، وأنه يصرح حسب حالته المزاجية وقد يغير رأيه بناء عليها، سريع التغير فى مواقفه، مرة مع المعارضة ومرة ضدها، يهاجم الحكومة بإفيه.. ويتراجع عنه بنكتة. وحتى عندما أعلن ترشيح نفسه على موقع نقيب المحامين لم يطرح برنامجا أو يبين هدفا، ولم يكن له أى دور نقابى سابق، قرر خوض الانتخابات فجأة، ولا أحد يضمن استمراره، حتى وهو يملأ ميادين القاهرة ببوستراته. السياسة ونقابة المحامين تحتاجان لأكثر من إفيه، والنقيب يمثل مصالح تحكمه الكلمات، فهل يمكن أن يتغير طلعت السادات، وتتجاوز الحياة السياسية والحزبية عالم الإفيهات؟. لمعلوماتك... ◄5 أغسطس 2007 خرج طلعت السادات من السجن بعد عام قضاه داخله بتهمة اذدراء مؤسسة عسكرية