أثارت مسرحية "ليلة عيد الميلاد" التى تعرض على مسرح الشباب، جدلا كبيرا فى الوقت الحالى، حيث أنها تناقش علاقة السحاق بين امرأتين فى مرحلة شبابهما جمعتهما الصداقة والعلاقات المتعددة وأيضا جمعتهما علاقة جنسية حميمية. ينفصلان ثم يلتقيان بعد فترة فى حفل عيد ميلاد إحداهما، والتى لا تتردد فى أن تنافس صديقتها على قلب زوجها، الذى يعلم بحقيقة علاقة زوجته بصديقتها، ولكنه لا يتخذ أى موقف إيجابى، كما أنه أيضا تجمعه علاقة غير سوية بصديقة زوجته، وهذا ما نعرفه عندما تبدأ الشخصيات استدعاء ذكرياتها والبوح بها فى عيد الميلاد. وتتهم الزوجة "كيت" تجسدها "سلمى غريب" صديقتها "آنا" وتجسدها "إيمان إمام"، بسرقة ملابسها الداخلية أثناء ممارسة السحاق معها، وأنها تخونها مع زوجها وتفضحها أمام زوجها لتشويه صورتها أمامه، لتؤكد له أنها كانت تمارس الجنس مع أكثر من رجل، لكن "آنا" لا تسكت وتفضح "كيت"، وتكشف حقيقة علاقتهما السحاقية أمام الزوج "ديلى" أو حمدى هيكل. موضوع المسرحية أثار جدلاً كبيراً، حيث تساءل البعض عن جدوى تقديم مثل هذا النص على مسرح الدولة، ليس هذا فقط بل أن المؤلف والمخرج ارتكبا جريمة فى حق النص العالمى والذى ألفه الكاتب المسرحى العالمى هارولد بنتر الحائز على جائزة نوبل عام 2005، فقد كتب على أفيش المسرحية وعلى "البامفلت" الخاص "كتابة مسرحية متولى حامد" وهو ما يعد سطوا على حق المؤلف خصوصا أنه فى هذه الحالة، يلجأ الكتاب إلى كتابة كلمة إعداد، ويتم نسبة النص إلى كاتبه الأصلى. كما أن المؤلف خلط بين نصين لهارولد بنتر هما "احتفال عيد الميلاد" الذى كتبه عام 1957 ومسرحية أخرى كتبها عام 1971 بعنوان "الأيام الخوالى"، وهى ما اكتفى صناع العمل بالإشارة إليها دون ذكر النص الأصلى. متولى حامد أوضح لليوم السابع أنه غير مسئول عما كتب فى "البامفلت" من كونه مؤلف العمل، فهذه غلطة المخرج، أما عن مدى اقتباسه من النص فقد أكد لنا أنه أخذ الفكرة فقط، لكن الحوار مغاير تماما لحوار المؤلف الأصلى هارولد بنتر، كما أنه ليست لديه نية مبيتة للسرقة بدليل ذكره لاسم المؤلف على الأفيش، ولو كانت لديه نية مبيتة لكان قام بتغيير أسماء الشخصيات وكان وقتها لن يكتشف أحد شيئاً. أما حول تقديم عمل مسرحى على مسرح الدولة يتناول موضوع السحاق، أوضح متولى أن النص لا يحتوى على تصريحات مباشرة، ولكن تلك الإيحاءات وطريقة أداء الممثلين يسأل عنها المخرج، فهو يتحمل المسئولية كاملة، ووصفه بالمخرج المبتدئ. أما أشرف زكى رئيس البيت الفنى للمسرح، أوضح أن المسرحية من الأدب العالمى والمؤلف حذف كل ما يتعلق بالسحاق من النص الأصلى، لكن هناك جملة أو جملتين تلمحان لذلك، وهذا ما جعل المشاهدين يشعرون بذلك، ومسرح الدولة عموما حر فى ما يقدمه، ونحن نترك مساحة حرية فى التناول فى حدود ما تسمح به عاداتنا وتقاليدنا، كما أن المسرحية عرضت على لجنة قراءة من كبار النقاد ووافقت عليها.