"أيام صلاح جاهين.. حكاية شعب وسيرة فنان" للكاتب محمد توفيق طرح اليوم الثلاثاء فى الأسواق بمناسبة مرور الذكرى الثالثة والعشرون على رحيل صلاح جاهين، الكتاب الجديد يحمل بين طياته الكثير، يقدمه ابن الراحل الشاعر بهاء جاهين، ويتكون ربع الكتاب من أوراق خاصة بصلاح جاهين وبعض رباعياته وبعض الفوازير التى كتبها بخط يده، كما يعرض مجموعة من الصور النادرة لجاهين أيام الطفولة والشباب.الكتاب لا يتحدث عن جاهين الإنسان ولا عن علاقته بالأخرين وإنما يسرد قصة جاهين وحياته من خلال قصة الشعب المصرى وأحداثه، فكل حدث فى حياة جاهين كما يوضح الكتاب بداية من ولادته حتى وفاته قابله حدث مصرى وعالمى. حول الكتاب وصلاح جاهين كان لليوم السابع مع الكاتب محمد توفيق هذا الحوار. صدرت العديد من الكتب التى تحدثت عن جاهين وتناولت حياته فما الجديد الذى تقدمه فى كتابك؟ كل ما كتب عن صلاح جاهين كان سياقه واحدا، وهو "أنا وصلاح جاهين"، وهذا هو السياق الوحيد الذى تناول جاهين بينما حاولت أنا تأريخ قصة جاهين كما يتضح من عنوان الكتاب "أيام صلاح جاهين.. حكاية شعب وسيرة فنان"، فقد سردت تاريخ مصر من خلال حياة صلاح جاهين، الذى يمثل جزء هام من هذا التاريخ. ومن أين استقيت مصادرك؟ لمدة عام كامل قرأت كل ما كتبت عن صلاح جاهين وقرأت كل ما كتبه، وقمت بزيارات ميدانيه للعديد من الأماكن التى تواجد بها مثل الشارع الذى ولد فيه ومدارسه التى التحق بها، كما أجريت العديد من المقابلات مع شخصيات قريبة منه، مثل أبنه الشاعر بهاء جاهين وأبنته أمينة، وزوجته، والعديد من أصدقائه، وحتى المقربون لهم مثل السيدة عبلة الروينى زوجة الراحل أمل دنقل، واستمعت لهم. ما هى علاقة جاهين بالشعراء السابقين له واللاحقين به؟ كانت علاقته جيده بهم جميعا، لكن هناك مميزون فى حياته، مثل بيرم التونسى الذى اعتبره استاذه وكان يحترمه ويقدره كثيرا، أيضا هناك فؤاد حداد صديقه الذى تأثر به كثيرا، أما اللحقين به فهو من قدمهم، ومنهم الأبنودى وسيد حجاب ونجم وغيرهم، لكن علاقتهم ساءت بالعديد منهم بعد فترة. كان لليوم السابع حوار مع الفنان محمد نوح قال فيه أن سبب ذلك أنهم اتهموه فى اشعارهم وقالوا أنه باع البلد لعبد الناصر؟ قد يكون هذا ستار للمهاجمة، فكل من كان يريد كسب رضا السادات كان يهاجم باسم عبد الناصر، ولذلك كان الهجوم على جاهين حملة بدأت بموت ناصر، خاصة بعد أعتاد جاهين على تقديم قصيدة كل عام فى ذكرى عبد الناصر، وهو ما جعل السادات يرسل إليه ويطالبه بالتوقف عن ذلك، فرد عليه جاهين "أنا مش ترزى بفصل لكل واحد شعر على مقاسه"، ولم يكن ما ذكره نوح هو السبب فى غضب جاهين من بعض شعراء العامية، لكن تحديدا وإنما اتهام الأبنودى له فى إحدى حواراته الصحفية بأنه أفلس بعد ان كتب أغنية الدنيا ربيع، وقالوا أن جاهين الشاعر مات بموت عبد الناصر وأنه أستنفذ كل ما لديه من إبداع بعد نكسة 67. وحينما سألت استفسرت من الأبنودى على هذه الواقعة قال: كان هناك خلاف بينى وبين جاهين لكنه لم يصل إلى ذلك الحد. وما حقيقة تغير موقفه من عبد الناصر؟ جاهين لم يكن يحب عبد الناصر حبا عاديا، لكنه كان يعتبره أبوه وأبو كل المصرين، وبالمناسبة جاهين لم يكن شاعر ناصر الخاص ولم يقابله فى حياته إلا مرة واحدة، وكان البعض يحاول زرع الوقيعة بينهما، فعندما كتب جاهين "ياطير ياعالى فى السما طظ فيك.. متفكرش ربنا مصطفيك" ذهب البعض لعبد الناصر وقالوا ان جاهين يقصده فتوقفت الرباعية بامر عبد الناصر حتى اتضح له الأمر، لكن بالطبع تأثر جاهين كثيرا بعد النكسة، وقال لأكثر من شخص "عبد الناصر ضحك علينا"، "وجينا نضحك الناس ضحكنا عليهم". جاهين كما قال د محمد المهدى كان يعيش حاله أسمها "ثنائية الوجدان"، تلك الحالة تجعله يعيش بين قمة الفرح وقمة الحزن، ولا يمكنه العيش فى الحالة الوسط، ويموت نفسيا أن حدث ذلك، وهو ما حدث بالفعل فقد كانت من اسباب وفاته عدم قدرته على الوصول لقمة الحزن أو قمة الفرح.