شهدت الجلسة المغلقة لوزراء خارجية الدول العربية وأمريكا الجنوبية اليوم حالة من الشد والجذب على خلفية الفقرة الخاصة بجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث. وبدا التباين فى وجهات النظر بين أربع دول لاتينية عندما أثار رئيس الوفد الفنزويلى فى الاجتماعات، الموضوع بإعلان تحفظ بلاده ورفضها للفقرة الواردة فى مشروع إعلان ليما بشأن جزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث، وهو الموقف الذى أيدتها فيه كل من بوليفيا والإكوادور.. وأكدت فنزويلا ضرورة إضافة فقرة تدعو للحوار الثنائى بين الإمارات وإيران أسوة بموضوع جزر الأرجنتين المتنازع عليها، وإزاء هذا الموقف اعترض وزير الدولة الإماراتى أنور قرقاش محذراً من عواقب تغيير الموقف المتعلق بالجزر الثلاث على التعاون العربى الأمريكى الجنوبى مطالباً بأن يركز النقاش بشكل أكبر على ملفات وآليات التعاون المشترك بين الجانبين. وقال إن الحديث حول هذه الفقرة يبعدنا عن صلب المناقشات. وإزاء تصميم رئيس وفد فنزويلا أعلن عدد من وزراء الخارجية العرب واللاتينيين دعمهم لموقف الإمارات، ومن بينهم تونس والبحرين والكويت والسعودية، مؤكدين أن هناك خيارين؛ أولهما اعتماد نفس الفقرة الواردة فى إعلان الدوحة الخاص بالقمة السابقة ل"لاسبا" فى قطر أو اعتماد مشروع الفقرة وفق ما اتفق عليه وزراء الخارجية للتجمع خلال اجتماعهم بنيويورك منذ أيام على هامش الجمعية العامة. وقال مراد مدلسى، وزير خارجية الجزائر، إن بلاده لا تريد أن تكون هناك تحفظات من أى دولة على أى فقرة لأهمية التوافق والإجماع بين الدول الأعضاء، مطالباً بحل وسط، بينما طلب وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى ترك أمر حسم هذا النص لاجتماع القمة غداً، وفى ضوء هذه المواقف قام وزير الخارجية السيد محمد عمرو باقتراح أن تتم نقاشات بين وزراء الخارجية المشاركين فى الاجتماع لحسمه قبل انعقاد قمة رؤساء الدول والحكومات غداً. وبعدما وجه وزير الخارجية الشكر لحكومة وشعب بيرو على جهودهم لاستضافة المؤتمر الهام، أكد أن المشاركين فى القمة أمام مهمة عظيمة للغاية بالنسبة لتعزيز التعاون جنوب جنوب.. وأضاف أنه يعز علينا أن تكون هناك نقطة خلافية بدلاً من تركيز الحديث حول التعاون المشترك...وقال إن وفد مصر يرى أن نص الدوحة فيما يتعلق بقضية الجزر نص مقبول جداً، وسبق أن وافقنا عليه، ويعز علينا أن تكون هناك تحفظات فى مسائل بين الجانبين. واقترح أن يعطى الوزراء المشاركون الفرصة. لأنفسهم لنهاية اليوم لأنه لا يجب الذهاب للقمة بنقاط خلافية، وبالتالى من المهم محاولة التفاهم والتشاور لحسم الأمر حول هذا النص اليوم..و لو بقى الأمر سيتم رفع النص الوارد من قبل فى إعلان الدوحة بتحفظاته. وبعدما انتهى النقاش المطول حول هذا الموضوع طلب رئيس وفد لبنان إضافة فقرتين للبيان الختامى، وإعلان "ليما" أولهما يتعلق بتحويل مجموعة التنسيق الخاصة بقمة "الاسبا" لأمانة عامة معرباً عن استعداد بلاده لاستضافة مقرها، وذلك بعد إجراء دراسة واضحة لها. كما اقترح إنشاء مصرف استثمار كبير للدول الأعضاء تموله الصناديق السيادية فى الإقليمين. من جانبه اقترح وزير خارجية البحرين عقد اجتماع لوزراء الخارجية فى الربع الأول من عام فى البحرين. وقدم وزير خارجية الجزائر اقتراحاً بخلق شبكة للتعاون بين المعاهد الدبلوماسية للدول الأعضاء، من جانبه اقترح وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام إنشاء جامعة مختلطة بالإسبانية والعربية بدولة عربية وأخرى لاتينية، وقد أثنى وزير الخارجية محمد عمرو على مقترح الوزير الجزائرى، وطالب كذلك بتبادل زيارات الدبلوماسيين للدول الأعضاء لتنسيق المواقف فى المحافل الدولية.