فيما اعتبر أمر مثير للجدل، خاصة فى العالم العربى ومصر، نشرت صحيفة الجارديان خبراً حول قرار الحكومة السويسرية التخفيف من نظام سرية الحسابات البنكية فى سويسرا، الأمر الذى سيكشف عن العديد من الأثرياء المصريين المتهربين من الضرائب. وأكدت الصحيفة أن القرار يعد تنازلاً من الحكومة السويسرية أمام ضغوط غربية لتقديم معلومات عن أصحاب الثروات المتهربين من الضرائب، وقالت إن رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون وصف القرار بأنه بداية النهاية لملاذات التهرب من الضرائب. وأبرزت الصحيفة ردود فعل ناشطى جماعات مكافحة الفقر، التى وصفت القرار السويسرى بالتاريخى. وأوضحت الصحيفة، أنه بموجب الاتفاق بين سويسرا ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ستقدم البنوك السويسرية المعلومات المطلوبة عن عملائها المشتبه فى تهربهم من الضرائب، وقد صرح وزراء سويسريون، أن الحكومة أصابتها بعض الاضطرابات بعد علمهم بأن المنظمة ستعلن بلادهم ضمن القائمة السوداء للملاذات الضريبية غير المتعاونة. ويشار إلى أن سويسرا تعتبر أكبر ملاذ فى العالم للتهرب من الضرائب، حيث يحتفظ كبار الأغنياء فى العالم بنحو 1.89 تريليون دولار وفق رابطة المصرفيين السويسريين، بينما تشير مصادر إلى أن الرقم أعلى من ذلك بكثير. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التنازل السويسرى يعد تنازلاً جزئياً إذ أنه لن يكشف بالكامل عن حقيقة العمليات الكبرى عبر أنحاء العالم للتهرب من الضرائب والمكاسب التى يحققها المتورطون من خلال نظام يثير حيرة سلطات الضرائب الدولية. وأشارت الصحيفة فى هذا السياق إلى تحقيق أجرته تحت عنوان الفجوة الضريبية توصل إلى عدة نتائج، منها أن "رويال بنك أوف سكوتلاند" على سبيل المثال، قام بسلسلة عمليات للتهرب من دفع نحو نصف مليار جنيه إسترلينى للسلطات البريطانية والأمريكية.
