أكد المشاركون فى ندوة حول الرقابة نظمت اليوم السبت فى دبى، وشاركت فيها الكاتبة الكندية الشهيرة مارجرت أتوود ضرورة الدفاع عن حرية التعبير عبر العالم، وعلى إمكانية كسر القيود لاسيما عبر الإنترنت. ونظمت الندوة حول الرقابة فى إطار مهرجان طيران الإمارات الدولى الأول للآداب، وقد أضيفت فى أعقاب جدل فى الصحافة البريطانية حول عدم السماح لكاتبة بريطانية بإطلاق كتاب جديد لها يتضمن شخصية شيخ خليجى مثلى الجنس، ما دفع أتوود إلى سحب مشاركتها من المهرجان، إلا أن أتوود نفسها كتبت مقالة فى صحيفة ذى جارديان بعد ذلك أكدت فيها أن قرارها جاء بناء على معلومات غير دقيقة، ولم تتطرق أتوود إلى الجدل خلال مداخلتها ولا حول انسحابها ثم تراجعها وإن كانت لم تحضر فعليا إلى دبى، كما لم تتطرق الندوة إلى الموضوع. وقالت الروائية السعودية رجاء الصانع التى شاركت فى الندوة، إن روايتها "بنات الرياض" التى نشرت فى بيروت 2005 باتت تباع الآن فى السعودية، وأن شهرتها منحتها حماية ما، وذكرت أن نجاح الرواية التى تتطرق إلى حياة النساء فى مجتمع الرياض المحافظ جدا "أفسح بالمجال أمام مزيد من حرية التعبير" فى المملكة إذ تم بعد ذلك نشر ستين رواية تتطرق بجرأة إلى الحياة الاجتماعية فى السعودية نصفها لكاتبات سعوديات، بحسب الصانع. واعتبرت الروائية الشابة والتى تكلمت فى الندوة بطلاقة باللغة الإنجليزية أن "للإنترنت تأثيرا هائلا على حرية التعبير"، وأشارت الى أن روايتها "بنات الرياض" قرئت من قبل كل السعوديين بطرق عدة، خصوصا عبر الإنترنت قبل السماح بنشرها فى السعودية، ورأت أنه يمكن تجاوز الرقابة عبر الإنترنت وعبر النشر فى الخارج. من جهته، ذكر الروائى والشاعر الفلسطينى إبراهيم نصر الله أن نجاح الكاتب ووصوله إلى الشهرة يمكنه بالفعل من أن يخفف من حدة الرقابة عليه. إلا أنه حذر من تطور الذكاء الشرير للأنظمة العربية التى قال إنها استبدلت العناصر الأمنية التى تتدخل فى مجال حرية النشر بموظفين مدنيين يقومون فى النهاية بالرقابة نفسها. كما أثار نصر الله مشكلة الأدباء الفلسطينيين فى العالم على ضوء المأساة المتواصلة التى يعانى منها الفلسطينيون، لا سيما على ضوء الحرب الأخيرة فى غزة وصعوبة نشر كتبهم فى الخارج. وقال فى هذا السياق، الكاتب اليهودى لكى يصل إلى العالم عليه أن يتذكر أما الكاتب الفلسطينى فعليه أن ينسى. وأضاف "أحيانا أحس إننى اكتب للعالم العربى فقط، وتابع: أرجو ألا تكون هناك رقابة كونية على شعب معين كالشعب الفلسطينى. نظمت الندوة بالاشتراك مع مؤسسة "بين" العالمية التى تعنى بتعزيز حرية التعبير ومكافحة الرقابة عبر العالم، فضلا عن نشر الأدب والتواصل بين الأدباء، وتشغل اتوود منصب نائب رئيس المنظمة. ويشارك 65 كاتبا من حول العالم فى مهرجان طيران الإمارات الدولى الأول للآداب الذى افتتح الخميس فى دبى ويختتم غدا الأحد، وشهد إطلاق وتوقيع عشرات الكتب الجديدة، إضافة إلى أكثر من خمسين ندوة أدبية بحثت الشئون الأدبية العربية والعالمية. ومن أبرز الكتاب العالميين الذى حضروا إلى دبى للمشاركة البريطانى لويس دو برنيريس والأفريقى المولد ويلبر سميث والروائى الأمريكى حائز جائزة بوليتزر فرانك ماكورت والنيجيرية شيامانادا أديشى والأديبتان البريطانيتان كيت موس وريتشيل بيلينجتون والأمريكية جوليا جلاس. ومن الكتاب العرب الليبى إبراهيم الكونى واللبنانى الأمريكى نسيم طالب والمصريون جمال الغيطانى ومكاوى سعيد وسحر الموجى ومنصورة عز الدين والسعوديون هانى نقشبندى وتركى الدخيل ويوسف المحيميد، ويشارك أيضا العراقى فاضل العزاوى والشاعر المغربى محمد بنيس.