"لون وجدار وفكرة" ثلاثة عناصر رئيسية اعتمدت عليهم "هبة سيف الدين" عندما حاولت جمع أكبر مجموعة من فرش الرسم الشابة التى كان لها دور فى نشر فن "الجرافيتى" فى شوارع مصر بعد الثورة التى وثقتها فرشاتهم على حوائط وجدران شوارع مصرية أصبح لها "تاريخ"، وهو ما حاولت "هبة سيف الدين" مديرة متحف "محمود مختار" نقله من شوارع القاهرة إلى جدران المتحف فى مهرجان الجرافيتى الرابع، أو ما فضلت "هبة" أن تطلق عليه "لون وجدار وفكرة" لمواكبة التطور الذى شهده فن الجرافيتى على أيدى الثورة المصرية. المهرجان تضمن مجموعة من الشباب والفرق الفنية الشبابية التى ساهمت فى رسم عدد من الجداريات وتلوين مجموعة من الحوائط الشهيرة مثل جدران شارع "محمد محمود" وشارع القصر العينى وشارع "شامبليون"، إلى جانب أغلب جدران "ميدان التحرير"، والجدرايات التى انتشر وجودها بعد الثورة، احتضنها المتحف الذى تحول إلى ورشة عمل ضخمة منذ ما يزيد عن شهر عكف فيه الشباب الذين استجابوا لدعوة الإبداع على تلوين الحوائط والجدران داخل المتحف، الذى احتفل بافتتاح المهرجان أمس وسط حضور الفنانين الشباب الذين نجحوا فى تحويل الجدران إلى لوحات فنية رائعة، ومنهم جماعة "فنية مصرية"، والفنان الشاب "علاء عوض" وغيرهم من الفنانين، بعد أن كانت قاعات المتاحف مقتصرة على المشاهير من الفنانين، كما أحيا الحفل فرقة "صوت الشارع" التى تقدم تيمه موسيقية قريبة من جو الافتتاح الذى امتلأ بالشباب. اليوم السابع التقى "هبة سيف الدين" للحديث عن المعرض الفريد من نوعه، وقالت "هبة": المهرجان هو الرابع من نوعه، ولكن مع اختلاف طابع فن الجرافيتى هذا العام بشكل كبير، وذلك نتيجة لما أتاحته الثورة من حرية كبيرة لفن الشارع، وهو ما أظهر كما هائلا من الإبداع داخل الشباب الذين نجحوا فى إقناع العالم بفنهم الحر، وظهرت من خلاله مواهب رائعة ظلت دفينة الإهمال وغياب الفرصة لسنوات طويلة، الأمر الذى حاولنا التركيز عليه من خلال هذه الدعوة التى حرصت على توجيهها للشباب الذين رسموا بأيديهم شوارع مصر مبرزين المعنى الحقيقى لفن "الجرافيتى" وهو ببساطة "فن الشارع". تكمل "هبة": المعرض مستمر لمدة 15 يوماً، كما أن هذه اللوحات الفنية باقية على جدران المتحف، حتى تنظيم مهرجان آخر لفن الشارع. وعن أنشطة المتحف تقول "هبة": المتحف يقدم مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والفنية المتكاملة طوال العام، وأهم ما نركز عليه هو إتاحة الفرص للشباب، والدليل على ذلك هو تقديم جميع الأنشطة بالمجان، لإتاحة الفرصة للجميع، بهدف إحياء الثقافة وإعادتها لسابق عهدها.
