60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 18 مايو    مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح    تشكيل الترجي المتوقع لمواجه الأهلي ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    جلسات تحفيزية بفندق الإقامة للاعبي الأهلي قبل مواجهة الترجي    طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية يؤدون اليوم امتحان اللغة العربية    الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتوجه نصائح لمواجهة ارتفاع الحرارة    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    أكثر من 142 ألف طالب يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية بالشرقية اليوم    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    بعد حفل زفافهما.. من هو محمد المغازي زوج ريم سامي؟    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخ جديد: تعزيز الحرب النووية    عاجل - آخر تحديث لسعر الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل 3150 جنيها    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل تضرب.. وحماس تصرخ.. والعرب يهاجمون مصر..ومصر تفشل فى الدفاع عن نفسها.. وسوريا وإيران والإخوان وحزب الله لديهم الحل ولكنهم خائفون!
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 01 - 2009

◄لماذا لا تقوم دمشق ببعض المناوشات على حدودها مع إسرائيل شمال هضبة الجولان لتخفيف حدة الضربات على قطاع غزة؟
◄الإعلام المصرى فشل فى ترويج وجهة نظر مصر وسقط بالضربة القاضية أمام موجات الهجوم القادمة من الدول العربية
لم يخيب العرب ظن الأعادى فيهم، وأثبتوا للقريب قبل البعيد أن المحتمى بجدارهم عريان، وأن الطالب لرقم نجدتهم سيجده مرفوعاً دائما من الخدمة حتى لو كان على بعد خطوات، لم تشأ الأنظمة العربية أن تحرج طائرات إسرائيل التى قررت إبادة قطاع غزة بأهله وحماسه وتاريخه وتعثرت كالعادة فى اتخاذ قرار حاسم للرد على تل أبيب، وكأنها تأبى أن يرجع الطيارون الإسرائيليون إلى قواعدهم غير مجبورى الخاطر، ولم ينجح عداد الشهداء بأرقامه التى تعدت حاجز ال450 نفس من بينهم أكثر من 70 طفلاً راحوا ضحية القصف الجوى الإسرائيلى المستمر على مدار 24 ساعة فى أن يحرك دولنا العربية خطوة واحدة للأمام، وجاء رد الفعل العربى ضعيفا ومهزوزا ومخالفاً لقواعد الطبيعة التى علمتنا أن لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة.
منذ اليوم الأول لضرب غزة، والشارع العربى بل وأهل فلسطين أنفسهم، أدركوا حقيقة عدم وجود أى غطاء لحمايتهم من القصف الإسرائيلى، مجرد خطوات متعثرة فشلت فى الضغط على إسرائيل، وفشلت فى لفت انتباه المجتمع الدولى لحقيقة المجزرة البشرية التى تتم فى القطاع المحاصر والفقير، حتى القمة تلك الهبة التقليدية التى اعتدنا أن تنادى بها الدول العربية مع كل أزمة.. فشلوا فى عقدها، واستبدلوها باجتماع وزارى نجح وبكل جدارة فى أن يمنح بقراراته إسرائيل المزيد من الوقت لطحن عظام غزة فى لحمها.
مجرد عدة سيارات تحمل أعلام بعض الدول العربية وصور رؤسائها تم الإعلان عن تقديمها كمساعدات عاجلة لأهل القطاع، هذا هو كل ما قدمته الدول العربية لغزة حتى الآن، لدرجة أن الوقت الذى اتخذوه فى تزيين سيارات القوافل الغذائية والطبية بصور الرؤساء والسادة الملوك كان كافيا لأن يجعل مساعدات دولة مثل النرويج تصل بشكل أسرع من مساعدات الدول الشقيقة التى تفرغ مسئولوها لتصوير كل حبة مساعدة يقدمونها لأهل غزة .
الجديد فى أزمة غزة الحالية ليس بشاعة المجزرة ولا عداد الشهداء الذى لا يتوقف عن العد، ولا حتى الموقف العربى الصامت غالبا، الشاجب والمستنكر أحيانا لأننا اعتدناه كذلك، الجديد أن إسرائيل اختفت من خطابات السادة المسئولين العرب، ولم يهددها أحد، ولم يحرض أحد المجتمع الدولى ضدها، لأنهم كانوا مشغولين بتحريض المجتمع العربى ضد مصر، ربما لم يكن هذا خطأ أولئك الذين اعتادوا التلاعب بمشاعر الناس والتمسح فى القضية الفلسطينية للحصول على »بنط« شعبى زيادة لما يدركونه من تأثير القضية الفلسطينية على الشارع العربى، الخطأ هنا كان خطأ مصر التى تعددت سقطاتها فى قضية غزة، فوقعت فريسة لمجموعة من الباحثين عن أى دور على مستوى المنطقة بداية من قطر ومرورا بالسعودية والأردن وانتهاء بسوريا.
صحيح أن التيارات السياسية فى مصر بداية من الإخوان وإنتهاءا بأصغر حزب رفضت الهجوم على مصر واستنكرت المظاهرات التى هاجمت سفاراتنا بالخارج، ولكن كل هذا لا ينفى أن مصر أخطأت فى حق الشعب الفلسطينى حينما استضافت »ليفنى« هذا الاستقبال الحافل قبل بداية العملية العسكرية بيومين.
أخطأت مصر حينما تركت ملف القضية فى يد الوزير أحمد أبوالغيط الذى جاء أداؤه مهزوزا ولم ينجح فى الرد على الاتهامات التى وجهت للدولة، بل زاد من المشكلة حينما تصرف بسذاجة دبلوماسية وترك الكاميرات تسجل احتضان يده ليد وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليرى الشعب العربى هذه الصور فى نفس يوم بداية العدوان على غزة.
ضعف الحجة المصرية فى إيضاح موقفها مما يحدث فى غزة ظهر واضحا جدا فى خطابات المسئولين المصريين وتصرفاتهم، ويكفى أن أخبرك أن الدكتور جهاد عودة، عضو لجنة السياسات، لم يرَ أن مصر أخطأت فى الأساس لتدافع عن نفسها، بل ويسارع بالتأكيد على أنه لا يوجد هجوم شعبى عربى على مصر، وأن ما حدث من مظاهرات فى لبنان وسوريا لا يعبر عن حقيقة الأمر بل مجرد مؤامرة من إيران وسوريا، لأن وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم أيدوا موقف مصر تماما، هذا ما قاله الدكتور جهاد عودة وكأنه يعيش فى دولة اخرى، ثم جاء كلام نائب الحزب الوطنى محمد خليل قويطة ليؤكد أن الحكومة ورجالها يعيشون أحداث غير التى نعيشها نحن أو يعيشها أهلنا فى غزة، حيث اكتفى سيادة النائب برد الهجوم على مصر بهجوم مماثل لا يحمل توضيحا لموقف الدولة أو تبريرا لتحرك مصرى غير واضح، فقال:»إذا كانت هناك حرب على فلسطين فهناك حرب موازية ضد مصر من بعض الأقزام الذين يبحثون عن دور فى الأقليم «.
وحينما حاول نائب الوطنى أن يقدم تبريرا لموقف مصر من إغلاق معبر رفح قال: »الذين يهاجمون مصر بسبب المعبر لا يعلمون أن خطة إسرائيل هدفها تصدير مشاكل غزة إلى مصر عبر فتح المعبر ودخول أهل غزة لاحتلال منطقة فى سيناء حتى يتخلص اليهود من مشاكل غزة »
انتهى كلام نائب الوطنى ولكنه لم ينفِ أبدا أخطاء مصر فى تعاملها مع أحداث غزة وحركة حماس، ولكن الأخطاء المصرية لا يمكنها أن تغطى أبدا على جرائم الدول العربية فى حق فلسطين وأهل غزة، ولا يمكنها أن تجعل أحداً لا فى الداخل أو فى الخارج يغفل عن محاولات تلك الدول للنصب باسم قضية فلسطين، وإذا أردت أن تتأكد من ذلك، فلابد أن تعيد قراءة خريطة الوطن العربى الجغرافية والسياسية وتعود لتأمل خطابات الرئيس السورى وحسن نصرالله وتصريحات الرئيس السودانى واليمنى والمسئولين فى السعودية وقيادات الإخوان المسلمين لتدرك أنهم يتحدثون عن حلول قوية لأزمة ضرب غزة، ولا أعرف لماذا ينتظرون مصر ولا ينفذونها.
عموما دعنا نريح الجميع الذين يسبون مصر ويحرقون أعلامها ونتفق معهم على أن مصر دولة وحشة »وكخة« وتكره حماس وتريد الدمار لقطاع غزة، وأن الرئيس مبارك بذات نفسه جلس مع ليفنى ليضع خطة ضرب حماس وقطاع غزة بالطيران بصفته خبيرا.
هذا ما أراد العرب أن يروجوا له وهذا ماهاجم به الإخوان فى مصر النظام المصرى، ولكن حتى تكتمل الصورة أمام الناس الغاضبة بسبب دماء إخوانها فى غزة، تعال نتفق كما اتفقنا فى السطور السابقة أن مصر دولة سيئة القصد والنية وتربطها معاهدات سلام مع إسرائيل ولن تفلح فى تقديم حل قومى ووطنى لقضية فلسطين.. ولكن هذا الاتفاق سيترتب عليه سؤال آخر طرحه النائب محمد خليل قويطة يسأل فيه عن دور الدول العربية التى تملك حلولا ودوافع.. أين سوريا وأين حزب الله لماذا لا يبادرون بالهجوم على إسرائيل الآن أو على الأقل يضربون رصاصة واحدة لكى تشغل الجانب الإسرائيلى عن أهل غزة وترحمهم ولو قليلا من القنابل التى تتساقط فوق رؤوسهم كالمطر؟
سؤال قويطة فتح الباب للتساؤل عن كم الحلول التى تملكها تلك الدول والحركات السياسية لإنقاذ غزة من مصيرها، فإذا كانت مصر تملك المعبر كحل سحرى للأزمة، فإن هذه الدول تملك أكثر من حل يؤكد الشارع العربى بل وخطابات رؤساء هذه الدول أنها حلول جذرية لقضية فلسطين وليست غزة فقط.
نبدأ من سوريا التى لا يكف رئيسها بشار الأسد عن الإعلان عن رفضه أى صلح مع تل أبيب، ويؤكد بشكل دائم وحازم أنه يملك القدرة على مواجهة إسرائيل عسكريا، بل هدد إسرائيل كثيرا بالدمار حينما اخترقت بعض طائراتها المجال الجوى، ثم أن سوريا وبالمعنى البلدى لديها »تار بايت« مع إسرائيل التى تحتل جزءاً كبيراً من أرضها هضبة الجولان- منذ عشرات السنين، واعتادت فى الفترة الأخيرة أن تخترق المجال الجوى السورى كأنها فى نزهة.. هل توجد بالنسبة لسوريا فرصة أفضل من ذلك لاسترداد كرامتها وأرضها وبالمرة مساندة أهل غزة بصرف أنظار إسرائيل عنها، طيب بلاش الحرب لأن وقعها ثقيل على أذن من يطالبون بها خاصة إذا طلبها أحد منهم، أليست بعض المناوشات السورية على حدودها مع إسرائيل شمال هضبة الجولان كافية بتخفيف حدة الضربات على قطاع غزة أو على الأقل لفت نظر المجتمع الدولى للمجزرة التى تحدث.
عموما دعك من سوريا، فالدولة التى لم تطلق رصاصة واحدة منذ 1973 من أجل أرضها لن ترفع بندقيتها للدفاع عن غزة أو غير غزة، تعال إلى حزب الله حركة المقاومة التى ألهمت الشعب العربى وأعادت لأذهانهم ذكرى المقاومة والاستشهاد والانتصار على إسرائيل فى »حرب تموز«، ألم يكن أولى بحزب الله الذى ينتظر منه الشعب العربى الكثير أن يناوش ويهاجم إسرائيل بدلا من الهجوم على مصر، أليس بيده 42 ألف صاروخ وضاعف قدرته العسكرية ثلاث مرات منذ الحرب الأخيرة طبقا لإحصاءات أمريكية، ولديه نطاق جغرافى بطول 24 كم وعرض يتراوح بين 13 و14 كم يمكنه أن يواجه عبره إسرائيل ويقلق منامها بتحركات محسوبة فى منطقة مزارع شبعا.
المراقبون فى الخارج والمحللون العسكريون أكدوا أن جانباً كبيراً من دوافع إسرائيل فى هجومها على قطاع غزة يتعلق بمحاولاتها استرداد كرامتها العسكرية بعدما حدث فى الجنوب اللبنانى، بمعنى أنه انتقام من حزب الله ممثلا فى حركة حماس مع وضع بقية دوافع هذا العدوان فى الاعتبار، ألا يستحق ذلك نظرة من حزب الله، تهديدا على الأقل عبر اختطاف جندى أو تسريب سلاح أو غيره.. من جانب حركة مقاومة أعلنت وتعلن كل يوم أنها تملك الجديد لمواجهة إسرائيل.
إيران هى الأخرى لديها من الحلول ما يكفى لحل القضية من جذورها كما أعلن رئيسها أحمدى نجاد، مؤكدا أكثر من مرة قدرة إيران العسكرية التى يمكنها أن تزيل إسرائيل من على الخريطة، عبر امتلاكه صواريخ تصل إلى مبنى الحكومة الإسرائيلية فى تل أبيب، فهل يوجد وقت أفضل من ذلك لتنفذ تلك الأمانى، السبب موجود والدافع مزدوج التخلص من العدو وإنقاذ أهل غزة.
ثم هل تعجز إيران التى تفتخر بتهريب أسلحة لحزب الله أو تطوير أسلحة له، على أن تساعد أهل حماس بالسلاح المتطور والصواريخ بعيدة المدى بدلا من الصواريخ البدائية التى تعتمد عليها حماس ولا تصيب.
السعودية وقطر ربما لا تملكان حلولا عسكرية، ليس لاعتبارات سياسية أو دبلوماسية ولكننا لأننا لم نسمع أى طلقة خرجت من الدولتين أو جارتهما كما لم نسمع لفظ الحل العسكرى على لسان أى مسئول فيهما، اللهم إلا إذا كان عبر مطالبة طرف آخر بالتدخل، ولكنهما أى السعودية وقطر- تملكان فعل ما يطالبان به مصر، فإذا كان على مصر أن تهدد إسرائيل بوقف الغاز فعلى السعودية وقطر أن يهددا بوقف المدد البترولى عن العالم حتى يلتفت إلى أزمة غزة ويضغط على إسرائيل، ثم ألم تكن الأموال التى أنفقتها السعودية وقطر على الدعاية لمساعدتهما لغزة وتسخير إعلامهما للهجوم على مصر كافية لخلق حملة إعلامية ضخمة تخاطب الغرب، مستغلة المجازر البشعة لتحريك أوروبا وشعبها، ومواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية؟.
طرف آخر يملك عدة حلول ودوافع لم ينسه نائب الوطنى خليل قويطة ولم ينسه الناس حينما خرجوا فى المظاهرات تضامنا مع غزة على مدار الأيام القليلة الماضية، قويطة سأل عن دور الإخوان المسلمين وراهن على أنهم لم يقدموا حلاً عملياً لأنهم وحسب وجهة نظره يعملون وفق أجندة خارجية ومثلهم مثل الآخرين سيبحثون عن أى طريقة لإقحام مصر فى الأمر.
هذا ما يراه قويطة، أما مايراه الشارع فجاء مختلفا قليلا، فمازال الناس يبحثون عن رد فعل قوى من الإخوان المسلمين، وعلت أصوات كثيرة عبر الإنترنت تطالب الإخوان على اعتبار أنهم فصيل سياسى قوى أن يقوم بتنظيم مسيرة شعبية هدفها إجبار الحكومة على فتح معبر رفح، ولكن الإخوان لم يفعلوا حتى الآن وظل دورهم مشابهاً لبقية القوى الوطنية فى مصر، مشاركة فى التظاهرات، بيانات الشجب والاستنكار، وهذا لم يعجب أحد شباب الإخوان الذى كتب فى مدونته »بعد الصمت« يقول: (أنا أكتر حاجة مضايقانى ومنرفزانى دلوقتى فى موضوع حصار غزة هى موقف الإخوان » اللى هو إحنا يعنى.. أو بمعنى أصح القيادة«، الناس من امبارح يقولك ساعات والمستشفيات تغلق ومش عارف المئات يموتوا ونلاقى موقع الجماعة يقولك فى مؤتمر غدًا وبعد المؤتمر؟؟؟ نطالب ونعمل لجنة؟؟؟ مش كدا؟؟
أنا أؤمن بكلمة بتقولك لو عايز تقتل موضوع اعمله له لجنة..
واللجنة تفضل تطالب بكذا وتشجب كذا... والموضوع يطوووووووووول.
مانزلتوش ليه من امبارح؟؟!!! خايفين م البرد ولا من الاعتقال؟؟ أنا أكره المطالبات...
المطلوب الوحيد إننا نتحرك باتجاه رفح.. غير كدا مش نافع).
بالنسبة للإخوان لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، الكثير من النقاشات تدور حول قدرة الإخوان على إيجاد حل عملى فى ظل صمت الحكومة،لدرجة أن بعضهم تساءل بسخرية بعد مرور اليوم التاسع من الهجوم على غزة دون أى تحرك قوى من جانب الإخوان عن مكان وجود العشرة آلاف مقاتل الذى أعلن المرشد إرسالهم للدفاع عن لبنان، ثم أليس للإخوان تاريخ طويل فى العمل السرى المنظم يجعل من فكرة تسريب عناصر لمساعدة غزة أمر سهل؟ هذا ماظل يشغل الناس لدرجة أنهم صدقوه وصدموا حينما نفى المرشد ومحمد حبيب الأنباء التى تحدثت عن دخول عناصر إخوانية إلى قطاع غزة، ودفع البعض للتساؤل حول مدى علاقة الإخوان بحركة حماس، وواجب الإخوان كجماعة بضرورة الدفاع عن أحد أهم فصائلها العسكرية، مشيرين إلى ضرورة أن يستغل الإخوان فروعهم الدولية فى لبنان وسوريا والأردن لمساعدة شعب غزة، إما عن طريق عمليات عسكرية مفاجئة، أو على الأقل الضغط بشدة على الأنظمة العربية.
الدكتور عصام العريان، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، جاء رده على تلك المطالب الشعبية بضرورة تحرك الإخوان هادئا، مشيرا إلى أن الإخوان قوة شعبية وظيفتها إحياء ضمير الناس.. وما تحدث عنه البعض من تسريب استشهاديين أو مسيرة ضخمة لغزة فهذا كلام فارغ... الشعوب تفكر بعواطفها وتريد ذلك، ولكن الإخوان فصيل سياسى مسئول ولابد أن تكون لديه اختيارات منطقية وموضوعية.
ولكن القيادى الإخوانى لم ينفِ أن مصر تمتلك الكثير من الأوراق لحل القضية آسفا على أن مصر تتخلى عنها ورقة ورقة، مثل سحب السفير المصرى وطرد السفير الإسرائيلى أو على الأقل استدعائه ومراجعة اتفاقية الغاز والنظر فى قضية كامب ديفيد، وفتح المعبر ولا يتحججون بالقوانين أو غيرها لأن قانون المعابر واتفاقية جنيف لا تمنع ذلك، وحجة أن إغلاق المعبر والتشديد عليها لمصلحة فلسطين حتى لا يحدث انقسام كلام مرفوض لأن حماس سلطة شرعية ربحت انتخابات ديمقراطية، ومن طبيعى جدا أن تدافع عن السلطة التى اغتصبت منها بشتى الطرق كلام الدكتور عصام العريان عن حق حماس فى الدفاع عن سلطتها نقلنا إلى سؤال أشد خطورة جعل الكثير من الخبراء والمراقبين يطالبون بضرورة محاسبة حماس عليه عقب انتهاء الازمة، السؤال يدور حول مدى استعداد حماس لمواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة، لا نتهم حماس هنا ولا نضعف من عزيمتها ولكننا نسعى لتقييم أدائها كحركة سياسية مسلحة أعلنت مسئوليتها عن مصير شعب بأكمله وخولها هذا الشعب فى انتخابات ديمقراطية أن تتخذ قراره وتتحمل مسئوليته.
القيادى الإخوانى الدكتور عصام العريان، أكد أن حماس كانت مستعدة للمقاومة، ولكنها تعرضت لخديعة كبرى حينما قالوا لهم إن إسرائيل لم تضرب، ثم أشار إلى أن حماس لم تصل بعد إلى قدرة حزب الله وقوته ولكنها قادرة على إيلام إسرائيل.
كلام العريان جاء متناقضا مع الواقع الذى قرأه العديد من الخبراء والمحللين العسكريين على مدار الأيام الماضية، الذين حددوا أخطاء حماس فى التالى.. أنها غفلت عن دورها كحركة سياسية، ولم تنجح فى تجنب الصدام مع إسرائيل المتحفزة للبحث عن مجد عسكرى يرد لها اعتبارها بعد هزيمة 2006 فى لبنان، ثم تأتى قراءة حماس الخاطئة للأجواء المحيطة كخطأ كبير يتحمله قادة الحركة الذين تصوروا أن دعما مباشرا وقويا قد يأتى من محور الممانعة فى المنطقة سوريا وإيران على خلفية العلاقة المتوترة على الجبهة السورية الإسرائيلية والمناوشات بين إيران وأمريكا.. ولكن ما تخيله قادة حماس لم يحدث.
ثم يأتى فشل حماس فى تدبير الحماية اللازمة للمدنيين، وإخفاقها فى توقع موعد الضربات الإسرائيلية.الأمر الصعب فى أطروحة قدرة حماس على المقاومة يكمن فى خسارة حماس لأحد أهم أسلحتها فى مواجهة إسرائيل، أو السلاح القادر على إيلام إسرائيل فعلا وهو العمليات الاستشهادية، التى بدأت تختفى مع الحصار الذى تعرض له القطاع، ونشاط جيش الاحتلال فى تأمين مداخل إسرائيل ومخارجها، ولكن تبقى بعض الآمال معلقة فى وجود بعض العناصر الحمساوية خارج القطاع تكون قادرة على تنفيذ ذلك النوع من العمليات.
إذن الحلول موجودة، ومن النوع الذى يأمل فيه رجل الشارع المصرى والعربى، ولكنها معطلة لأن من يملكها لم يقرر بعد إن كان سيدفع بنفسه ثمن التمسح بالقضية الفلسطينية أم لا، عموما إذا كانت حلول الدول ملكها، فإن للناس فى الشوارع العربية حلولا أخرى بدأوا فى طرحها، أولها طبعا موجة المظاهرات، وحل آخر يأمل فيه العرب من عرب 48 خاصة بعدما قام واحد منهم بالهجوم بسكين على مجموعة من اليهود تعبيرا عن غضبه من المذبحة التى يرتكبها جيش الاحتلال فى غزة، حل آخر وأخير تساءل عن إمكانية وجود عناصر لحماس فى الدول الأوروبية تستهدف السفارات الإسرائيلية إن تمادت إسرائيل فى عدوانها ولم تتوقف عن حصد أرواح الشهداء.
كثيرة هى الحلول وكثيرة هى الاتهامات وكثيرة هى الأخطاء التى وقعت فيها الدول العربية بدءاً من مصر الدولة الكبرى، حتى قطر تلك الدويلة الصغرى، ووسط كل ذلك يبقى الوضع على حاله منذ بدأت إسرائيل فى تنفيذ عملية «الرصاص المتدفق».. طائرات إسرائيلية تلقى بأطنان من القنابل فوق رؤوس الأطفال والنساء، وأهل غزة لا يصارعون الموت فقط، بل فى صراع آخر أشد مع المستشفيات التى امتلأت والأدوية التى اختفت، وثلاجات الموتى التى لم يعد بها مكان، والأطعمة التى ليس لها وجود.. والخذلان العربى المتوقع.
لمعلوماتك....
◄1996 هاجمت إسرائيل لبنان ب «عناقيد الغضب»
◄1968 قصفت إسرائيل مطار لبنان ودمرت 13 طائرة مدنية
◄1982 قامت إسرائيل بمذبحة صبرا وشاتيلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.