قال محمد كاظم، المدير الإقليمى للمنطقة العربية بمكتب الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات"، إنه لا يوجد نية لديهم لتنفيذ برامج محددة لتطوير العشوائيات فى الوقت الحاضر، مضيفا "ولكن لدينا ثلاثة مشروعات فى القاهرة، وهى التخطيط الاستراتيجى لنحو خمسين مدينة صغيرة ووضع الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للتخطيط لمنطقة القاهرة الكبرى فى عام 2050 والدعم الاستراتيجى للمناطق الحضرية"، مشيرا إلى أن شريكهم الأساسى فى مصر هو هيئة التخطيط العمرانى التابعة لوزارة الإسكان. إلا أنه عاد ليؤكد أن مفاوضات ومباحثات جدية عن العشوائيات سيتم التناقش حولها بعد استقرار الأوضاع فى مصر، لافتا إلى أن منظمة الأممالمتحدة لها مواقف مبدئية من المناطق العشوائية، ومنها عدم الإزالة القصرية ونقل الإسكان من منطقة إلى أخرى دون موافقة السكان. وأوضح أن برنامج المستوطنات البشرية يصبو نحو ترويج التنمية الحضارية المستدامة، ويهتم بالقضايا الحضارية فى العالم، مضيفا أنه بدأ فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، كمركز للمستوطنات البشرية، بعد الاقتناع بالمشاكل الحضارية التى تحدث فى دول العالم. وأكد محمد كاظم، خلال المؤتمر الصحفى الخاص باليوم العالمى للموئل، والذى أقامه مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة صباح اليوم، الأحد، إنه فى عام 2002 وبقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة تم تحويل هذا المركز إلى برنامج، قائلا، "تسمية المستوطنات البشرية تثير بعض البلبلة، لأنها ترتبط بالمستوطنات الإسرائيلية على سبيل المثال أو المستوطنات ذات العلاقة بالاحتلال، ولذا تم استخدام كلمة الموئل ذات العلاقة بالمأوى، وقرار تغيير اسم البرنامج يجب أن يمر بخطوات معقدة جدا وتوافق عليه الجمعية العامة، ولكن نحن نفكر جديا فى تغيير اسم البرنامج". وأوضح كاظم أن هذا البرنامج يحتفل فى أول يوم اثنين من شهر أكتوبر من كل عام بيومه الخاص به، حيث يحاول البرنامج تسليط الضوء فى كل سنة على موضوع الساعة فى موضوع العمل الحضرى، وهذه الساعة يتم التركيز على موضوع المدن والتغير المناخى، مؤكدا أن اختيار هذا الموضوع يرجع إلى بلوغ عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة، وأن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية يعيشون فى مدن، وبالتالى فمشاكل المدن تؤثر بشكل مباشر والتقديرات تشير إلى أنه خلال العامين المقلبين ستأوى المدن ثلثى سكان العالم بسبب الزيادة الطبيعية والهجرة إلى المدن. وأشار المدير الإقليمى للمنطقة العربية بمكتب الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" إلى أنه بسبب مواقع المدن فى العالم والمواقع الجغرافية تقترب كثيرا من مدن العالم من سطح البحر والأنهر، وقد تتعرض لأعاصير وأمطار غزيرة وفيضانات والبرنامج يقدر أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك مائتا مليون لاجئ بسبب قرب المدن من سطح البحر، فهناك مدن ترتفع عن البحر بسنتيمترات وليس أمتار، موضحا أنه من المقلق أن الأكثر تعرضا لهذه الآثار السلبية هم سكان المناطق الفقيرة غير الآمنة وأن هذه الظاهرة تتواجد فى مصر وأمريكا اللاتينية وشبه القارة الهندية، وهذا يضع على عاتق البرنامج مسئولية كبرى قبل فوات الأوان، ولذا نركز مع الجهات الحكومية وغيرها على هذا الموضوع. وردا على سؤال "اليوم السابع" حول إنجازات المكتب فى فلسطين، أجاب: "لدينا مشروع فى القدسالشرقية، ونحن من المنظمات القليلة التى أسست لها مكتب هناك، على الرغم من مشاكل الاحتلال وضغطه على السلطة الفلسطينية، وبمرور الأيام استقبلنا دعما سخيا من مجموعة مجتمع مدنى سعودية بلغ عشرة ملايين دولار لإعادة السكان الفلسطيين النازحين، وبالفعل نفذنا جزءا كبيرا منها، وسكن عدة آلاف من الأشخاص". وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع فى بعض الأحيان من تعاقد السطة الفلسطينية مع أحد المنظمات إذا كان هناك تمويل خارجى، كما لفت إلى أن العمل فى العراق بدأ ينحصر. وأضاف المسئول الأممى، أنه فى السنوات المقبلة ستحاول المنظمة من خلال آليات على نقل سكان المناطق العشوائية المهددين بالخطر إلى مناطق أكثر أمنا، مشيرا إلى أن البرنامج يعمل فى الدول العربية منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقال، "من الطريف أن أول مشروع بدأه المركز عام 1978 كان فى ليبيا، وهذا المشروع قائم حتى هذا التاريخ". ومضى مسئول المستوطنات البشرية يقول إن البرنامج يعمل فى عشر دول عربية، منها مصر والعراق ولبنان والسودان والكويت والأراضى الفلسطينيةالمحتلة والصومال والمغرب والبحرين، وتخطط لنحو ثلاثين مشروعا فى هذه البلاد بتمويل من الحكومات وغيرها يبلغ مائة مليون دولار. وشدد على أن البرنامج يهدف إلى إعادة الإعمار والبناء من مساكن ومدارس وبنية تحتية والإدارة الحضارية، لذا فقد تأسس المكتب الإقليمى للدول العربية فى القاهرة بعد مفاوضات طويلة مع كل من الجامعة العربية والحكومة المصرية، واصفا ذلك بالأمر الطيب، قائلا، إن اتفاقية تأسيس المكتب تم توقيعها مع الحكومة المصرية فى شهر أبريل الماضى وتم تفعيلها بنشرها فى الجريدة الرسمية. واسترسل "برامج الدول العربية يجب أن تدار من دولة عربية، وفى الماضى كانت تدار من المكتب الإقليمى للأمم المتحدة فى العاصمة الكينية نيروبى، وقرار وضع مكتب المنطقة العربية للمستوطنات البشرية فى القاهرة سليم بالدرجة الأولى لوجود مقر الجامعة العربية هنا أيضا". وذكر أن مسئوليات هذا المكتب تم الاتفاق عليها مع الحكومة المصرية، مما يجعلها مسئوليات رسمية وتتمثل فى عدة أشياء، منها تشجيع اتفاقيات التعاون الإقليمى من أجل تنفيذ أهداف البرنامج والتعاون مع السلطات المحلية والإقليمية والدولية، مثل جامعة الدول العربية والبرامج الأخرى للأمم المتحدة المتواجدة فى القاهرة، فضلا عن تشجيع تنفيذ البرامج والحملات الإعلامية للموئل، وذلك بالتنسيق مع المقر الرئيسى للأمم المتحدة. وتابع "برنامج المستوطنات البشرية يتعاون مع الجهات الأهلية وفقا للاتفاقية الموقعة مع الحكومة المصرية"، مشيرا إلى أن المكتب يقدم مساعدات استشارية فقط لإعادة التأهيل ولرفع الكفاءة وغير ذلك. وقال إنه على المستوى الاجتماعى، تتميز الأممالمتحدة بنوع من الحيادية، ولا تحاول أن تجنى أرباحا من موضوع المستوطنات البشرية، وأضاف أن هناك بعض الأرقام التى تذكر أن 40% من سكان المدن يسكنون فى عشوائيات، موضحا أن هذا الرقم أولى وليس دقيقا.