شنودة غبريال، القمص بكنيسة الأنبا أبرام فى حى فيصل، يعلق على قضية التبرع بالأعضاء البشرية بين مختلفى الديانة قائلا: فى الإنجيل المقدس لا يوجد آية يمنع فيها السيد المسيح التبرع بجزء من جسمك لشخص يحمل ديانة مختلفة، بل بالعكس إن السيد المسيح أوصى الأقباط بالمحبة لكل الأديان وكل الأجناس حتى الأعداء فى آية (أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (من 5: 43، 44)، ولايوجد دين يمنع إنسانا من أن ينقذ أخاه الإنسان أيا كانت جنسيته أو ديانته، لكن هذا يرجع إلى طبيعة هذا الشخص، وليس دينه هل هو يتقبل أن يتبرع بجزء من جسمه لأى شخص أولا.. وهذا ما أراه. وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة بجامعة الزقازيق :«إن أعضاء جسم الإنسان لا دين لها فلا يمكن أن نصف الكلى بأنها مسلمة أو مسيحية، فهى أعضاء بشرية يمكن أن يتبرع بها الإنسان أثناء حياته أو يوصى بالتبرع بها بعد وفاته لأهداف إنسانية، وأشار إلى أن شيخ الأزهر كان قد أوصى بالتبرع بأى جزء من جسمه بعد وفاته، فقد أجاز العلماء نقل الأعضاء من شخص إلى آخر بغض النظر عن الديانة لأن الهدف هو المنفعة الإنسانية. وقد قال الله عز وجل فى الآية الكريمة: «اليومَ أُحِلَّ لكم الطيباتُ وطعامُ الذين أُوتوا الكتابَ حِلٌّ لكم وطعامُكم حِلٌّ لهم»، وهى دليل على تبادل المنفعة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، باستثناء أوقات الحرب حيث يحرم تبادل البضائع أو الأعضاء مع أعداء الإسلام يقول الله عز وجل: «لا ينهاكُمُ الله عن الذينَ لم يُقاتلوكم فى الدينِ ولم يُخرجوكم من ديارِكم أن تَبَرُّوهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحبُّ المُقْسِطِينَ». التبرع بالأعضاء يجوز بغض النظر عن الدين، لكن الدكتور عبد اللطيف يعود ليؤكد أن هناك أولويات، فإذا خير المسلم ما بين التبرع لمسلم أو غير المسلم فعليه أن يختار المسلم، إلا فى حالة أن يكون غير المسلم أنفع للإنسانية من المسلم، وهنا يخضع الأمر للاعتبارات الإنسانية، وكذلك فإن هناك أولويات بالنسبة للأعضاء التى تنقسم إلى أعضاء ضرورية، مثل القلب والذى يتوقف عليه الحياة، وأخرى حاجية مثل العين، وثالثة تحسينية مثل الأنف التى تسهل الحياة، ولكن لا تتوقف الحياة عليها، ويفضل التبرع بالأعضاء التى ت-توقف عليها الحياة، ووضع شروط للتبرع بالأعضاء أهمها أن تكون سليمة ولا تنقل العدوى، وأن يكون المتبرع عاقلا وبالغا، فلا يجوز تبرع القاصر ولا المجنون.