رئيس جامعة المنصورة يتفقد أعمال تجديد المدرجات بكلية الحقوق    إهداء درع معلومات الوزراء إلى رئيس جامعة القاهرة    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    5 تعليمات صارمة من وزارة النقل لسائقي القطارات والعاملين بالسكك الحديدية    رئيس الرقابة المالية: الانتهاء من المتطلبات التشريعية لإصدار قانون التأمين الموحد    تجارية القاهرة: مساندة رئيس الوزراء للشباب ورواد الأعمال رسالة واضحة لدعم الاقتصاد القومي    جيش الاحتلال الإسرائيلي: إصابة 44 جنديا وضابطا في معارك غزة    جمال علام يمثل اتحاد الكرة في نهائي الكونفدرالية بين الزمالك ونهضة بركان    فأل حسن.. مَن حَكَم مباراة الأهلي والترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا؟    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    التحقيق في اتهام دار مسنين بتعذيب عجوز وإصابته في السلام    مصرع شاب غرقا خلال السباحة فى ترعة بمنطقة البياضية شرق الأقصر    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري.. صور    انتهاء تصوير فيلم «اللعب مع العيال».. والعرض في عيد الأضحى    فرقة قنا القومية تقدم العرض المسرحي المريد ضمن عروض الموسم المسرحي في جنوب الصعيد    طلاب مدرسة التربية الفكرية بالشرقية في زيارة لمتحف تل بسطا    جوائز مهرجان لبنان السينمائي.. فوز فيلم "الفا بات" بجائزة أفضل فيلم روائي    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    تعرف على الجهات الطبية المستثناة من قانون المنشآت الصحية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية مجانا في قرية أبو سيدهم بمركز سمالوط    أسرة طالبة دهس سباق الجرارات بالمنوفية: أبوها "شقيان ومتغرب علشانها"    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    "علشان متبقاش بطيخة قرعة".. عوض تاج الدين يكشف أهمية الفحوصات النفسية قبل الزواج    إعلام إسرائيلي: اغتيال عزمى أبو دقة أحد عناصر حماس خلال عملية عسكرية في غزة    «شعبة المصدرين»: ربط دعم الصادرات بزيادة المكون المحلي يشجع على فتح مصانع جديدة    خالد عباس: إنشاء وإدارة مرافق العاصمة الإدارية عبر شراكات واستثمارات عالمية    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    مصادر أوكرانية: مقتل 4 وإصابة 8 في هجوم جوي روسي على خاركيف    هالة السعيد: 4 مليارات جنيه استثمارات لمحافظة قنا بخطة عام 23/2024    «متحدث الصحة»: 5 نصائح هامة للحماية من مضاعفات موجة الطقس الحار (تفاصيل)    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    إيرادات فيلم السرب تتخطى 30 مليون جنيه و«شقو» يقترب من ال71 مليون جنيه    وزارة الإسكان تخطط لإنشاء شركة بالشراكة مع القطاع الخاص لتنشيط الإيجارات    رئيس الأغلبية البرلمانية يعلن موافقته على قانون المنشآت الصحية    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    موعد انعقاد لجنة قيد الصحفيين تحت التمرين    الجوازات والهجرة تواصل تسهيل خدماتها للمواطنين    متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 1445 وما الأعمال المستحبة بها؟    أكبر مدن أمريكا تفتقد إلى الأمان .. 264 ألف قضية و4 آلاف اعتداء جسدى ضد النساء    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    المصرين الأحرار عن غزة: الأطراف المتصارعة جميعها خاسرة ولن يخرج منها فائز في هذه الحرب    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    «خطيرة».. صدمة في الأهلي بسبب إصابة علي معلول قبل الإياب أمام الترجي    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل الأعمال محمد نصير: طموحات رشيد أكثر من رئاسة الوزراء.. وتدخلاته أفسدت اقتصاد البلد
نشر في اليوم السابع يوم 23 - 10 - 2008

◄المصريون لا يحبون الشغل ولا يوجد من يعمل بضمير ويظل فقيرا.
◄طلبت من الأمن القومى أن يشاركنى فى فودافون وأنا رجل «جبان» لا يغامر بأمواله.
◄لو أردت مجاملة فاروق حسنى لاشتريت لوحاته.. والذين هاجموا مشروعى فى القلعة مغرمون بالشهرة.
◄عرضوا على منذ 11 عاما أن أكون وزير تجارة ورفضت حتى أتجنب الشبهات.
◄كان بينى وبين ساويرس مشاكل أيام فودافون رغم أننى صديق الأسرة.
رجل الأعمال محمد نصير كرر أثناء التسجيل وبعده ما قالته له والدته «امشى عدل يحتار عدوك فيك».. وذلك إجابة على سؤال: هل منطقى أن تصل إلى هذا المستوى من البزنس دون حماية من كبار؟ نصير أكمل مؤكد أنه لا علاقة له بالسياسة رغم عضويته فى الحزب الوطنى، ورغم أنه تم تصعيده أثناء وجود وزير السياحة الأسبق ممدوح البلتاجى، بل عرضوا عليه أن يكون وزيرًا للتجارة منذ 11 عامًا.. ولكنه فضل أن يكون بعيدًا رغم علاقاته الجيدة بالجميع، كما وصف نفسه بأنه رجل أعمال جبان لا يغامر بأمواله.
قابلته فى مكتبه البسيط فى الدقى، حيث شن هجومًا كاسحًا على وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد واتهمه أنه يفسد العلاقات التجارية بين رجال الأعمال، وأنه يتخذ قرارات ليست من صلاحياته حتى يحصل على شعبية، حتى لو كانت ضد اقتصاد البلد.. وألمح إلى أن طموح رشيد أكثر من رئاسة الوزارة، فعلى حد تعبيره يتدخل فى كل شىء وأى شئ.
وبذات الحسم أكد نصير أن الكثير من المصريين لا يحبون العمل، وأنه لا يوجد شخص يعمل بضمير ويظل فقيرًا، فى إشارة ضمنية إلى أن الفقراء هم سبب فقرهم، وأوضح أنه لم يرع مهرجان القاهرة السينمائى مجاملة لوزير الثقافة، فلو أراد مجاملته لاشترى لوحاته وكشف نصير أنه طلب أن يشاركه الأمن القومى فى شركة فودافون ولكنهم قالوا له «نحن مطمئنون مادمت موجودا»، وإلى نص الحوار:
ما الذى يجعلك توافق على رعاية مهرجان القاهرة السينمائى؟
لأننى من المؤمنين بأن مصر تحتاج إلى دعم رجال الأعمال فى الفن والثقافة أكثر من المشروعات الاقتصادية.
أليس السبب مجاملة للوزير فاروق حسنى ساندك فى مشروع أبراج القلعة؟
بالطبع لا، ولا أفهم ماذا تقصدين.
أقصد أنها مجاملة للوزير؟
هذا غير صحيح، ولم أتحدث مع وزير الثقافة فى المشروع أصلا، ولو أردت مجاملة فاروق حسنى فسيكون هناك طرق أخرى أفضل، كنت اشتريت بعض لوحاته مثلاً، وأنا معجب به كفنان، ثم إنه لا يستطيع أن يساعدنى لأن الموضوع كله انتقل إلى منظمة اليونسكو.
ولكن الوزير هو الذى أعطاك الموافقة؟
غير صحيح، فهذا الموضوع تم عرضه على الهيئة العليا للآثار منذ امتلاكى للأرض التى اشتريتها من محافظة القاهرة عام 76 أى منذ 32 عامًا، عندما تم طرحها فى مزاد علنى بعد تقسيمها 5 قطع وأنا اشتريت 3 منها، ثم استكملت الباقى بعد عدة سنوات، كان آخرها قطعة اشتريتها من رؤوف غبور، ووقتها فاروق حسنى لم يكن وزيرًا للثقافة، بل كان منصور حسن الذى أعطانى أوراقًا رسمية بأن أرضى خارج المنطقة الأثرية، فيبعدنى عنها طريق صلاح سالم، ولكن الذى أثار المشكلة اثنان من أساتذة التاريخ الإسلامى ومغرمان بالشهرة.
ثانيًا هذه المنطقة كانت فى الأصل مقلبا لزبالة القاهرة، لأنها كانت فى السابق محجرا وأوقفوا التكسير فيه حتى لا يتأثر الطريق الصاعد للمقطم، ولكنهم فشلوا وكان الحل أن يبيعوها لأفراد ليحموها ويمنعوا التكسير.
هل منطقى أن يكون الأفراد أقوى من الحكومة؟
طبعا لأنهم سيدافعون عن أرضهم، وهذا مبدأ اقتصادى و دينى سليم.
لكن هذه المنطقة معرضة لمخاطر انهيار الصخور؟
أنا رجل جبان، لا أقوم بأى مشروع إلا بعد إعداد دراسات شاملة، لدرجة أننى افترضت احتمال أن مصر ستغرقها الأمطار لمدة سبعين يوما متصلة، فهل سيؤثر ذلك على المنطقة عندما تتجمع المياه وكانت النتيجة إيجابية، واستطعت تحويل مقلب الزبالة إلى محطة خدمة وموقف سيارات حتى أن الناس يسمونها الآن أرض رينو.
وما الذى دفعك إلى التفكير فى هذا المشروع بالتحديد؟
تم تكليفى بهذا المشروع عام 93 فى أعقاب اتفاقية أوسلو، حينما بدأت تلوح فى الأفق بوادر الصلح بين الفلسطينيين وإسرائيل، فكان لابد من أن نستعد لزعامة المنطقة اقتصاديًا كما كنا قبل ثورة عبدالناصر، لنعيد للبلد أمجادها وشرفها.
وما هى العلاقة بين أرض القلعة وزعامة مصر؟
لأنهم أردوا أن تكون مصر الزعيمة الاقتصادية للمنطقة وكان لابد من وجود منطقة فيها مساكن إدارية للمستثمرين المصريين والأجانب بدلاً من وسط القاهرة المزدحمة حتى نستقطب رؤوس الأموال الضخمة، وكبرى الشركات الأجنبية العاملة فى الأسواق العالمية، والتى كان من الصعب أن تأتى إلى مبنى سكنى فى جادرن سيتى مثلاً، حيث المواصلات فى غاية الصعوبة.
ومن الذى كلفك؟
إحدى الشخصيات الحكومية.
من هو؟
من الأمن القومى.
وإذا كان التكليف حكوميا فلماذا تعطل المشروع؟
هذا ما حدث للأسف على الرغم من أننى أخذت رخصا سليمة وقانونية من اللجنة العليا للآثار، لكن فرد اعترض على قرار اللجنة رغم أنه كان قد وافق من قبل، وعندما واجهناه قال ببساطة غيرت رأيى، وهذا معناه أننا أصبحنا فى زمن البلطجة.
وهل كان اعتراضه أكبر من مساندة الحكومة؟
للأسف استطاع إيقافى لفترة، ولكن هذا لن يطول وسأكمل مشروعى، وأنا كنت مسئولا عن بعض التلكؤ فى إحدى الفترات عندما شعرت أن هناك انكماشا فى البلد، فخفت، ألم أقل لك إننى جبان.
وهل الجبن هو الذى جعلك تبيع فودافون؟
أنا رجل أعمال يطلقون عليه خلاق البيزنس، بمعنى أننى أنشىء كيانا ثم أكبره، ثم أبيعه وأكسب وأضع مكسبى فى كيان آخر وهكذا.
ولماذا تبيع إذا كانت تربح؟
لأن متعتى فى صناعة النجاح، وعندما أتأكد أن المشروع نجح أتركه إلى غيره وهكذا.
هذا منطق سمسرة؟
(مندهشًا) تخليق البيزنس ليس سمسرة، فأنا أصنعها من لا شىء وأكبرها وأديرها بحكمة وأتركها لمن بعدى مربحة فهل تعتبر القلعة ومصانع الأدوية سمسرة..... هذا نجاح.
ما حدث فى صفقة بيبسى سمسرة؟
صحيح أننى لم أخلق بيبسى، ولكنها أكثر الصفقات التى كسبت منها، فقد اشتريتها و«حالتها تصعب على الكافر»، وقسم المبيعات فيها 3 موظفين و26 محاميا فى الشئون القانونية ولا يفعلون شيئًا، وعدد العاملين بها 4 آلاف، وبعد سنة فصلت 233 وعينت 01155
أليس التخصص فى مجال بيزنس أفضل لك وللبلد؟
أنا الآن عمرى 70 سنة فهل هناك تخصص بعد السبعين.
لماذا لم تفعل ذلك فى سن صغيرة؟
أنا بالفعل اخترت فى بداية حياتى مجال الاتصالات والهواتف.
ولكن لديك استثمارات أخرى؟
أنا مازلت أعمل فى هذا المجال ولكن فى الجزء العلمى من الاتصالات.
لماذا استوليت على توكيل كيا بطريقة غير مشروعة؟
ما هو عدم المشروعية من وجهة نظرك؟
سعيت لخطفه من وكيله الأصلى؟
لم أخطف شيئا ولم أخطأ فى حق أحد، ولم أسع للتوكيل، بل عرضته على الشركة الكورية، وقبلها طلبت منى شركة فورد أيضًا أن أكون وكيلها، لأننى أعمل بطريقة جيدة.
ولكن اتفاقية سيارات كيا كانت ضد قرارات وزير التجارة؟
(قاطع محتدًا) رشيد وضع قرارا وزاريا خاطئا لأنه أدخل الحكومة فى معارك تجارية لا دخل لها بها.
القرار هدفه حماية المستثمرين المصريين من الشركات الأجنبية؟
أى حماية تقصدين؟ أنا عملت فى حياتى مع 200 توكيل، تركت منهم 150، لم أطالب أحدًا فى يوم بمليم ولم أدخل الحكومة فى مشكلة.
ولكن قرار الوزير يضمن حقوق المصريين؟
هذا مجرد قرار، وليس قانونا، أراد به الوزير أن يكسب شعبية لدى الرأى العام، فنظريات رشيد تشبه نظريات عبدالناصر، عندما ادعى أنه سيقضى على الإقطاع من مصر، ليعطى الأموال للفقراء... فلا الفقراء أخذوا مالا ولا الإقطاع انتهى، وإنما ما انتهى هو الغل الطبقى عند البسطاء.
ألا ترى أنك تظلم الوزير؟
لا، على الإطلاق.
وما وجه الخطأ فى قراره؟
لأن الطبيعى أن الحكومة لا تتدخل فى العلاقات التجارية.
ولكن دور الحكومة هو تنظيم المعاملات التجارية؟
غير صحيح، فالحكومة ليس دورها التشريع، وبالتالى فقرار الوزير ليس قانونا، ثم من قال إن التنظيم معناه وقف العمل حتى يتقاضى الشريك الآخر حقه، فهذا ليس من صلاحيات الحكومة، ولا تقول لى إنها تحمى المصريين من الأجانب، وكأن الشركات الأجنبية عفاريت أو أفاقون، فهل هناك من يجبر المصريين على السعى وراءهم.
معنى ذلك أنك ترفض تدخل الحكومة فى البيزنس؟
نعم فهذا أنجح للصفقات التجارية إذا أرادوا تطبيق الاقتصاد الحر.
عندما رفعت يدها عن البيزنس فى الولايات المتحدة الأمريكية انهارت المؤسسات المالية؟
لا، فالأمر مختلف، فخطأ الحكومة الأمريكية أنها باعت كل شىء، وحولته إلى اقتصاد ورقى، فلا هى تملك شيئا ولا تتدخل فى شىء، ولم يحدث ذلك مثلا فى إنجلترا وفرنسا لوجود إشراف حكومى على الاقتصاد.
لكنك تقبل التدخل الحكومى فى الخارج وترفضه فى الداخل؟
ما حدث من وزير التجارة والصناعة تدخل فى المعاملات التجارية.. وليس مثلما يحدث فى فرنسا وإنجلترا من تنظيم.
ما هى حدود تأثير الأزمة الاقتصادية على مصر؟
الضرر لم يحدث بعد، ولن يأتى فى البنوك أو المؤسسات، لأن المصيبة فى طبيعة الكيان الاقتصادى عندنا، أى التأثير سيكون فى السياحة والعقارات ومصانع الغزل وشراء السيارات، وأعتقد أننا سنشعر قريبا بالكارثة.. وبدأت تلوح فى الأفق فى صناعة الأدوية.
كيف نخفف الأزمة؟
اسألوا رشيد لأن عنده دائما حلولا لجميع الأزمات.
واضح أنك معترض على سياسات رشيد؟
لأنه حتى الآن لم يقنعنى بمبررات منطقية ليتدخل فى العلاقات التجارية بين رجال الأعمال، والأخطر أنه ربما يصعد.
تقصد يصبح رئيسًا للوزراء؟
وربما أعلى من ذلك فى تقديره الشخصى لذاته.
وماذا عن تقديرك أنت؟
أنا لا أقترب من السياسة، ولكنه فى الحقيقة يقوم بمهام أكبر منه، ويتصرف كرئيس وزراء ويتعدى حدود وزارته.
وهل هذا يعد من مساوئ حكومة رجال الأعمال فى مصر؟
رشيد ليس الحكومة كلها، والحقيقة أن رجال الأعمال مكسب للحكومة، لكن الواضح أن الشىء الذى أتوا من أجله أكبر من أن ينفذوه فى الوقت المتوقع، فقد سمعت أحد أصدقائى يتحدث عن موت المرضى فى المستشفيات العامة، ويحمل الوزير الحالى مسئولية ذلك وكأنه يستطيع منع الموت.
ألا ترى أن هناك خلطا بين المال والسلطة.. أو بين الوزراء وأعمالهم التجارية؟
قلت لك إننى لا أقرب السياسة، ولا أعرف كيف يتصرفون، وقد رفضت الترشيح لمجلس الشعب لأنى دائمًا أتخوف من أن يتهمنى البعض باستغلال سلطتى، فقد اتهمنى أحد الصحفيين بأننى المتسبب فى حادثة الدويقة، رغم أن مشروع الأبراج يبعد عنها حوالى 6 كيلو مترات.. ولذلك سأرفع ضده دعوى قضائية.
ألا يخاف رجال الأعمال من حجم الفقر فى مصر.. أليس من المحتمل حدوث هبة جوع؟
دعنى أذكرك أننا قبل 1952 كان لدينا 500 مليون جنيه مستحقات لمصر على دول أخرى، وكانت البورصة المصرية أقوى من طوكيو وبورصة إسكندرية أكبر من بورصة شيكاغو وأسعار القطن والسكر فى العالم كانت تتحدد فى مصر.
هل منطقى أن يكون هناك مصريون جوعى ورجال أعمال يملكون كل هذه الثروات؟
كلامك يعيدنا إلى شعارات عبدالناصر من جديد حتى يفرح به البسطاء.. ولا أريد أن أقول إن البعض مسئول عن فقره، ولكن لا أحد يعمل بضمير ويظل فقيرًا.
لكن لدينا فقراء كثيرون رغما عنهم؟
كنت أجعل ابنى الوحيد يمسح الأحذية ويغسل السيارة حتى يأخذ مصروفه، وأمه وقتها كانت تتهمنى بالبخل، والحقيقة أننا لابد أن نتعلم ثقافة العمل ويجب أن يؤمن الناس بضرورة أن تنتج حتى تأكل، فلا يوجد عمل مهما كان نوعه مهين، المهم أن يكون شريفا.
أنت عضو قديم فى الحزب الوطنى الحاكم.. فلماذا لم تتول مواقع قيادية مثل الكثير من رجال الأعمال؟
تم تصعيدى أيام ممدوح البلتاجى، فقد كان صديق دراسة قديما، فطلب منى أنا أكون عضوًا فى الحزب حتى نجدد دماءه، وتم تصعيدى ولكننى لم أكمل.
لماذا لم تكمل.. ألا يشكل لك حماية؟
صحيح، على الأقل كان من الصعب إيقاف مشروع القلعة.
إذن من الذى يحميك فى الحكومة؟
الحماية تأتينى من اجتهادى فى عملى، وليس عندى ما يديننى، والحمد لله علاقتى جيدة بالجميع سواء على مستوى البيزنس أو على مستوى الحكومة.
هل يتدخل الأمن فى عملك؟
يسعدنى أن أقول إنه أثناء تأسيس فوادفون طلبت من الأمن القومى أن يشاركوا فى المشروع، وبالفعل اتصل بى رئيس الجهاز وقتها، وقال لى إن مجرد وجودى فى الشركة ضمان لأمن البلد وبالتالى ليس هناك حاجة لأن يشاركوا فيه.
ولماذا طلبت مشاركتهم؟
لأهمية وجودهم بجانبى.
ولماذا يتم الإطاحة ببعض رجال الأعمال لأسباب سياسية؟
لا أعرف، فأنا بعيد عن السياسة.
ألم يعرض عليك مناصب سياسية؟
عرضوا على منصب وزير للتجارة، ورفضت.
قبل رشيد أم الآن؟
لا.. منذ 11 عامًا بالتحديد.
أعرف أن شركتك نفذت شبكات موبنيل فهل هناك بيزنس مشترك مع ساويرس؟
نفذتها فى الخارج.. أما هنا فليس بيننا بيزنس مشترك، وأنا تربطنى علاقة طيبة بعائلة ساويرس من فترة طويلة وخاصة أنسى بحكم قرب سننا، والحقيقة، العائلة كلها لا جدال عليها وأنا أحترمهم جميعا.
وكانت العلاقة طيبة عندما كنت شريكا فى فوادفون؟
(ضاحكا) لا كانت هناك بيننا مشاكل.
وهل كانت كلها شريفة؟
و«الله مش أوى» وخصوصًا فى خطف المحطات من بعض.
البيزنس بالضرورة فيه جزء لا أخلاقى؟
بالقطع فيه جزء غير أخلاقى، ولكنى أنا لدى وجهة نظر شخصية خاصة، تؤمن بأن التمسك بالأخلاق يؤمن أعمال رجل الأعمال ويحميها.
لمعلوماتك..
ولد محمد نصير بالقاهرة عام 1937، وفى عام 54 أتم تعليمه الثانوى بمدرسة النقراشى النموذجية ثم التحق بكلية الهندسة قسم اتصالات جامعة القاهرة وتخرج عام 60، عمل فى شركة (IBM) ثم مهندسا للنظم وبعدها مهندسا للمبيعات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.