بدأت الصين اليوم السبت، احتفالاتها بذكرى مرور 74 عاما على انطلاق الثورة الشيوعية (أو ما بات يعرف لاحقاً بالمسيرة الطويلة أو الكبرى) التى أشعل شرارتها وقادها الزعيم الراحل ماو تسى تونج لنشر أفكار ومبادئ الحزب الشيوعى ذى الأيديولوجية الماركسية اللينينية فى مواجهة الحزب الوطنى (الكومينتانج) ذى التوجهات الليبرالية اليمينية الذى أسسه الدكتور صون يات صن أوائل القرن المنصرم، وظل يحكم عموم الصين طوال عقد العشرينيات، قبل أن تندلع الخلافات بينهما عقب وفاة صون عام 1925 ومن ثم تبارى الحزبان فى إحكام كل منهما سيطرته على المناطق التى تم تحريرها من الاحتلال اليابانى. انطلقت المسيرة 16 أكتوبر 1934، وشارك فيها ملايين من الصينيين الموالين لماو وللحزب الشيوعى، وقطعوا خلالها آلاف الكيلومترات، حيث جابوا 12 مقاطعة من بين المقاطعات الصينية الإحدى والثلاثين، وسقط منهم قرابة 70 ألف شخص قبل أن يكتب لثورتهم النجاح ويعلن ماوتسى تونج تأسيس جمهورية الصين الشعبية، بينما يفر قائد الحزب الوطنى (الكومينتانج) تشيانغ كاى شيك إلى الجانب الآخر من مضيق تايوان (وكانت اليابان قد أعادته للتو إلى الصين)، معلنا تأسيس جمهورية الصين الوطنية وهو الوضع الذى لا يزال قائماً إلى اليوم، وعنونه الطرفان بخيار اللاءات الأربعة "لا للحرب لا للسلام لا للوحدة لا للانفصال"، وأن يسعى كل منهما جاهداً لتحقيق حلمه: "بكين فى الوحدة وتايبيه فى الانفصال". وتيمناً بتلك المسيرة الظافرة، عمد الصينيون إلى إطلاقها على سلسلة من إنجازاتهم المتفردة، فى مقدمتها سلسلة الصواريخ الحاملة "لونج مارش" التى تعد أحد أكثر أنظمة إطلاق الصواريخ إلى الفضاء أمناً وكفاءة على مستوى العالم.
