وقف محمد منير بجانب كبار النجوم فى السينما، ينافسهم فى الأداء ودرجة تقمص الشخصية التى يؤديها، وكانت أولى خطواته فى السينما على يد المخرج الراحل يوسف شاهين، من خلال فيلم "حدوتة مصرية" إنتاج 1982، وبطولة نور الشريف ويسرى وسهير البابلى ومحسن محيى الدين، حيث جسد دور مهدى صديق البطل نور الشريف، ووقتها خرج منير لأضواء السينما على يد يوسف شاهين ولقنه أول درس سينمائى، عندما قال له "الغنا فى السينما مش زى أى غنا"، وفوجئ منير بشاهين يطلب منه أن يموت بالفعل عندما كان يغنى أغنية الفيلم والتى يقول أحد مقاطعها "تموت حتة منى"، حيث قال له شاهين "أنت مموتش ليه" وقتها فهم منير أنه بصدد تعلم الكثير من جو، ثم تجربته السينمائية الثانية معه فى فيلم"اليوم السادس" إنتاج 1986، وبطولة محسن محيى الدين وداليدا، حيث جسد منير دور المراكبى. منير يؤكد على أنه لم يحلم مطلقا بأن يكون نجم شباك، قائلا "ذلك ليس دورياً، وأنا لا أتعدى حدودى فى السينما، ولكن أقوم بتمثيل الشخصيات التى أشعر بها وقريبة منى شخصيا، ودورى الحقيقيى أن أكون نجم شباك فى الغناء"، وإذا كان ذلك هو رأى منير فى مشواره السينمائى، هناك سؤال: هل استطاع منير لفت نظر النقاد كممثل؟ وما مدى توفيقه فى ارتداء أثواب شخصياته التى جسدها؟ وماذا يقول زملائه الذين شاركوه بطولة أفلامه؟ عزت العلايلى يرى أن منير نجح إلى حد كبير فى تجسيد دور الأستاذ محمد، مدرس الابتدائى الذى يحاول إقناع أهل قريته بالتخلى عن عاداتهم وتقاليدهم المتخلفة، ولكنهم يكفرونه، وذلك فى فيلم "الطوق والأسورة"، والذى شاركه بطولته، ومعهما شيريهان وأحمد عبد العزيز، وفردوس عبد الحميد، موضحا أن منير له أسلوب وشخصية سينمائية مميزة. أما يسرا فترى، أن منير يستطيع إقناع أى مشاهد بالشخصية التى يجسدها على الشاشة، مشيرة إلى أنها سعيدة بالتجربة التى جمعتهما فى فيلم "حدوتة مصرية"، وقالت إن منير يمتلك إحساسا خاصا بالفن، يميزه الصدق والشفافية، وذلك ينعكس على أدائه أمام الكاميرا، وكما يمتع جمهوره عندما يقف على خشبة المسرح ليغنى، فهو قادر على إضفاء المصداقية على أدواره السينمائية. وقال شريف منير، إنه شارك منير فى فيلم "حكايات الغريب" عام 1992، إخراج إنعام محمد على، مؤكدا على أنه أضفى لمسة فنية رقيقة على الفيلم، كما غنى فيه أغنية "على الربابة" للمطربة وردة، وعبر شريف عن إعجابه بأداء منير فى السينما، قائلا لو لم يكن أداء محمد منير مقنعا فى السينما لم يكن ليحرص مخرج بحجم يوسف شاهين على مشاركته له فى أكثر من عمل سينمائى. ولكن الناقد طارق الشناوى له رأى مخالف، حيث قال إنه لا يختلف أحد على أن منير أهم مطرب ظهر فى السنوات الأخيرة، لكن التمثيل يعد أضعف المواهب الفنية لدى منير، ولم يتميز أداؤه فى السينما إلا مع المخرج يوسف شاهين الذى استطاع أن يبرز الطاقات التمثيلية بداخله، لكن منير لا يمتلك ملكة التمثيل، ورأيناه فى فيلمه "دنيا" لم يؤد دوره كما ينبغى، وكان الفيلم يحتاج إلى ممثل لديه إمكانات تمثيلية أعلى، لذا لم يوفق فيه منير. ويرى الشناوى، أن مخرجى السينما استعانوا بمنير فى أفلامهم لنجوميته الشديدة كمطرب، وليس بالضرورة أن المطرب الناجح يصبح ممثل ناجح، مثل ليلى مراد التى لم تنجح فى التمثيل، رغم أنها مطربة عظيمة، كما أن شعبية عمرو دياب لم تشفع له فى أفلامه. كما أنه على الجانب الآخر يوجد مطربون أقل موهبة غنائية من منير نجحوا فى السينما ومنهم تامر حسنى. الشناوى يؤكد على أن منير لم ينجح فى السينما، لكن ذلك لم ينل من كونه أفضل مطرب فى مصر، وله شعبية جماهيرية عريضة. ووصفت ماجدة خير الله منير بأنه "ممثل كويس"، وله حضور مميز فى السينما، ومن أفضل أفلامه "يوم حلو ويوم مر"، و"المصير"، و"حدوتة مصرية"، وترى أن موهبة منير تتجلى عندما يتعاون مع مخرج يستطيع التعامل مع موهبته بشكل جيد، لكنه بشكل عام مقبول على الشاشة وادائه تلقائى وبسيط ومعبر، وملامح وجهه مصرية صميمة. وأكدت ماجدة على أن منير من أشجع المطربين الذين قدموا أدواراً سينمائية، حيث دائماً ما يفضل أى مطرب الظهور فى صورة الشخص الخير، ويرفضون تقديم أدوار الشر، لكن منير كان جريئاً، حيث أدى العديد من الأدوار المكروهة ونجح فيها كثيراً، مثل دوره فى فيلمى "يوم حلو ويوم مر"، و"اشتباه". وتضيف ماجدة، أنها لا تعتقد أن يعود منير للسينما مرة أخرى، لأنها بوضعها الحالى لا تستطيع استيعاب موهبة بحجم محمد منير، وهو غير مضطر للعمل بها لأنه ملك فى مجاله، فالسينما بظروفها الحالية لن تضيف له شيئاً، فلماذا يضيع وقته بها! وتتفق الناقدة ماجدة موريس مع ماجدة خير الله فى الرأى وتقول، إن منير يقف فى منطقة متفردة لا يستطيع أحد الاقتراب منها، فهو له شخصيته المستقلة فى الأداء وفى الشكل أيضاً. وعلى النقيض من رأى طارق الشناوى ترى موريس أن منير نضج كممثل فى فيلم "دنيا"، وأن الدور هو الذى لم يساعده فى إظهار جميع إمكاناته التمثيلية. وأشارت موريس إلى أن منير الممثل يسير فى طريق مستقل عن منير المطرب، وتقول أيضاً "رغم أن مشوار منير السينمائى كان قليلا إلا أنه كان مميزاً وأضاف له كثيراً من الخبرات فى مجال الغناء، لأنه فى غنائه يعتمد كثيراً على تعبيرات الوجه، وهذا ما اكتسبه من خبراته التمثيلية". معلومة 12 فيلماً سينمائياً فى مشوار منير مع عالم السينما كان آخرها فيلم "دنيا" مع حنان ترك، إخراج اللبنانية جوسلين صعب.