أصدرت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا بيانا حصلت "اليوم السابع" على نسخة منه، يدين زج الأسد بالقوات المسلحة السورية فى مواجهة المتظاهرين، ووصفت الجماعة إجبار الجيش على قمع المحتجين بالإساءة البالغة، كما ترحمت الجماعة على أرواح أفراد القوات المسلحة السورية الذين يلقون حتفهم نتيجة لعدم تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على إخوتهم السوريين، وجاء فى البيان: بعد عشرة أيام من حصار درعا واستباحتها بدعوى وجود "مندسين وإرهابيين" فيها، قامت السلطات السورية بالزج بوحدات عسكرية جديدة من القوات المسلحة فى بانياس وحمص وطفس والمعضمية، وهى ما تزال تهدد بالانتقال إلى بلدات ومدن أخرى لتقوم بعمليات تمشيط وقتل واعتقال للناشطين والأبرياء. إن زج وحدات الجيش والقوات المسلحة فى مواجهة الإرادة الشعبية المسالمة، والمطالبة بحقها فى الحرية والكرامة، إساءة بالغة إلى الجيش والقوات المسلحة، التى شُلت قدراتها خلال ما يقرب من أربعين عاما، ولتفرض عليها هذه الأيام مهاماً ليست فى عقيدتها، أو لترتكب الانتهاكات المشينة التى ينفذها آخرون باسمها. يقتضى الدور الوطنى والعقيدة القتالية للجيش العربى السورى أن يتم تحييد القوات المسلحة، لتتفرغ للقيام بمهمتها الوطنية الأساسية "حماية حدود الوطن"، و"تحرير جولانه المحتل" منذ ما يقرب من نصف قرن. إن إيماننا بشرف الجيش العربى السورى الباسل كمؤسسة وطنية لها تاريخها المجيد، يدفعنا إلى إدانة كل فعل يهدف إلى زج هذه المؤسسة فى مواجهة الوطن وأبنائه. وإنها لمحنة حقيقية يواجهها منتسبو هذه المؤسسة من ضباط وصف ضباط وجنود، حين تصدر إليهم الأوامر اللادستورية بفتح النار على أبناء وطنهم وأهليهم. نترحم على الشهداء من ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربى السورى الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين المسالمين فيلقون الموت بطلقة من الخلف على يد المتنفذين من قادة الوحدات الأمنية التى تختفى خلفهم. نحمل رجال السلطة فى سورية مسئولية كل قطرة دم تسقط من أبناء هذه الوطن، سواء كانت من المدنيين المطالبين بحقهم فى الحرية والعدالة، أو من منتسبى القوات المسلحة الباسلة، الذين تقتلهم غيلة عصابات النظام وآمرو وحداته الخاصة، ونحتسب الجميع شهداء على طريق بناء سورية دولة للحرية والعدل، دولة أسنان المشط يستوى جميع أبنائها فى مروحة الحقوق والواجبات. ونحمل النظام السورى وحده مسئولية تحريك الوحدات العسكرية عن مواقعها وما يستتبع ذلك من تفريغ المواقع المتقدمة، وإشغال القوات المسلحة عن مهامها الأساسية وتعريض حدود الوطن لخطر العدوان الخارجي.. نهيب بجميع منتسبى الجيش والقوات المسلحة أن يلتزموا عقيدتهم القتالية، وأن ينحازوا إلى مواطنيهم وأهليهم، وأن يلتحموا فى الخيار الشعبى الساعى إلى الحرية والكرامة الوطنية. وتؤكد جماعة الإخوان المسلمين التحامها بالانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والعدل، وترفض كل اتهامات المتسلطين لها، عن مسئوليتها عن أى دور مباشر لها فيما يجري. وإنه لشرف لا ندعيه، وإنها مفخرة شعبية لصانعيها، ليس لأحد أن يفرض الوصاية عليها أو أن يدعيها. كما ترفض جماعتنا الأحاديث عن المؤامرة والفتنة التى يحاول النظام أن يتخفى خلفها، ونؤكد على وطنية الانتفاضة الوطنية، وسلميتها، وتمسكها بسيادة الدولة وبوحدة الشعب السورى بكل أبنائه.