لا يخفى على أحد مدى الإهمال الذى يعشش فى محافظة سوهاج، فهناك مراكز تابعة للمحافظة لا يوجد بها شىء اسمه تنمية ولا خدمات صحية ولا تعليمية من الأساس، بجانب كم الفساد الهائل فى المحليات والكل يعرف ذلك. سوهاج بها تركة ثقيلة أمام محافظها الجديد الدكتور أحمد عبد الله الأنصارى، هذا الرجل الذى جاء إلى المحافظة وكله أمل أن يغير فيها شيئا وهو ما ينتظره الجميع، ومن هنا نقف أمام بعض الأمور الهامة التى قد يستعين بها الوزير المحافظ لمحاولة لملمة الأوراق المبعثرة خاصة فى مراكز مترامية الأطراف مثل مركز دار السلام المترامى جنوب شرق المحافظة والخط الفاصل بين محافظتى سوهاج وقنا. أولا مستشفى دار السلام المركزى.. هذا المستشفى العجوز الذى يبحث عن غرفة عناية مركزة حتى يفيق من غيبوبته، مستشفى ينتظر "أنبوبة أكسجين" ليعود له الحياة مرة أخرى، يبحث عن ضمير حى ينظر إليه بشىء من العطف، مستشفى قامت الدنيا عليه ولم تقعد.. هذا المبنى الصحى غير الآدمى والمتوقف عن العمل منذ سنوات تسبب فى فقدان العديد من المواطنين لذويهم، لعدم وجود مستشفى آخر لاستقبال الحالات الطارئة مثل الحوادث وغيرها. هذا المستشفى له ميزانية خاصة وتم ترسية المناقصة على إحدى الشركات التى تعمل فى مجال المقاولات من يوم 1 يناير 2018 ومن المفترض أن يتم تسليم المبنى جاهزا للعمل فى شهر 6 من العام المقبل، وهو ما يدعو إلى أن هناك تراخيا فى التنفيذ، حيث لم يتم تنفيذ إلا حوالى 1% فقط من إجمالى المبانى.. ولا نعلم لما كل الإهمال والتراخى وعدم الحساب والعقاب؟... هل سيوضحون لكم أن هذه المستشفى يخدم ما يتجاوز من ال 315 ألف نسمة، بجانب تقديمه خدمة للمراكز القريبة، وهو الوحيد الذى يستقبل الحالات الطارئة ويسعفها سواء حوادث أو غيرها، لأنه ببساطة ليس لنا سواها طبياً؟.. نأتى لنقطة أخرى هامة جدا وهى طريق دار السلام البحر الأحمر وهى الطريق الحيوية التى ستنقل 4 مراكز فى سوهاج للخريطة الاستثمارية وهى دار السلام وجرجا والبلينا والمنشأة بجانب مركزى أبو تشت ونجع حمادى لخارطة الاستثمار وتقرب المسافات بينها وبين محافظة البحر،.. هل تعلم يا معالى المحافظ أن البنك الدولى وافق على تمويل هذا الطريق من قبل ولكن الخبثاء أصحاب المصالح الشخصية وقفوا ضد مصلحة المحافظة بأكملها لأجل مصالحهم الشخصية، بحجة أن الطريق ستكون على مخرات السيول؟.. وهل يا سيدى طريق القاهرةسوهاج مرورا بطريق البحر الأحمرسوهاج لا يمر على مخرات سيول ؟.. جاء الوقت يا دكتور أحمد للوقوف على هذه المهزلة والعمل على حلها فى أقرب وقت ممكن، ليس فقط وإنما محاسبة ومعاقبة من وقف ضد مصلحة المحافظة من أجل مصلحته الشخصية. يا محافظ سوهاج.. ميزانية سوهاج العامة غير موزعة بشكل عادل وبها ظلم واضح، هل من المعقول أن تكون ميزانية مركز دار السلام السنوية 6 ملايين جنيه فقط، وبه العديد من القرى والنجوع التى تتجاوز ال27 قرية، فى حين أن ميزانية حى شرق تجاوزت ال12 مليون جنيه تقريباً، هل هذا عدل فى التوزيع ؟.. حيث إن تعداد حى شرق لا يتعدى تعداد قرية فى مركز دار السلام والذى يقع فى جنوب شرق سوهاج. معالى الوزير المحافظ.. أمامك تركة محملة بالإهمال وسيكون هناك حرب ضروس بينكم وبين "أقزام الفساد".. نتمنى أن يكون سيفك على رقابهم والعمل على بتر أذرع الفساد جذوره. نعلم جيدا يا دكتور أحمد أنكم من أنصار العمل وعدم الجلوس فى المكاتب، ومن مؤيدى الثواب والعقاب.. أرجوك انظر إلى المراكز المهملة.. انظر إلى المنطقة الصناعية ومدى الإهمال الذى أصابها بسوهاج.. انظر إلى صحة المواطنين، انظر إلى التعليم، انظر إلى حال الشباب، انظر للمشاريع المتوقفة. أيدينا نحن أبناء سوهاج عامة وأبناء دار السلام خاصة ممدودة لكم.. ولكم كل الدعم وستجد شباب المراكز معكم فى كل خطوة.. أن أردتم ذلك !! أتمنى أن تكون البداية صحيحة.. أتمنى أن نستوعب الدروس السابقة.. أتمنى لك كل التوفيق أقولها لكم يا معالى المحافظ.. انزل من مكتبك وباشر عملك من الشارع واتبع حديث الرسول (ص) ".. كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ".. اللهم انى بلغت اللهم فأشهد.
