يسود اعتقاد لدى أهالى بعض قرى الصعيد مثل زليتن وأبو عمورى وغيرها، أنه عندما تنجب المرأة طفلاً وتكون قد أنجبت قبله أطفالاً وماتوا، أو تكون أنجبته بعد مدة طويلة من زواجها، لكى تحافظ عليه، تأخذه فى أيامه الأولى أثناء صلاة الجمعة، وتجلس به أمام جامع القرية وتصيح بأعلى صوتها (شحتوا الشحات)، حتى ولو كانت ميسورة الحال .. ويبدأ أهل القرية بوضع النقود المعدنية بجانب الطفل، وتستمر الأم تفعل ذلك ثلاثة أسابيع متتالية. تأخذ الأم هذا المبلغ الذى جمعته وتذهب به للحداد وتطلب منه عمل (خلخال أو حجل) يضعه الطفل فى قدمه حتى يكمل سبع سنوات، وبذلك يبقى الطفل على قيد الحياة ولا يمسه أى مكروه. محمد طفل فى الرابعة من عمره .. يضع خلخالاً فى قدمه، قالت أمه "من كام سنة كده جبت عيل قبل محمد ومات بعد الولادة من غير سبب وبعدها جبت محمد، ونصحتنى أمى وأهلى أن أخد محمد واعمله خلخال من صدقات ناس البلد ويلبسه فى رجله لمده 7 سنين، وإذا خلعه هيتنكس .. أصل فلوس الصدقة دى مبروكة عشان كده هتحافظ على ولدى وتطولى فى عمره .. وكتير من ناس بلدنا بيعملوا كده واهو الحمد لله محمد كبر وعنده 4 سنين". وعلى الرغم من التقدم والتطور الذى وصلت إليه الكثير من مدن وقرى الصعيد، لم تستطع السيدات بهذه القرى البعد عن هذه المعتقدات، خوفاً على أطفالهم من الموت، من جانبه أكد الشيخ أحمد عبد اللطيف الكلحى إمام مسجد، "أن هذه الخرافات والمعتقدات الشعبية التى تمتلئ بها قرى الصعيد هى عادات وتقاليد بالية، أخذت من الجاهلية وظلت مترسبة فى هذه المناطق النائية البعيدة التى تنتشر بها الأمية، إن الدين الإسلامى وكل الأديان السماوية حاربت هذه العادات التى نشأت من الجهل والبعد عن الدين وعدم تأسيس الأسرة على أسس دينية سليمة". قال الله تعالى فى كتابه "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" صدق الله العظيم.
