كشفت بعثة الآثار المصرية البريطانية المشتركة عن موقعين أثريين مهمين فى محافظة المنوفية بالوجه البحرى، وذلك خلال موسم الحفائر التى كانت تقوم بها البعثة فى المنطقة. وقال الأثرى أحمد منصور مفتش آثار الغربية إن الكشف جاء أثناء عمل البعثة برئاسة عالمة الآثار "جوان رولاند"، بإجراء مسح أثرى شامل لقرى المنوفية بتمويل من جمعية الاستكشافات المصرية حيث تم الكشف عن موقعين فى قريتى الكوم الأحمر بمركز منوف والفرعونية بمركز أشمون، والاكتشافات عبارة عن شواهد أثرية ترجع إلى "العصر الصاوى" أو العصر الفرعونى المتأخر للدولة القديمة، الذى يوصف بصحوة الموت عندما نهضت الحضارة المصرية من رقودها المميت، نهضة وجيزة لم تلبث بعدها أن انهارت نهائيا. لعبت الصدفة دورا كبيرا فى الكشف الجديد، أثناء قيام أهالى قرية الفرعونية بمركز أشمون بأعمال حفر لإقامة مسجد، واكتشفوا مدخل مقبرة فرعونية كبيرة. وفور عثور الأهالى على مدخل المقبرة، قاموا بإبلاغ مسئولى المجلس الأعلى للآثار الذين أوفدوا بدورهم لجنة فنية وأثرية متخصصة لفحص الكشف، حتى تبين لهم أنه من الاكتشافات الأثرية المهمة، ويرجح أنه يعود إلى العصر الفرعونى المتأخر للدولة القديمة، وجاء العثور على المقبرة عندما كان أهالى المنطقة يحفرون فى قطعة أرض، تبلغ مساحتها ثلاثة قراريط لإقامة مسجد بجوار مركز الشباب، وبعد أن وصلوا إلى عمق يبلغ حوالى ثلاثة أمتار فوجئوا بوجود حجر مربع تماما، قطره يصل إلى 5،1 فى 5،1 متر. كما لاحظ الأهالى أن كل ركن من أركان الحجر الأربعة محفور الرأس بثعبان الكوبرا الشهير عند الفراعنة، وتحمل صخورا دائرية، ما يعنى أنها يمكن أن تهاجم كل من يحاول فتح المقبرة أو نهبها. وأشار أحمد منصور إلى أن قرى المنوفية تزخر بالعديد من المواقع الأثرية، التى ترجع إلى العصر الفرعونى واليونانى والرومانى والصاوى، ومن أبرزها معبد الملك "سوبك" بمركز الشهداء وكوم "أبو للو" بمدينة السادات، والتى كانت تابعة لمحافظة البحيرة قبل انضمامها إداريا للمنوفية، وتم إعداد تقرير مفصل حول الكشف الجديد لعرضه على فاروق حسنى وزير الثقافة والدكتور زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار، لاعتماد المبالغ المالية اللازمة لاستكمال الحفائر بالمنطقة، وإعداد المواقع المكتشفة للزيارة السياحية.