تتميز العاصمة الصينية بكين بكونها مدينة سياحية مشهورة بتاريخها وتراثها المعمارى، ففيها العديد من المواقع التاريخية الرائعة، منها على سبيل المثال لا الحصر، سور الصين العظيم والقصر الإمبراطورى والقصر الصيفى وميدان السلام السماوى (تيان آن مَن)، وأطلال إنسان بكين فى منطقة تشوكوديان، هذا إضافة إلى المئات من المتاحف والمسارح وأكثر من سبعة آلاف بناية قديمة منتشرة فى أرجاء المدينة، حيث تعبق جميعا برائحة التاريخ والثقافة. وإضافة إلى هذه المزايا، هناك مزايا أخرى تجعل بكين قبلة محببة للزوار من كل حدب وصوب، منها طبيعة الصينيين عموما والبكينيين خصوصا بالترحيب الحار بضيوفهم ودماثة خلقهم، يضاف إليها الأطعمة البكينية المتميزة وعلى رأسها بط بكين المشوى وغيرها من الأطباق الصينية اللذيذة. ومما لاشك فيه أن بكين مدينة عريقة جدا، فالسجلات التاريخية تشير إلى أن أول تجمع بشرى فى المكان الذى تحتله بكين الحالية أقيم قبل ثلاثة آلاف عام. وعلى مدى أكثر من 850 عاما، كانت بكين عاصمة للصين. لقد شهدت بكين وشاركت فى تطور الحضارة الصينية الذى لم ينقطع يوماً. ولا توجد مدينة انخرطت مع نهوض الصين من مجتمع تقليدى إلى مجتمع حديث مثل بكين. بكين أيضا مدينة مفعمة بالحيوية. وهى، باعتبارها عاصمة الصين الجديدة، تقدم للعالم وجوها متعددة ومتنوعة، فهى مركز الحكومة والمال والثقافة والتبادل الثقافى الدولى فى الصين. وبكين كمدينة عالمية كبيرة، لا تفتقر إلى الإثارة. إنها مكتظة بالجامعات المرموقة ومؤسسات التكنولوجيا العالية وتكنولوجيا المعلومات والمسارح والمتاحف ومراكز التسوق ومرافق الترفيه والرياضة. لقد حل إيقاع العالم الحديث محل التقاليد القديمة، ولكن تبقى الحياة فى بكين متناغمة بين عبق الماضى وأريج الحاضر. إن سمة المدينة هى الإبداع والتفاؤل اللذان يعكسان مزيجا من الأصالة والمعاصرة، حيث يتطور نمط من التجربة بسلاسة إلى نمط آخر. ولم تعد بكين بعيدة عن بقية العالم. ومع التطور السريع فى وسائل النقل الجوى وتكنولوجيا الاتصالات، باتت الكرة الأرضية "قرية كونية". وهناك قصيدة كلاسيكية صينية يقول أحد أبياتها:"إن نهايات الأرض قريبة مثل قرب الباب المجاور". وبكين مدينة مدهشة. فالتقاليد والإبداع والجمال الكلاسيكى والموضة الحديثة، الماضى العريق والحاضر المثير، كلها تمتزج لتبدع بيئة مريحة ومتطورة. وبكين كعاصمة دولية كبيرة، تنعم بحياة ثقافية متنوعة. وفيها الشئون الدبلوماسية والعادات الشعبية والفنون الجميلة ومتعة العطلات والمطاعم، وفيها مراكز المال والأعمال والتجارة، وفن العمارة، والأحداث الرياضية، وخاصة الأولمبياد،الحدث الأبرز الذى ستستضيفه المدينة فى الساعة 8 يوم 8/8/2008، إذ توفر هذه المزايا لزوار بكين من مختلف الثقافات، تجربة لا تنسى. إن نمو بكين المتواصل ملحوظ ومنفتح يمكن ملاحظته يوميا. وفيها عدد من دور العبادة للديانات الخمس الرئيسية، وللديانة الإسلامية نصيب بارز فيها. وفى بكين يمكن لكل فرد أن يجد الحياة التى تناسبه، وفيها يمكن أن يحقق زائرها أحلامه. ويشعر كل فرد فى بكين أنها بيته، أيا كانت الوجهة التى أتى منها، وأيا كان لون بشرته أو معتقده، وبكين هى المدينة التى يحبها ويعشقها ويشتاق لها كل من يزورها. إن بكين تتقدم بسرعة هائلة لتصبح أحد مراكز النشاطات الدولية فى العالم والتجارة المتعددة الجنسيات والسياحة العالمية. ومع استضافة أولمبياد 2008، سيكون باستطاعة بكين استضافة الملايين، حيث تحتضنهم جميعا تحت سماء واحدة فى عالم واحد وحلم واحد.