"الفرما"، أطلال مدينة أثرية زاخرة بالتاريخ وبها أكثر العجائب وأقدم الآثار، قدم الأقباط بها أنذاك العون لعمرو بن العاص يوم فتح مصر، حسبما أكد طارق إبراهيم الحسينى مدير عام الآثار ببورسعيد فى تصريحات ل"اليوم السابع". ولفت مدير عام الآثار ببورسعيد، إلى أن الفرما بها أكثر العجائب وأقدم الآثار، ومنها طريق إلى جزيرة قبرص فى البر وهى مدينة تقع بالقرب من بحر الروم فى شط بحيرة "تنيس"، وتعتبر مدينة صغيرة خصبة، وتمثل حد مصر من الشمال الشرقى، وكانت على عهد قدماء المصريين حصن مصر من جهة الشرق وقد إندثرت الفرما إلا أن آثارها لا زالت حتى اليوم بتل الفرما على بعد 3 كم من ساحل البحر المتوسط . وتابع، إن الفرما عرفت قديماً فى العصر الفرعونى باسم "برآمون " أى مدينة الإله "آمون"، ثم عرفت فى العصر اليونانى الرومانى باسم بلوزيوم Pelusium ومعناه الطين، وسميت بعد ذلك خلال العصر البيزنطى باسم "برما " وهى تسمية قبطية ومنه جاء الأسم العربى الفرما التى لا تزال تعرف به حتى الآن . وأوضح طارق مدير الآثار، إن الفرنجة أنذاك نزلوها عام 545 ه/1150م، وأحرقوها ونهبوا أهلها حتى خربها "شاور" فى أواخر العصر الفاطمى وذلك حوالى عام 561 ه/ 1156م واستمرت المدينة خراباً بعد ذلك ولم تعمر. وفى سياق متصل، أكد أن أهمية الفرما ترجع لموقعها الذى يسهل منه الإتصال بداخل البلاد وخارجها برا وبحرا، فكانت أول ميناء مصرى هام على ساحل البحر المتوسط من ناحية الشرق، فضلا عن إنها اتصلت بداخل البلاد نظرا لسهولة موقعها على مصب فرع النيل البيلوزى، الذى كان يعد من أهم فروع النيل التى تمر بشرق الدلتا قديما كما كانت تقع على الشاطئ الشرقى لبحيرة "تنيس" . وأشار أن الفرما تعد من الموانئ التجارية والحربية الهامة بمصر، وزادت تلك الأهمية بعد الفتح العربى حيث أصبحت أقرب الموانى الشمالية لمراكز الدولة الإسلامية فى بلاد المغرب وبلاد الشام، بالإضافة إلى أنها ظلت ميناء مزدهر حتى القرن السادس الهجرى حيث بدأت تفقد أهميتها بنهاية هذا القرن فأصبحت خرابا . فيما أكد طارق، إن اندثار الفرما يرجع إلى عوامل عدة فقد تعرضت للكثير من التدمير والتخريب على أيدى الصليبين الذين دخلوها أكثر من مرة ، بالإضافة للعوامل الجغرافية التى حدثت فى منطقة سيناء إذا تعرضت المنطقة إلى إرتفاع مما أدى إلى جفاف فرع النيل "البيلوزى"، وترتب على ذلك تحول طريق التجارة عنها فزالت الفرما بزوال أهميتها. ومن جهة أخرى أكد طارق، إن آثار الفرما لا تزال موجودة حتى اليوم وتعرف ب"تل الفرما" التى تقع على بعد 3 كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط و 23 كيلومتر شرقى محطة الطينة الواقعة على السكك الحديدية التى تربط بين بورسعيد والإسماعلية . مؤكدا أنه يوجد بالقرب من "تل الفرما" أطلال قلعة تسمى الطينة لوقوعها فى أرض موحلة وإليها تنسب محطة الطينة، كما أشتهرت الفرما بالخمر والفرش ووغزل الصوف والكتان والخيش، حيث كانت واحدة من المدن المشرفة على البحيرة وجاورتها كثير من مراكز الصناعة العريقة فى ذلك المجال كا"تنيس" و"شطا" بدمياط وغيرها من الجزر .
جانب من أثار "الفرما" الآثرية التى تقع شرق بورسعيد
الأعمدة الرخامية التى تقع بمنطقة تل الفرما الأثرى
جانب من إقامة حارس المقابر التى لم تظهر سوى أطلال
النحت على الرخام لأحد الرومان فى العصر الرومانى
أطلال دهاليز بمنطقة الفرما الأثرية
بير عميق به ماء بمنطقة سكنية مهجورة
أعمدة من الرخام على سطح تل الفرما
حجر من الرخام محفور بعض الرسومات القديمة
اعمدة رخامية عليها نحت رومانى
طريق ممهد حتى المسرح الرومانى
بقايا أطلال لمسكن لأحد الملوك
مساكن من الطوب الأحمر إندثرت بفعل العوامل المناخية
أطلال من حضارة الفرما التى ندثرت بمنطقة التل
القلعة التى كانت تتصدى للحروب
أحد الأبيار الأثرية
أطلال من وحدات السكنية التى أشتهرت بغزل الصوف والكتان
