عند حصن الفرما بسيناء .. كان أول صدام مسلح لجيش الفتح الإسلامي في 19ه ..وقام الصحابى إبرهة بن شرحبيل بقيادة 005 مقاتل واستولى علي المدينة التي تبعد 53 كم شرقي بورسعيد.. وهو من الحبشة " أثيوبيا"حيث هاجر المسلمون الأوائل مرتين إلى النجاشي ملكها الذي لا يظلم عنده أحد،.. وهناك أسلم بعض الأحباش ومنهم والده ابن أبانا والذي جاء المدينةالمنورة بعد الهجرة الثانية ومعه 62 من الحبشة و8 من الشام وتلا عليهم الرسول : لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري (المائدة 82 ) فأعلنوا إسلامهم. أبرهة كان يعمل لدي النجاشي، فكان رسول البشارة إلي السيدة أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان)، والتي هاجرت مع زوجها لكنه اعتنق المسيحية فلم تعد حلالاً له، فأرسل النبي لخطبتها من النجاشي وفي فرحتها أعطته سوارين من فضة وعدة خواتم. وأرسل لها النجاشي مهرها (400 دينار) مع أبرهة فأعطته منها هدية لكنه رد كل الهدايا وأعلن إسلامه. وصلنا الي منطقة تل الفرما بعد بوابة محافظة سيناء الشمالية بمسافة 20 كم في اتجاه الشرق الي العريش فى منطقة بالوظه ونتجه يسارا علي طريق مرصوف نعبركوبريين أعلي مسارين لترعة السلام لنسير خمسة كم لنجد علي اليمين واليسار ربوتان من الآثار ربوة اليمين لكنائس فنتجه يسارا للحصن و أطلاله وسط منطقة سبخية ضخم متين مدعم الحوائط ومنظم من الداخل لأماكن للعبادة وخزانات مياه وغلال وممرات ومصاطب وسراديب متقنة وامتدادات حفرية تقول إن أسفلها بقايا حصن عظيم يقع في منطقة كانت في شرق بحيرة المنزلة القديمة ويتصل بالوادي بالإبحار في الفرع البيلوزي للنيل أو في البحر المتوسط إلي الإسكندرية وأمامه صحراء شاسعة وعليه أن يحمي مصر من غزاتها المتعددين عبر التاريخ الطويل ولابد أن يكون به حامية قوية لها قادة بمستوي متميز حربيا وقدرة علي اتخاذ القرارات في المخاطر الكثيرة ولابد للمدينة من اكتفاء ذاتي من الطعام والمياه والسلاح وعدد كبير من البشر للدفاع ولباقي الخدمات التي تحتاجها مدينة ضخمة.. وقد كانت أهم موانيء مصر مع مينائي الإسكندريةودمياط ولها طريق إلي القلزم (السويس ) يأتي بتجارة البحر الأحمر من آسيا وأفريقيا وتأتيه تجارة تنيس ودبيق وتونه ودمياط من المنسوجات وتصدر إلي الشام وروما وقبرص فضلا عن مرور القوافل البرية من وإلي الشام وما تحتاجه من مؤن لبشرها ودوابها فهي ميناء ومدينة ضخمة تكشفها المساحات الكبيرة لبقايا أطلالها المطمورة تحت الأرض السبخية الملحية. أسوار الحصن سميكة الجدران بعرض مترين من الطوب الأحمر المدعم بمادة سوداء تقارب الإسمنت والأسوار مقامة في شكل نصف دوائر للخارج فتعطي للجدران قوة وللمراقبين سهولة في رؤية القادمين وسط بحر الرمال المنبسط من مسافات بعيدة وكفاءة في الدفاع لأن جنوده يمتلكون العالي ولم يذكروا المؤرخون عنمعركة الفرما إلا أن العرب قد حاصروها شهرا ثم استولوا عليها وأن ابن العاص ما كان ليستولي علي المدينة إلا بالهجوم وفتح الأبواب أو بالصبر حتي يدفع الجوع أهلها للاستسلام وكانت حراستها تهبط إليهم بين حين وحين لقتالهم لمدة شهرين ثم خرج إليهم جنودها مرة ليقاتلوهم ولما عادوا لائذين إلي مدينتهم تابعهم العرب فملكوا الباب و الحصن مستطيل له أسوار في الشرق والغرب والجنوب وعلي جوانبه أبراج نصف دائرة ( شكل حرف U بارزة وعمودية علي السور وموزعة علي مسا فات منتظمة والبوابات في الشرقي والجنوب والشمال أما الغرب فبلا بوابة . سمك الجدران 2.2م و جدران الأبراج 1.7م لها سلالم ضيقة ومقامة من الطوب المحروق (آجر) فوق طبقة سميكة من مونة الجير مقاساتها ( 5 * 9 سم ) البوابات وأبراج الأركان لها بناء من الحجر والمونة وردية اللون والبوابات لها ممر متسع علي جانبيه برجان والأركان الداخلية مقواة بأحجار من الجرانيت. ويمتد الحصن من الشرق إلي الغرب في عمقه مبان ومنازل وفي أقصي شرقه مسرح روماني متكامل من أكبر المسارح الرومانية في مصر طول خشبته 011 م وحوله أعمدة جرانيتية وهو مبني من الطوب الأحمر والمدرجات من الطوب اللبن المغطي بالرخام الأبيض ويتكون من طابقين و مدرجاته من مستويين ويتسع لحوالي 7 آلاف متفرج وأعد ليكون حلبة مصارعة وألعاب ترفيهية فردية وجماعية وبه أماكن للأوركسترا وسلم صعود للمدرجات وبعض الحجرات أسفل المدرجات من مباني المسرح ويحتوي علي ستة مداخل للساحة الداخليةوأمامه في اتجاه الشمال رصدت مربعات لمقابر في الأرض السبخية. وهناك القلعة الرومانية في أعلي نقطة من التل وعلي بعد مائة متر من بوابتها الشمالية يمتد الحمام و أبنيته بالطوب الأحمر والفخار وتم الكشف به عن ثلاث أرضيات من الموزايكو (الفسيفساء) الملون بمقاسات مختلفة وزخارف نباتية وهندسية ملونة بعشرة ألوان من القرن 3 الميلادي وأحد ألارضيات مكتوب عليها باليونانية "حظ سعيد لمنشئ الحمام السعيد..وهناك حمام في الجنوب وآخر في الشرق في منطقة الكنائس والأرضية مصنوعة من الزجاج والفخار والحجر الجيري والرخام وقامت وزارة الآثار بترميم خزانات مياه ومبان للاستحمام وقنوات صرف المياه وللحمام أربع صالات مستطيلة وفرن للتسخين وأربعة مغاطس نصف دائرية و قسم للحمام البارد وآخر للماء الساخن. في يمين الطريق الأسفلتي توجد أطلال المدينة بامتداد 3 كم طولاً وعرض 1 كم ثم مجمع الكنائس وأعبر مدقا ترابيا وأصعد 10 أمتار لأجد أرضية 3 كنائس كبيرة توسطها صومعتان عميقتان للمياه أو للغلال يربط بينهما ممر صغير منخفض وهناك وسيلة رفع منها بنظرية الأواني المستطرقة تأخذ بالتساوي من الخزانين وهناك ممرات صخرية وأعمدة رومانية وأرض مبلطة بالصخور المصقولة هنا الكاتدرائية الكبري ثم كنيسة الملاك ميخائيل وأخري للشهيد أبي سيفين وأربع كنائس أخري في الشرق لذلك أطلق عليها علماء الحملة الفرنسية ( تل الكنائس )وهناك كنيسة العذراء وهي علي شكل دائرة مقامة تخليدا لمرور العائلة المقدسة وهي إحدي خمس كنائس في العالم علي شكل دائرة من القرن 4 م في (روما وسوريا وكنيستان في القدس ) وكان هنا أكثر من 5 آلاف راهب. وهناك دير (تل الهر) وبه بقايا كنيسة ضخمة يتقدمها فناء يحيط به الأعمدة وآثار كنيسة منحوتة في الصخر تنخفض أرضيتها 3 أمتار عن سطح الأرض وعلي جانبيها اثنان من السلالم. وفي شرق الكنائس توجد أثار مبني من الطوب الأحمر بطول 130م من القرن 3 م كخزان لمياه يتوسط منطقة صناعية بها أفران صناعة الزجاج والبرونز والفخار وبعدها يوجد الجزء الجنوبي الشرقي المسمي ( تل المخزن). كما توجد في المنطقة آثار لقلاع ومبان تجارية تؤكد علي وجود حقبة فارسية. وعانت المدينة من التخريب كثيرا .. من الفرس 616 م وحتى بلدوين ملك المقدس عام 1118 واتخذتها القوات الإسرائيلية المنطقة موقعا عسكريا (67 1982 ) فدمرت منشآتها وحولوها إلي محجر لعمل الطرق العسكرية وسميت الفرما (برما) بالفرعوني وبيلوزيوم بالروماني لكثرة أوحال فيضان الفرع البيلوزي وبرمون ( بر آمون ) أو برؤني أي الطينة اللزجة بالقبطي وذكرت في الكتاب المقدس باسم (سين) " سين مدينة مصرية " في سفر حزقيال ويقال كان بهامجمع البحرين ( البحر -والنيل ) - (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) ( الرحمن 19 ) وهو نفس الأمر الذي يقوله أهل رأس البر في التقاء نهاية فرع دمياط مع البحر. وهى اصلا مدينة فرعونية من أقوي حصون شمال سيناء وعاصمة إقليم شرق الدلتا وتؤمن مدخل الدلتا الشرقي وتحمي العاصمة و معها الفرع البيلوزي كمانع مائي وشهدت معارك الهكسوس والآشوريين والبابليين والفرس والإسكندر الأكبر والصليبيين وتتوسط طريق حورس الحربي القديم (رفح العريش الفرما الصالحية بلبيس عين شمس حصن بابليون) وكان به11قلعة عسكرية (بأسماء فراعنة مصر ).. وكانت من الأراضي التي تزرع طوال العام لأنها عالية لايصلها إلا الفيضان العالي و( تسمي أرض النيباري) وتروى برفع الماء من الآبار في عملية مجهدة لكنها مجزية فلأن رفع الماء مكلف كانت تزرع بمحاصيل ذات قيمة عالية من الكروم والفواكه و البلح والتين والجميز والرمان و أشجار السنط وشعر البنت من أشجار الزينة وكانت زراعة النخيل ترفع من سعر الأرض و كانت الفرما أحسن مناطق زراعة الكروم لعصر النبيذ فكانت مزارعها تحاط بسياج وترفع شجيراتها علي تكعيبة من الخشب وتروي بالدلو ثم بالشادوف ولها عمال مهمتهم طرد الطيور حتي لا تأكل العنب أهلها ومحافظة بورسعيد أقيمت علي بعض من أراضي الفرما في 1859م ..