"كل شىء تمام وتمت السيطرة على الموقف" هذه هى الكلمات التى رد بها المهندس عزت الصياد، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى على اللواء محسن النعمانى محافظ سوهاج. جاء ذلك أثناء قيام المحافظ بزيارة قرية الكولا بمركز أخميم، والتى تعرضت لهجوم كاسح من المياه عقب انهيار جوانب أحواض الصرف الصحى بمحطة معالجة الصرف الصحى بالكولة من جراء المياه الغزيرة التى زادت بداخل الأحواض وحاصرت القرية وغطت مساحات كبيرة من الأراضى المنزرعة بالقمح والبرسيم، مما جعل المحافظ يثق فى كلام رئيس الشركة ويعود إلى مكتبه دون الوقوف على حجم المأساة. على جانب آخر مازال أهالى قرية الكولا ونجع الشيح حامد يعانون من حصار مياه الصرف الصحى وتجمع كميات كبيرة منها حول المنازل، وداخل مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية. الغريب أنه تم تحويل الكثير من مياه الصرف إلى ترعة نجع حمادى الشرقية والتى توجد عليها 5 محطات رفع لمياه الشرب النقية التى تخدم أكثر من 250 ألف نسمة تقريبا وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر عقب اختلاط مياه الترعة بمياه الصرف الصحى. فى البداية يقول عصام صادق فايق 23 عامًا محام من أهالى نجع الشيخ حامد بالكولة فوجئنا بكميات كبيرة من مياه الصرف الصحى تقوم بإغراق المنازل والزراعات، لافتا إلى أنه دائما ما تتكرر تلك المأساة فمنذ عام غرقت 15 فدانا مزروعة بالقمح وتم إعدامها عقب ثبوت عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى طبقا لتقارير وزارة الزراعة ولم يتم صرف تعويضات للمضارين حتى الآن، وكل هذا يحدث تحت سمع وبصر مسئولى المحافظة. ويشير فراج أحمد محمود سائق إلى أن سكان نجع الشيخ حامد الذين يبلغ عددهم أكثر من 5 آلاف نسمة يعيشون حالة سيئة،لافتا إلى أن محطة الصرف الصحى مقامة بجوار القرية مباشرة، ومساحاتها صغيرة لا تستوعب كميات مياه الصرف كلها فيتم تجميعها فى أحواض سدودها وجوانبها من الرمال وتنهار أمام أى كميات من الأمطار المتجمعة خلف الجبال، وتسير إلينا عبر الوديان وتجرف معها مياه الصرف، والتى تصل إلى منازلنا البسيطة وتغرق زراعاتنا وهو ما يعرض حياتنا إلى الخطر، مما أدى إلى انتشار الفشل الكلوى بالقرية. وأثناء جولة" اليوم السابع" بالقرى تم رصد عملية حصر ومعاينة الأجهزة الأمنية للزراعات المضارة، وتسجيلها فى محاضر بمعرفة مأمور المركز ونائبه، والتى قدرت مبدئيا بحوالى 50 فدانًا من زراعات القمح والبرسيم. وعلى جانب آخر تبادل رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج ومسئولى الإدارة المحلية الاتهامات بموقع الكارثة، وذلك حول دور كل منهم ومسئوليته تجاه مسار المياه. حيث قام رئيس شركة المياه بتحرير محاضر شرطة ضد المحليات لكسرهم ماسورة طرد أثناء تحويل مياه الصرف إلى ترعة نجع حمادى لحماية الأراضى الزراعية والقرية من الغرق. وعن تقرير رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بسوهاج، والذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه أشار إلى أن سوهاج تعرضت لأمطار غزيرة شملت 5مراكز هى طهطا، وسوهاج والبلينا، ودار السلام وساقلته، حيث بدأ السيل الأول بمنطقة العيساوية شرق وتم كسر جسر ترعة نجع حمادى لتصريف المياه. وتسببت المياه فى تآكل الجانب البحرى للمخر وجاء السيل فى منطقة الصوامعة شرق ساقلته، والتى لا يوجد بها مخر سيل وتم تصريف المياه من خلال قطع الجسر، وتصريف المياه فى ترعة نجع حمادى. وأشار التقرير إلى أن السيل الخامس فى دار السلام وتم تصريف المياه بالمخرات الصناعية للسيول.