"البرلمان الموازى".. فكرة تطرح نفسها بقوى داخل دوائر المعارضة بعدما شهدته انتخابات الشعب التى أجريت يوم الأحد الماضى من انتهاكات رصدتها منظمات المجتمع المدنى ونتج عنها استبعاد غالبية رموز المعارضة والمستقلين من المجلس الجديد. الدعوة الأولى لتشكيل برلمان موازٍ أطلقها الدكتور عبد الحليم قنديل، منسق حركة كفاية، والذى اعتبرها بداية لخط عصيان مدنى، وقال "بدأت التفكير فى المسألة منذ فترة طويلة وحذرت من خوض هذه الانتخابات ونصحت القوى السياسية بمقاطعتها". قنديل اقترح على القوى السياسية مبادرة تبدأ بتكوين البرلمان الموازى ليضم نواب البرلمان المعارضين الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى شخصيات وقادة الإضرابات الاجتماعية وممثلى النقابات الموازية ليعبر عن الشعب المصرى بقطاعاته، على أن يقوم "البرلمان" باختيار بديل رئاسى وليس مرشحاً رئاسياً يبدأ من خلاله حالة من العصيان السلمى، بالتوازى مع جمع توقيعات شعبية لتغيير الدستور وليس تعديله مع تسليم مقاليد الحكم للبديل الرئاسى، على أن يصاحب ذلك موجة من الاحتجاجات شعبية. وفى ذلك الإطار دعا قنديل، لمظاهرة حاشدة يوم 12 ديسمبر أمام مكتب النائب العام تحت شعار "باطل" استعدادًا لرفع حالة الطوارئ فى مواجهة التزوير "البرلمانى". الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد أيضا دعا القوى السياسية لضرورة الاستعداد لتفعيل البرلمان الموازى، خاصة القوى المنضمة للجمعية الوطنية للتغيير تحت مسمى "الجمعية التشريعية الوطنية" استنادا إلى شرعية مليون توقيع لمواطنين مصريين اجتمعت كلمتهم على ضرورة التغيير الديمقراطى. ودعا "نور" القوى السياسية من المستقلين والمعارضة إلى عدم الاستمرار فى انتخابات الشعب والمقاطعة، منددًا بما شهدته الانتخابات من تزوير فاضح، على حد قوله. فيما قال جورج إسحق، أحد قيادات الجمعية الوطنية للتغيير، أن "البرلمان الموازى" فكرة مطروحة فى نقاشات قيادات جمعية التغيير إلا أنها لم تتخذ قراراًَ نهائياً بشأنها حاليا، وقال "حالياً نركز على إعداد ملف عن التزوير استعداد للتصعيد على كل الأصعدة بعد ما شهدته انتخابات الشعب من انتهاكات". من جانبه يرى الشاعر عبد الرحمن يوسف، مقرر الحملة المستقلة لدعم البرادعى ومطالب التغيير، أن"البرلمان الموازى" فكرة جيدة كإحدى الوسائل نحو خطى عصيان مدنى، إلا أنه يجب أن يسبقها حالة من التوعية السياسية حول أهمية المشاركة فى عملية التغيير السياسى. وأكد يوسف، أن الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيأتى إلى مصر خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، على أن تبدأ الحملة سلسلة من الفاعليات خلال الفترة القادمة منها الميدانية والإعلامية. وفى إطار "البرلمان الموازى" أعلنت حركة شباب 6 إبريل، عدم اعترافها بالانتخابات التى أجريت الأحد الماضى، معتبرة أن مجلس الشعب القادم غير شرعى، موجهة دعوتها إلى كل القوى السياسية لتبنى فكرة انتخابات موازية تنتهى بتشكيل برلمان بديل وعدم الاعتراف بنظيره الحالى.
