◄◄ اتهمونى بالإرهاب عندما دعوت لتحرير فلسطين وقالوا إننى متطرف حينما طالبت برجم الزناة حتى الموت هانى سعيد رمضان، اسم مصرى أثار ضجة بسويسرا فى السنوات القليلة الماضية ليس فقط لكونه حفيد حسن البنا، وإنما أيضا لرئاسته للمركز الإسلامى الأقدم فى أوروبا والذى يلعب دورا كبيرا فى نشر الدين الإسلامى، وهو نفس المركز الذى تعرض قبل ثلاث سنوات إلى أكبر عملية تجسس على مؤسسة إسلامية انتهت بالفشل والكشف عن فضيحة أمنية كبرى. «اليوم السابع» التقت حفيد حسن البنا بالدور الثانى بالمركز الإسلامى بجنيف فى أول حوار له مع الصحافة المصرية، كشف فيه عن قضية التجسس والمضايقات السويسرية وتحدث عن المقال الذى نشره بصحيفة اللوموند الفرنسية الذى اتخذت على أثره الحكومة السويسرية قرارا بفصله عن العمل ورفضت تنفيذ الحكم القضائى، كما تحدث عن أسباب منعه من دخول مصر، ونظرته للعلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة المصرية ورأيه الشخصى فى الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة. ◄◄ ما الدور الذى يقوم به المركز الإسلامى بجنيف؟ - يفتح المركز أبوابه على مدار اليوم لإقامة الصلوات الخمس، وتتمثل أنشطة المركز فى عقد الندوات والدروس والمحاضرات الدينية بصفة أسبوعية وشهرية، مع استضافة علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فى فترات مختلفة من العام، وبخلاف ذلك فإن المركز ينظم دورات لحفظ القرآن الكريم ويسهل فرص السفر إلى السعودية لإقامة الحج والعمرة. ◄◄ وهل تسببت أى من الخطب التى تلقيها أو الندوات التى تعقدها فى مشاكل مع الحكومة السويسرية؟ - منذ بداية إلقائى الخطب بالمركز الإسلامى، لم تتسبب أى خطبة فى أى مشاكل لأن كل الخطب تتركز فى تعاليم الدين الإسلامى وأساسيات المسلم الصحيح، إلا أننى ألقيت خطبة خارج المسجد تسببت فى جدل كثير، وكانت أمام مقر الأممالمتحدة بعد مظاهرة تم تنظيمها للتنديد بالاعتداءات على قطاع غزة ومناصرة الشعب الفلسطينى، وتحدثت يومها إلى ما يقترب من 1000 شخص على ضرورة الجهاد وأن حل القضية الفلسطينية لا يأتى من مفاوضات كاذبة حول السلام فى الوقت الذى يهاجم فيه الصهاينة الإخوة المسلمين المستضعفين فى غزة. ◄◄ ماذا حدث بعد هذه الخطبة؟ - نشرت جميع الصحف، فى صفحاتها الأولى، أن هانى رمضان يدعو للجهاد والعنف والإرهاب، وهو الأمر الذى تسبب لى فى مشاكل عديدة وتم استدعائى من قبل الجهات الأمنية، وأوضحت لهم أن الجهاد فى الإسلام ليس فقط حمل السلاح والخروج للقتال، إنما للجهاد أشكال مختلفة من بينها جهاد النفس والجهاد بالمال عن طريق التبرع وبعدها أصبحت محل أنظار الحكومة السويسرية، وفى عام 2002 كتبت مقالا فى صحيفة لوموند الفرنسية دافعت فيه عن أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق برجم الزناة حتى الموت، واستندت فى ذلك إلى أن العقاب كفيل بوقف الانحلال الأخلاقى ووضع حد لتزايد مرض الإيدز فى المجتمع والعقاب عقوبة إلهية، غير أن الحكومة السويسرية اعتبرت ذلك المقال تأييدا لاستخدام العنف ضد المرأة، ووقفت الدنيا ولم تقعد، وشنت الجمعيات والمؤسسات التى تنادى بحرية المرأة حملة شرسة ضدى، كما شن الشواذ جنسيا حملة أخرى، وبعدها صدر قرار من مجلس الدولة فى 5 فبراير 2003 بوقفى عن العمل كمدرس للغة الفرنسية بالمدرسة الثانوية وأصدرت الحكومة قرارا بفصلى استنادا إلى أنه لا يجوز أن أدافع عن مبدأ دينى فى دولة علمانية. ◄◄وما رد فعلك؟ - حركت دعوى قضائية على الحكومة السويسرية وطالبت فيها بالعودة إلى العمل وبعده أمرت محكمة جنيف الإدارية بإعادتى إلى العمل فى أبريل 2004، لكن الحكومة السويسرية أصرت على موقفها ورفضت تنفيذ الحكم، فحصلت على حكم آخر فى نوفمبر 2004 غير أن الحكومة رفضت تنفيذه للمرة الثانية فحصلت على حكم ثالث 19 مايو 2005 قبلته الحكومة السويسرية وقررت صرف كل مستحقاتى المالية منذ شهر ديسمبر 2004 كتعويض لفصلى عن العمل وهو 255 ألف فرنك فرنسى، بما يعادل راتب عامين مع دفع الرسوم القانونية للمحامى. ◄◄وهل تعرضت لأى مضايقات أخرى من قبل الحكومة السويسرية؟ - تعرضت لأكبر عملية تجسس من قبل المخابرات السويسرية على حياتى بصفة شخصية وعلى المركز الإسلامى عموما. ◄◄ وما تفاصيل قضية التجسس؟ - فى بداية عام 2004 بدأ شخص يدعى كلود كوفاسى التردد على المركز الإسلامى بجنيف والاستماع إلى الدروس الدينية والخطب والمناقشات حول الدين الإسلامى والعقيدة ويتابع طبيعة إقامة الشعائر الإسلامية بداية من الصلاة والصوم والزكاة، حتى أشهر كلود كوفاسى إسلامه فى المركز وغير اسمه من «كلود» إلى «عادل» وبعدها انخرط بشكل قوى فى الدفاع عن قضايا المسلمين وحقوقهم حتى أنه أصدر مجلة شهرية تحمل اسم «القلم» وتولى توزيعها بنفسه على المسلمين المترددين بالمركز، وتضمنت تلك المجلة مواد صحفية تنتقد السياسة الأمريكية والممارسات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى، وكان يلاقى استحسانا من القائمين على المركز لطيب حديثه وأعماله الخيرية، غير أنه كان يختفى لفترات من الوقت ويعود وفى آخر مرة، منتصف عام 2005 خرج ولم يعد وأرسل إلى برسالة مفادها «عزيزى هانى رمضان أريد أن أصارحك بشىء وهو أن الاستخبارات السويسرية كلفتنى بالتجسس عليك وعلى المركز الإسلامى الذى تديره». ◄◄ لماذا لم تعد لمصر طيلة ال10 سنوات الماضية؟ - لأنى ممنوع من دخول مصر. ◄◄ وما سبب منعك من دخول مصر؟ - منعت من مصر فى نهاية التسعينيات وتحديدا 1995 عندما جئت لدفن والدى بجوار الإمام حسن البنا، وعقب تشييع الجثمان طالبت الحكومة المصرية بالإفراج عن شباب المسلمين المعتقلين والسماح لهم بالدفاع عن الإسلام، وعند مغادرتى القاهرة تم احتجازى 3 أيام بمقر أمن الدولة بالمطار وعندما حاولت زيارة مصر فى عام 1997 عرفت أننى ممنوع من دخول مصر بل ومن زيارة قبر والدى. ◄◄ ما رأيك فى العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين بمصر والحكومة؟ - على الحكومة المصرية أن تتقى الله وتعرف أن جماعة الإخوان المسلمين لم تستهدف منذ تأسيسها إلا الخير وتطبيق الشريعة الإسلامية، فالإخوان ليسوا تنظيما إرهابيا ولم يشارك فى أى عمل عنف قبل ذلك وأفكار حسن البنا اقتبسها من القرآن الكريم والأحاديث النبوية. ◄◄ما تفسيرك لعدم نجاح أى مرشح للإخوان فى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة؟ - معروف عن مصر فى العالم كله أنها تزوّر الانتخابات. ◄◄ ما رأيك فى الدكتور محمد بديع المرشد العام الجديد للإخوان المسلمين؟ - نحسبه على خير، وما سمعناه عنه حديث طيب، وهو على مستوى رائع من القدرات العقلية والدهاء السياسى.