عدد الأعياد فى مصر يقارب ال 20 عيداً تتنوع ما بين الفرعونية والمسيحية والإسلامية، يحتفل المصريون بها دون النظر لخلفيتها، لارتباطها فى أذهانهم بالفرحة والانطلاق الذى يعنى لهم "الهروب" ولو مؤقتاً من هموم الحياة اليومية ومشاكلها. ومع اقتراب الاحتفال بشم النسيم يفاجئنا البعض بظهور الجدل الدينى حول مدى شرعية مشاركة المسلمين فى مثل هذا الاحتفال. الترويح عن النفس والتعبير عن تكاتف ووحدة عناصر الأمة المصرية كلها مظاهر يراها الدكتور أحمد شوقى العقباوى أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر مهمة يجسدها احتفال المصريين بعيد شم النسيم، مشيراً إلى أن مثل هذه الاحتفالات أصبحت من العادات المستقرة فى العقل الجمعى المصرى الذى هو عبارة عن حصيلة غنية برقائق الحضارات التى مرت بها مصر. مشاركة المسلمين فى الاحتفال بشم النسيم وغيره من المناسبات التى يصفها الدكتور محمد مختار المهدى رئيس الجمعية الشرعية بالفرعونية، لا يرفضها على سبيل العادة والترفيه، إلا أنه حذر من ربط شم النسيم بتوقيت عيد الفصح عند المسيحيين حتى لا يختلط الحكم و يفتح بابا للتشويش على طبيعة الاحتفال. "الإسلام لا يمنع الفرحة " هكذا بدأ الدكتور يوسف البدرى عضو مجمع البحوث الإسلامية سابقاً، إلا أنه كان من المعترضين على الاحتفال بشم النسيم قائلا: كل ما يسمى بأعياد خلاف عيدى الفطر والأضحى سواء كانت أعياد قومية أو فرعونية أو غيرها هى" بدع وضلالات" والاحتفال بها باطل وممنوع شرعا، كما أنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى ب"العادة"، وأضاف أنه حتى الاحتفال بالمولد النبوى كعيد أمر غير جائز إلا فى إطار تسميته بالذكرى السنوية. لكن الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق يرى أن الاحتفال بشم النسيم كعيد غير جائز، إما إن كان على سبيل ارتباط الناس فى هذا اليوم بعادات معينة من المأكولات والخروج للمتنزهات على سبيل الترويح عن أنفسهم، فلا يستطيع أحد تحريم ذلك ما دامت هذه العادات لا تشتمل على معصية.
