بدأ العد التنازلى لتوقيع العقد مع المكتبين الاستشاريين الدوليين اللذين اختارتهم مصر والسودان وأثيوبيا للقيام بالدراسات الخاصة بسد النهضة، وسط مشاورات مكثفة بين اللجنة الوطنية الفنية "المؤلفة من 12 خبيرا من الدول الثلاث" وهاتان الشركتان للتوافق حول مختلف النقاط العالقة قبل استلام العرض الفنى المعدل خلال الايام القليلة المقبلة. وقال مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والرى، فى تصريح له اليوم السبت، أن العرض الفنى المعدل الذى أعده المكتبان الاستشاريان الدوليان يتضمن تفاصيل خطة وأسلوب عملهما فى إنجاز الدراستين اللتين تحددان الآثار المحتملة لبناء سد النهضة الأثيوبى على التدفقات المائية لدولتى المصب (مصر والسودان)، وكذا الآثار البيئة والاجتماعية والاقتصادية للسد وفقا للتصميمات الهندسية التى كان قد وضعها خبراء إثيوبيون واقترحت فجأة - قبل 4 أعوام - مضاعفة السعة التخزينية للسد من 14 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب، واعترضت عليها مصر والسودان، كما اعترضت عليها لجنة خبراء دولية واقترحت الاستعانة بمكتب استشارى دولى للقيام بهاتين الدراستين الهامتين. وأضاف المصدر أن العرض الفنى المعدل سيكون فى متناول الدول الثلاث خلال الأيام المقبلة، وستقوم كل دولة بدراسته وتقييمه، على حدة، ثم التشاور والتوافق عليه، خلال عشرة أيام على الأكثر، يليه فتح العرض المالى ثم إعطاء المكتب القانونى الدولى (كوربت) نسخة من العرضين لإعداد العقد، واتفاق الدول الثلاث على موعد لتوقيع العقد مع الشركتين فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال شهر يونيو القادم على الأرجح. وأكد المصدر أنه من المقرر أن يقوم المكتبان بالاشتراك "معا" بتنفيذ جميع عناصر الدراسات المطلوبة، وفقاً لما اتفقت عليه الدول الثلاثة، على أن يتم إنجاز الدراسات الهيدروليكية (المائية) والاقتصادية والاجتماعية لسد النهضة الإثيوبى فى مدة لا تتجاوز 11 شهرًا. كان الدكتور علاء ياسين، مستشار وزير الموارد المائية والرى للسدود ومياه النيل، أكد فى تصريح له بأنه طبقًا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين رؤساء مصر وأثيوبيا والسودان، لن يحدث الملء الأول لسد النهضة قبل التوافق بين الدول الثلاثة على قواعد الملء والتشغيل وآلية التنسيق بهذا الشأن. وذكر ياسين أنه يجرى حاليًا عقد مشاورات واتصالات يومية مع أعضاء اللجنة الوطنية لسد النهضة، والتى تضم مختلف التخصصات، لمراجعه الموقف الحالى للملف والتفاصيل الفنيه المطلوبة خلال الفترة المقبلة، استعدادًا للتعاقد مع المكتب الاستشارى المشترك، مشيرًا إلى أن أعضاء اللجنة الثلاثية التى تضم خبراء الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا على تواصل مستمر لمتابعة الحوار مع المكتبين الاستشاريين المسئولين عن تنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة للسد. ومن جانبه قال المهندس أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل والمتحدث الرسمى باسم اللجنة المعنية بملف سد النهضة، إنه سيتم خلال الأسبوعين المقبلين حسم العديد من النقاط فى ملف السد الإثيوبي، حيث يتم حاليا إجراء اتصالات يومية مع المكتبين الفرنسى والهولندى، ومن المتوقع أن يتلقى خبراء كل دولة قريبا العرض الفنى المعدل "المشترك" لمراجعته قبل الاجتماع القادم فى العاصمة الإثيوبية. وأضاف بهاء الدين أن قبول العرض الفنى من المكتبين يليه فتح العرض المالى المقدم منهما، وبعد ذلك تبدأ مرحلة صياغة العقود الفنية والمالية ومراجعتها مع المكتب القانونى الدولى الإنجليزى "كوربت"، بما يتضمن ضرورة الالتزام بالجدول الزمنى المقرر والمتفق عليه، لإنهاء الدراسات الخاصة بتأثيرات السد، والتى تم ذكرها فى وثيقة المبادئ، وأشار بهاء إلى أن هناك ضرورة لأن يأخذ العرض الفنى وقته، وذلك لصعوبه الجوانب الفنية المطلوبة فى الدراسات.
