عقدت قاعة "ضيف الشرف" ندوة لمناقشة كتاب بعنوان "الليبرالية.. نشأتها وتحولاتها وأزمتها فى مصر" للكاتب الدكتور وحيد عبد المجيد، ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب فى دورته ال46، بحضور الدكتور سمير مرقص، المشرف العام على جهاز التنسيق الحضارى، والدكتور عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادى، ويديرها الدكتور حسين عبد الرازق الأمين العام السابق لحزب التجمع. وقال الدكتور حسين عبد الرازق، الأمين العام السابق لحزب التجمع: أصبحت كلمة الليبرالية على الألسن من السياسيين والأحزاب والمثقفين دون ذكر المعنى الصحيح للكلمة ودورها وتاريخها، وهو كتاب موسوعى وجهد بحثى شامل يحتاجه القارئ العادى ويحدد الكاتب 6 حقائق رئيسية وهى أن الليبرالية ليست فلسفة واحدة ولكنها تيارات عديدة تشمل قضايا كثيرة تدور حول الحرية والفردية والعقلانية والعمل الحر والتسامح وقبول الآخر. وأوضح الدكتور حسين عبد الرازق، أن الكتاب يظهر أن الليبرالية مازالت شديدة التنوع منذ أن بدأت تلمح فى القرن الخامس عشر والحقيقة الثالثة هى خطأ الربط بين الديمقراطية والليبرالية فالأخيرة ظهرت قبل الديمقراطية، الحقيقة الخامسة الليبرالية مع ظهور الرأسمالية، والحقيقة الخامسة هى ظهور الليبرالية قبل سطوع فجر العلم، الإصلاح الدينى والعصر الدينى ركيزة أساسية شقت من خلالها الليبرالية فكان من الصعب ظهورها وسط النزاع الدينى، والكتاب يضم كل هؤلاء لتوضيح معناها ودورها. ولفت حسين عبد الرازق، إلى أنه داخل الكتاب نجد الليبرالية الجديدة ركزت على النظام الاقتصادى على أساس فلسفى، عندما برزت مبدأ الاستحقاق، وهو يوضح أن هناك أشخاصا لديهم القدرة على الإنتاج أكثر، وأن المواهب التى لا يمكن الطعن فيها المصدر الرئيسى للمكاسب كما أن الليبرالية الجديدة تعطى الأولوية المطلقة للحرية الاقتصادية، وأن الليبرالية الجديدة المتوحشة استفادت من تراجع الحركة السياسية فى أوروبا وتفكيك الاتحاد السوفيتى فهى تلقت ضربة فاجعة بعد انهيار الأداء الاقتصادى. وأضاف حسين عبد الرازق، الكتاب استعرض الليبرالية فى آخر خمس سنوات بعد الأزمة العالمية فى 2008، ويختتم الكتاب بفصل حول فشل الليبرلية فى مصر والوطن العربى. وقال الدكتور سمير مرقص، المشرف العام على الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن هذا الكتاب جاء فى وقته تماما، لأن الليبرالية قضية مهمة وبالتالى صدور الكتاب فى الوقت الحالى مهم للغاية، فتجد من خلال الكتاب اقتراب من الفكر والتاريخ والفلسفة، وهو إضافة مهمة للعقل العربى والفكر السياسى. وأوضح الدكتور سمير مرقص، أن الكتاب يمس العقل العربى وهو إعادة اعتبار لمفهوم الليبرلية وتجديد النقاش المعمق حوله، ويوجد بها حركة للتاريخ ومولد للإنسان فى أن يصبح مسئول عن قراراته وهناك فرق بين الأفكار التى ينتمى الإنسان لها مثل الدين أو حالة عامة للإنسان بأن يكون الولاء كله للحرية بمعنى قدرته على الإبداع. وأضاف الدكتور سمير مرقص ، أن الكتاب يشير أيضاً للمفهوم الفكرى وهو إلقاء الضوء على ما هو جديد فى العالم حول مفهوم الليبرالية، والمعتقد الخاطئ أنه لكى نستطيع أن نفهم مفهومها يجب أن نبدأ بجان جاك روسو وهذا ليس صحيحا، ولكن يمكن النظر إلى الليبرالية الجديدة التى طرحت الليبرالية الاجتماعية التى تتلخص فى نظرية الحد الأدنى الاجتماعى وهى فكرة حضور المجتمع وارتباط الفرد به، كما أن الكتاب ربط بين الحوارات القائمة فى الخارج وهو الأفكار الجديدة لتجديد الفكر، كما يفتح الكتاب المجال للاشتباك مع العديد من القضايا مثل علاقة الفرد بالمجتمع، أو إعادة توزيع الثروة. وأشار الدكتور سمير مرقص، أن الليبرالية قضية تسامح إعطاء الحرية العلمية لاحتوائها على المعمل والأدوات، والعلم فى مواجهة التخلف وكيف استطاعت الليبرالية كمنهج فلسفى فى مواجهة هذه القضايا، كما أن الكتاب يقطع الطريق على من يريدون الاستمرار فى منهج الليبرالية الجديدة، كما أنه أساس لنقاش مستقبلى لأن الكثير من القضايا المطروحة داخل الكتاب مهمة للمجتمع. ومن جانبه، قال عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادى، إن التيار الليبرالى فى بعض القضايا يصبح طوق نجاة للعديد من القضايا وهو جولة فكرية وفلسفة متماسكة، ولكن المشكلة فى مناقشة هذا النوع من الفلسفيات تكون غائمة، وداخل الكتاب نجد رجوع الليبرالية لمحاولة تأصيلية، كما يوضح مساحة الانعكاس بالتأثير والتأثر باعتبارها منتجا مهنيا، ومدى التأثر العكسى على البعد الاقتصادى والاجتماعى. وأوضح الدكتور عبد الخالق فاروق، أن الكتاب لا يقطع الصلة بين الفكرتين الاقتصادية والاجتماعية، ولكن تجد الأفكار مفصولة عن الوضع الاقتصادى، وعلينا أن نتساءل هل نستطيع فى ظل الاحتكارات فى الدولة أن يكون هناك رؤية لإدارة الموارد البشرية والاقتصادية لدى التيار الليبرالى؟، وهناك افتراض ليس صريحا داخل الكتاب وهو أن الليبرالية ليست مرتبطة بفكرة الحرية، وهل فكرة الحرية مع المدرسة الاشتراكية فكرة غير مقبولة أم من الممكن اندمجها فى المجتمع، وموقف الليبرالين من الاسترقاق والعنصرية والموجود فى الولاياتالمتحدة وهو عكس الاشتراكية وهنا نجد الانصاف التاريخى والبناء الفكرى للكتاب مرتبط بالحرية أكثر عن الليبرالية، وهل تعارضت فكرة الحرية والعلمانية مع الفكر الدينى وهل مازالت قائمة بعد تجربة حكم الإخوان المسلمين، وإجابة هذه الأسئلة ستكون فى الجزء الثانى لهذا الكتاب. وقال الدكتور وحيد عبد المجيد، إن الهدف من الكتاب هو اثارة التفكير والنقاش من خلال رحلة من التطور التاريخى فى العصر الحديث، وفيما يتعلق بعلاقة الليبرالية وغيرها من التيارات الفكرية فيوجد بالفعل ذلك الاختلاف ويوجد مساحة للفكر الانسانى وهى كبيرة مثل البحث عن الخلاص من المشاكل والواقع، وكانت هذه المساحة توجد قبل ظهور قاعدة، حيث أثبت الانسان أنه هو من يستطيع إنقاذ نفسه. وأضاف الدكتور وحيد عبد المجيد، أن حركة التاريخ فى جوهرها الهدف منها تحرير العقل والوضع الاقتصادى والاجتماعى فى داخل المجتمع يحيث يوجد بينهم صراع دائم والجزء الأكبر من التاريخ يوضح أن الإنسان كان بعيدا عن هذا التاريخ ومازال الجزء الأكبر من التاريخ لا علاقة له بالإنسان حيث يشمل حياة الزعماء والحكام والفراعنة والإمبراطوريات. وأشار وحيد عبد المجيد إلى أن أهمية الليبرالية بدأت من التطور وهو تحرير العقل من الاستعباد والصراع يتولد بين من يريدون تحرير العقل من افكاره وبين من يريدون الهيمنه على هذا العقل حتى يقوموا بالتفكير له حسب مصالحهم ومكاسبهم، ولذلك نجد أن الصراع الاقتصادى والاجتماعى ساهم فى تحرير العقل، وعلى مدى التاريخ كل من حكم وسيطر اعتمد على تغيب العقل حتى ينظرون لهؤلاء الحكام على أنهم عقولهم، وبداية استخدام العقل مع بزوغ الليبرالية، مضيفا أن اليسار فى الولاياتالمتحدة هو الليبراليون، وأن الاشتراكية تأثرت من الليبرالية الاجتماعية، فعلينا إيجاد حل لتحرير العقل البشرى.