ناقشت اليوم الأربعاء ندوة "كاتب وكتاب" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال46، كتاب "الليبرالية.. نشأتها وتحولاتها وأزمتها فى مصر"، للدكتور وحيد عبد المجيد، بمشاركة كل من الدكتور أحمد سعيد، والدكتور سمير مرقص، والدكتور عبد الخالق فاروق، فيما أدار اللقاء الدكتور حسين عبد الرازق، وذلك فى قاعة ضيف الشرف. في حديثه، قال حسين عبد الرازق فى تقديمه للكتاب: تتردد اليوم كلمة الليبرالية دون إدراك قيمة هذه الكلمة. ورغم أن كتاب الدكتور وحيد صغير (191 صفحة)، فإنه كتاب موسوعى. وأشار إلى ان الكاتب قد حدد 6 حقائق لابد أن نحيط بها، منها: أن الليبرالية كانت ومازالت شديدة التنوع، وحقيقة أخرى تقول إنه من الخطأ الربط بين الليبرالية والديمقراطية واعتبارهما مترادفتين، حيث إن الليبرالية تسبق الديمقراطية. وظهرت الليبرالية فى القرن الخامس عشر مع ظهور الرأسمالية التجارية والصناعية. وكان الإصلاح الدينى وعصر النهضة والتنوير فى أوروبا ركائز أساسية استندت إليها الليبرالية وهى تبزغ نحو عصر مختلف. هذه النقاط الجوهرية هى المدخل الذى تمت على أساسه كتابة هذا الكتاب. أما د.سمير مرقص، فقد اتفق مع عبد الرازق فى أن صدور الكتاب جاء فى وقت شديد الأهمية، والكتاب كتُب بطريقة السهل الممتنع، به اقتراب من التاريخ والفكر والفلسفة، فهو إضافة مهمة للفكر السياسى العربى بشكل عام، لإعادة الاعتبار لمفهوم الليبرالية الذى ابُتذل كثيراً فى مصر، حيث تعامل البعض مع الليبرالية بمعنى السفور. ولفت إلى وجود حركة تاريخ وأن الإنسان يتحرر عبر مولده، ولا بد من التفريق بين الأفكار التى ينتمى إليها الإنسان لأسباب إيدولوجية، وبين الحالة العامة للإنسان بسبب ولائه للحرية. وتابع: بالتالى أجد مساحة فى الكتاب تعيد الاعتبار لمعنى الليبرالية. واستطرد مرقص: هذا الكتاب يقطع الطريق على الذين يريدون الاستمرار فى منهج الليبرالية الجديدة، حيث يوجد نقد من داخل هذه الليبرالية نفسها. هذا الكتاب أساس جيد للمستقبل لأن القضايا المطروحة به هى قضايا الساعة. أما الدكتور عبد القادر فاروق فقال: سوف أكون شرير هذه الجلسة مع مؤلف الكتاب، مشيراً إلى أنه قدم جولة فكرية فلسفية فى كتابه. مضيفاً أن "عبد المجيد" انطلق بمحاولة التأصيل الفكرى لتطور هذا التيار دون أن يربط الأثر والتأثير بين أفكار هذا التيار. وتابع: يبدو فى كتابه أن الأفكار مفصولة وليس لها تأثير كبير على الواقع الاجتماعى، كما تطرق لبعض أفكار الكتاب وطبيعة صراع هذه الأفكار مع المدرسة الاشتراكية العالمية. وأردف عبد الخالق: من التحديات الفكرية التى سوف يواجهها المؤلف فى تقديم الجزء الثانى لكتابة الإجابة عن مدى وجود إمكانية للتزاوج بين الأفكار والليبراليات المتعددة ومواجهة "وحش" السوق. وتابع: مفهوم حرية السوق أشبة بالعنقاء. لافتاً إلى أن من يطرح الليبرالية بأساليبها القديمة أو الحديثة سوف يواجه تحدياً فكرياً. وتساءل: هل يمكن لنا أن نقيم تجارب بعض الزعماء ومنهم الرئيس جمال عبد الناصر فى هذا المجال وكأننا نخلع عن الأفكار الاشتراكية حقها فى أن تكون البوصلة للتوجيه الصحيح؟ وفى تعليق الدكتور وحيد عبد المجيد على ما أثير خلال المناقشة قال إن الهدف من الكتاب هو إثارة التفكير والنقاش فى قضايا لها علاقة بواقعنا الاجتماعى، وذلك من خلال رحلة من التطور التاريخى فى العصر الحديث حدثت من خلال قطيعة مع التاريخ. وأشار إلى أننا على مر التاريخ كان هناك ما يمكن أن نطلق عليه مساحتين فى الفكر الإنسانى. لافتاً إلى أن حركة التاريخ فى جوهرها صراع بين تحرير العقل واقتصاده. وفى غمار هذا كان الصراع الاقتصادى والاجتماعى وغيره، وكان الإنسان مستبعداً من هذا التاريخ. ويضيف عبد المجيد: عندما نرى كيف يكُتب التاريخ نلحظ أن الجزء الأكبر منه لا علاقة له بالإنسان ماعدا استثناءات قليلة. الصراع الرئيسى هو صراع العقل، حيث إن التطور الاقتصادى والاجتماعى حدث مع تطور الإنتاج دون استخدام العقل. لافتاً إلى أهمية الليبرالية فى التاريخ، حيث بدأ فيها تحرير العقل من الاستعباد. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :