اتهم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان اليوم، وسائل الإعلام بإساءة نقل وتفسير تصريحاته بشأن إبعاد الأرمن الذين يقيمون ويعملون بشكل غير شرعى فى تركيا إذا لم يتم التوصل إلى تطبيع العلاقات مع أرمينيا، وقال إنها حرفت تصريحاته التى أدلى بها فى لندن، الثلاثاء الماضى، وساوت بين الأرمن والغجر فى تركيا والمهاجرين غير الشرعيين، وهى التصريحات التى جاءت فى سياق مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" وذكر فيها أردوغان أنه يمكن لتركيا إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أرمينيا، وأثارت جدلا واسعا بين أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام التركية، التى فسرت التصريحات على أنها تعنى إبعاد 100 ألف عامل أرمينى يعملون بطريقة غير قانونية فى تركيا من بين 170 ألف أرمينى يقيمون بطريقة غير شرعية، واعتبر البعض أن المقصود هو جميع المواطنين الأتراك من أصل أرمينى. وقال أردوغان إن الأمور يجرى تقييمها بطريقة مختلفة فى إطار القانون، مشيرا إلى أن المواطنين من أصل أرمينى يختلفون عن المهاجرين غير الشرعيين، لافتًا إلى أن كتاب الأعمدة فى الصحف التركية، ووسائل الإعلام الأجنبية أساءت نقل تصريحاته لاسيما فيما يتعلق بالخلط بين المهاجرين غير الشرعيين والمواطنين الأتراك من أصل أرمينى. وأضاف، مخاطبا كتاب الأعمدة فى الصحف التركية: "بدلا من توجيه النصائح الفارغة للآخرين دافعوا عن تركيا وشعب تركيا، وافعلوا ذلك بشكل صحيح ونزيه، أو اطلبوا الاعتذار بالنظر فى المرآة!" مشددا على أنه لن يتردد لحظة واحدة عن الاعتذار إذا ما أدرك أنه مخطئ، مشيرا إلى أن هؤلاء الكتاب ٍيتجاهلون فى أعمدتهم مساعى حكومته الحثيثة لتطبيع العلاقات مع أرمينيا واتصالاتها الوثيقة المتواصلة مع بطريرك الكنيسة الأرمينية فى تركيا "موطفيان" ومعاونيه. وتابع "إنهم يتعمدون تجاهل التعديلات الدستورية التى أجريت لصالح مواطنينا الأرمن فى الداخل ولحماية ممتلكات القاطنين منهم فى الخارج، ويتجاهلون الترميمات التى أجريناها للكنيسة الأرمنية أكدمار فى بحيرة فان التى كانت مهجورة منذ عشرات الأعوام، إن مفهومنا وموقفنا حيال أقلياتنا واضح ومعروف للجميع". تصريحات أردوغان التى هدد فيها بإبعاد المهاجرين الأرمن غير الشرعيين جاءت عقب مصادقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى والبرلمان السويدى على قرارين يعترفان بوقوع مذبحة إبادة جماعية للأرمن على يد الأتراك فى شرق الأناضول عام 1915.