اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن وسائل الإعلام أساءت نقل وتفسير تصريحاته بشأن إبعاد الأرمن ممن يقيمون ويعملون وبشكل غير شرعي في تركيا. وذلك في الوقت الذي حذرت فيه الولاياتالمتحدة رعاياها من السفر إلي تركيا تحسبا لاحتمال حدوث عمليات إرهابية. وتسببت هذه التصريحات في تظاهر العشرات من الأرمن للاحتجاج علي ما قاله أردوغان في لندن يوم الثلاثاء الماضي, كما أثارت جدلا واسعا بين أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام التركية, وذلك في الوقت الذي حذرت فيه الولاياتالمتحدة رعاياها من السفر إلي تركيا تحسبا لاحتمال حدوث عمليات إرهابية. وكان أردوغان قد ذكر أنه يمكن لتركيا إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أرمينيا إذا لم يتم التوصل الي تطبيع العلاقات مع أرمينيا, وهو ما تم تفسيره علي أنه يعني إبعاد100 ألف عامل أرميني يعملون بطريقة غير قانونية في تركيا من بين170 ألف أرميني يقيمون بطريقة غير شرعية, كما تم تفسيره أيضا علي أن المقصود هو جميع المواطنين الأتراك من أصل أرميني. وقال أردوغان إن الأمور يجري تقييمها بطريقة مختلفة في إطار القانون, مشيرا إلي أن المواطنين من أصل أرميني يختلفون عن المهاجرين غير الشرعيين. وأضاف مخاطبا الصحفيين الأتراك أنه بدلا من توجيه النصائح الفارغة للآخرين, فإن عليهم القيام بالدفاع عن تركيا وشعبها, واتهم الصحافة التركية بتجاهل مساعي حكومته الحثيثة لتطبيع العلاقات مع أرمينيا. كما دعا أردوغان الأكراد الي عدم تحويل احتفالات عيد الربيع النيروز الي مناسبة للعنف والإرهاب, وطالب السياسيين الأكراد, ولا سيما قادة حزب السلام والديمقراطية الي عدم تحويل هذه المناسبة التي يحتفل فيها الأكراد يوم21 مارس الي مناسبة للصدامات الدامية كما حدث في شوارع ومدن جنوب شرق تركيا في أعوام سابقة. وحث أردوغان في خطاب ألقاه أمام اجتماع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظات تركيا, جميع ابناء الشعب التركي, والسياسيين والمنظمات المدنية ورجال الأمن الي التصرف في إطار المنطق السليم, معربا عن أمله في أن تشهد البلاد احتفالات هادئة وسلمية هذا العام. وفي واشنطن, حذرت الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر تركيا خلال الفترة من19 مارس وحتي30 أبريل تحسبا لأعمال إرهابية, حيث أشار الموقع الإلكتروني للوزارة إلي وجود احتمالات بقيام أعضاء جبهة التحرير الشعبية الثورية المحظورة بأعمال عنف مع ذكري تأسيسها, كما أوصت الخارجية رعاياها بالابتعاد عن الاحتفالات بعيد النيروز, بينما اتخذت السفارة وقنصليات الولاياتالمتحدة في البلاد تدابير إضافية تحسبا لهجمات إرهابية. يأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه عبد الله أوجلان زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية والمعتقل بجزيرة إيمرالي التركية الولاياتالمتحدة من ملاحقة منظمته متوعدا بأعمال انتقامية ضدها, مشددا في الوقت نفسه علي أن منظمته ليست بتنظيم القاعدة وأنها تملك قوة المقاومة.