شهدت المحافظات على مدار الساعات القليلة الماضية، أزمة حادة نتيجة نقص معروض أسطوانات البوتاجاز وعودة تجار السوق السوداء من جديد، مما تسبب فى رفع سعر الأسطوانة الواحدة من 50 إلى 60 جنيهًا فى بعض المحافظات، ومنها الفيوم ومطروح وسوهاجوالمنوفية. ففى مطروح تجاوز سعر أمبوبة البوتاجاز 50 جنيهًا بالسوق السوداء فى ظل أزمة نقص أسطوانات الغاز التى دخلت أسبوعها الثانى بجميع أنحاء المحافظة فى ظل زيادة الطلب وجهود مكثفة من مديرية تموين مطروح لمحاصرة الأزمة ومواجهتها بتشديد الرقابة على عملية التوزيع، والعمل على منع تهريب الأسطوانات للمزارع مع ضخ كميات مضاعفة من خلال زيادة الوارد من الغاز الصب لمحطة تعبئة البوتاجاز ليصل الإنتاج اليومى إلى 9 آلاف أسطوانة بدلا من 6 آلاف مع الاستعانة بكمية يومية 2000 أسطوانة من محطة تعبئة الغاز بمنطقة المكس بالإسكندرية للقضاء على الزحام والطوابير الطويلة أمام المستودعات التى وصلت لأكثر من كيلو متر أمام بعض المستودعات بالمحافظة. وطالت الأزمة جميع مراكز المحافظة وتستفحل الأزمة داخل مدينة مرسى مطروح العاصمة، والتى يقطنها أكثر من نصف سكان المحافظة وتشهد عملية توزيع أسطوانات الغاز زحامًا شديدًا والاصطفاف فى طوابير طويلة من المواطنين وصل طولها إلى أكثر من كيلو متر أمام بعض المستودعات انتظارًا لوصول سيارات "الأنابيب" لساعات وينتظرون دورهم بعدها لساعات أخرى تشهد العديد من المشاحنات اللفظية والمشاجرات والاشتباك بالأيدى بين المواطنين وسط غياب أمنى وتشتت الرقابة التموينية بين بؤر الأزمات وتلاعب أصحاب المستودعات وسيارات نقل "الأنابيب". طابور المواطنين تجاوز كيلو متر أمام مستودع حفر الباطن بمدينة الحمام بمطروح- صعود بعض يأتى ذلك فى ظل طقس سيئ جدا وأمطار غزيرة مصحوبة ببرودة شديدة لم تمنع المواطنين من حمل أسطوانات الغاز والتنقل بها من مستودع إلى آخر ومحاولة ملاحقة سيارات نقل وتوزيع الأسطوانات من شارع لآخر ومن منطقة لأخرى لساعات، وأحيانًا لأيام من أجل الحصول على أسطوانة غاز. من جانبها تكثف مديرة تموين مطروح رقابتها على عمليات التوزيع ومنع تهريب حصص الغاز المخصصة للمواطنين إلى مزارع الدواجن، وإلى السوق السوداء التى تعانى هى أيضًا شح المعروض والذى تجاوز فيه سعر "الأنبوبة" 50 جنيهًا. المواطنين أعلى سيارة أسطوانات الغاز للحصول على أنبوبة من جانبه أعلن محافظ مطروح اللواء بدر طنطاوى فى تصريحات صحفية عن وصول حصة إضافية يوميًا بواقع 2000 أسطوانة بوتاجاز لتوزيعها الأهالى إلى جانب إنتاج محطة تعبئة الغاز بالكيلو 16 بمدخل مدينة مرسى مطروح والبالغ إنتاجها 8 آلاف أسطوانة يوميًا، لمواجهة الاستهلاك الذى يتزايد فى فصل الشتاء. وقال المهندس السيد أبو اليزيد مدير مديرية التموين بالمحافظة، إن الحصة الإضافية الواردة من الإسكندرية يتم توزيعها على مدن شرق المحافظة وهى العلمين والضيعة ومدينة الحمام تحت إشراف مفتشى التموين لضمان وصولها إلى المستحقين ومنع التلاعب. وأضاف أنه تم منذ يومين زيادة كمية الغاز الصب الوارد لمحطة التعبئة ليصبح الإنتاج اليومى 9 آلاف أسطوانة بدلا من 6 آلاف يوميًا، وذلك عقب مناشدة شركة البترول الموردة للغاز الصب لمواجهة الأزمة التى من المتوقع الانتهاء منها خلال يومين بعد تشبع السوق، وتلبية احتياجات المواطنين بالكامل. وأشار إلى أن مزارع الدواجن المنتشرة بالصحراء الغربية لها حصة مخصصة من أسطوانات البوتاجاز بخلاف الحصص المخصصة للمواطنين يتم توزيعها على أصحاب المزارع بالتساوى. الانتظار لساعات فى طوابير للحصول على أنبوبة بوتاجاز وأكد "أبو اليزيد" أن الجهود والاتصالات التى قامت بها مديرية التموين بمطروح، مع شركة بتروجاس الإسكندرية "المكس"، أسفرت عن التوصل إلى إرسال سيارتين محملتين بأسطوانات غاز معبأ لمدينتى الضبعة ومرسى مطروح، بكل منهما 1000 أسطوانة يوميًا، لمواجهة تزايد الاستهلاك خلال هذا الوقت من العام. وفى المنوفية اشتعلت من جديد أزمة نقص أسطوانات الغاز فى العديد من مدن ومراكز وقرى محافظة المنوفية، منذ أسبوع على التقريب، حيث شهدت العديد من القرى أزمة طاحنة فى نقص أسطوانات الغاز على رأسها قرى دمليج وبهواش وكفر بلمشط التابعة لمركز منوف كما شهدت قرى مركز أشمون أيضًا أزمة كبيرة، حيث الأمر الذى أدى إلى أرتفاع سعر الأسطوانة من 8 جنيهات إلى 35 جنيها، بالإضافة إلى حدوث اشتباكات ومشاجرات بين الأهالى أمام منافذ توزيع أسطوانات الغاز. ويقول أحمد السيد من أهالى قرية دمليج بمركز منوف، إن أزمة انقطاع الغاز بدأت منذ أسبوع تقريبًا نظرًا لاحتياجات الأهالى إلى الغاز بسبب الاستخدام الكثير فى فصل الشتاء. وأضاف أن سبب الأزمة تجار السوق السوداء الذين يقومون بشراء الأسطوانات من أصحاب المستودعات بأسعارها المدعمة، ويقومون ببيعها مرة أخرى للأهالى بأسعار فائقة، بالإضافة إلى بيعهم الأسطوانات المدعمة إلى أصحاب مزارع الدواجن. ويشير محمد عبده من قرية و كفر بلمشط، أن سبب الأزمة ترجع إلى عدم وجود رقابة كافية من قبل مفتشى التموين بالمحافظة على المستودعات، والتأكد من توزيع الحصة كاملة على مستحقيها. الطوابير أمام جميع المستودعات وعند سيارة توزيع الأنابيب من جانبه أكد عاطف الجمال وكيل وزارة التموين، أن جميع العاملين بمديرية التموين وجميع مكاتب التموين بالمحافظة يعملون على قدم وساق من أجل الحفاظ على حقوق الأهالى ووصول الدعم إلى مستحقيه. وأضاف أنه فى حالة ضبط أى صاحب مستودع يقوم ببيع الغاز فى السوق السوداء يتم على الفور غلق المستودع وتغريمه غرامة مالية كبرى تصل إلى 20 ألف جنيه، ويتم إسناد حصته إلى أقرب مستودع لصرفها وتوزيعها على الأهالى. وفى سوهاج قال شمس الدين محمد يوسف وكيل وزارة التموين، إن هناك نقصًا فى أسطوانات البوتاجاز بالمحافظة حاليًا وصل إلى 30% بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم تحميل "الغاز" على البواخر ووصوله إلى الموانئ لتوزيعه على المحافظات. وأضاف وكيل وزارة التموين فى تصريح خاص ل"اليوم السابع" أنه خاطب وزارة التموين بسبب النقص، مؤكدا أنه سوف ينتهى خلال الأيام القادمة مع تحسن الأحوال الجوية وسوف يتم القضاء على نقص أسطوانات البوتاجاز. وتكرر نفس السيناريو فى محافظة الفيوم التى تشهد على مدار الأيام الماضية نقصًا حادًا فى أسطوانات البوتاجاز فى عدة مراكز مختلفة خاصة مركزى إطسا وإبشواى، وسط مطالبات من الأهالى بضرورة تدخل محافظ الفيوم الدكتور حازم عطية الله لحل الأزمة. واشتكى القائمون على عملية بيع الأسطوانات من نقص المعروض والحصص المخصصة لهم من مناطق التوزيع الأم، وهو الأمر الذى تسبب فى رفع سعر الأسطوانة الواحدة إلى 35 جنيهًا. الطوابير الطويلة أمام أحد مستودعات أسطوانات الغاز بمطروح موضوعات متعلقة: مباحث التموين تقبض على زعيم مافيا أنابيب البوتاجاز بسوهاج