محافظة المنيا تعتبر متحفاً لجميع العصور التاريخية التى مرت بها مصر، كما تعتبر سجلاً وافياً للآثار الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، ومن أهم الآثار فيها مسجد اللمطى ومسجد العمروى، ومسجد المصرى، ومسجد الفولى، وزاوية سلطان، وطهنا الجبل وإسطبل عنتر، ويوجد به معبد للملكة حتشبسوت وتل العمارنة ومسجد المئذنة المائلة، ودير السيدة العذراء بجبل الطير، بينما المناطق الأثرية هى منطقة تونة الجبل «آثار يونانية» طهنا الجبل «آثار يونانية - إسلامية - مسيحية»، وتل العمارنة آثار فرعونية، والبهنسا «آثار فرعونية - يونانية - مسيحية وإسلامية» وجبل الطير «آثار فرعونية - مسيحية - إسلامية»، ومقابر فريزر «آثار فرعونية»، واسطبل عنتر «آثار فرعونية»، وبنى حسن «آثار فرعونية». وفى ظل هذا الواقع احترف كثير من الشباب مهنة التنقيب لتحقيق حلم الثراء الفاحش والسريع، لكن هذه الأحلام الوردية فى الغالب الأعم تتحطم، إما بدخول المنقبين السجن، وإما بموتهم تحت أنقاض الحفر، وشهدت المنيا عدة وقائع فى العام الماضى، كان أكثرها تأثيرا مصرع 5 أثناء تنقيبهم بمنطقة البهنسا الجديدة التابعة لمركز بنى مزار، حيث انهارت الحفرة فوق رؤوسهم. وهناك واقعة متكررة فى كثير من مراكز المحافظة تكاد تكون كل يوم، الأمر الذى يتسبب فى فقدان أرواح كثيرة، وما يزيد على 100 قطعة أثرية كل عام، ورغم تصدى رجال مباحث الآثار والسياحة للخارجين على القانون، يفشلون فى ضبط المنقبين والتجار وسماسرة الآثار. وقال «ح. ا» أحد سماسرة الآثار، إن الآثار ليس لها سعر محدد فى البيع، لأن ذلك يتوقف على نوعية الأثر وطوله وحجمه والمشترى لكن من المعروف أن أسعار القطع الأثرية باهظة جدا. وقال مواطن إنه ظل يحفر فى منزله حتى تصدع فأوقف البحث فيما تلقى مدير أمن المنيا بلاغا بمصرع «أحمد. م» - 28 عاما عاطل - إثر انهيار جزء من منزله عليه أثناء الحفر بإحدى قرى ديرمواس، وأوضح «ع. ا» أحد الذين يطلق عليهم لقب الشيخ: صاحب المنزل والباحثون معه عن الآثار، يستدعوننى ويحجزون لى بأحد الفنادق الكبرى، حتى يوفروا لى الراحة، وأطلب منهم أنواعا من البخور والأعشاب لتساعد فى استخراج الكنز، ثم أذهب إلى المنزل وأحدد المكان الذى يتم الحفر فيه، وأطلب منهم عدم الإزعاج أو التزاحم ثم نطلق البخور بعد ظهور المياه وفى أغلب الأحيان يختلف الشركاء، ولا تستكمل عملية البحث بسلام ويتم ردم الحفرة.