نحو مائة يومٍ مرت على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان فيها "رجلًا رائعًا"، نجح خلالها الجنرال فى تحقيق العديد من الإنجازات رغم أنه لم يطلق لشعبه الوعود الرنانة مثل سلفه.. المسألة لا تحتاج إلى خبراء أو معادلات حسابية معقدة من أجل اكتشاف الفرق بين المائة يوم الأولى للمعزول مرسى والمائة يوم الأولى للسيسى. إن المعزول "المخيب" اعتمد فى دعايته الانتخابية على إطلاق الوعود والحديث الفضفاض أولاً لعدم درايته وغياب الحنكة والرؤية لديه، وثانيًا لرغبته وجماعته فى خداع المصريين من أجل تمكينهم من الحكم.. فجاء فى الحكم ليقف موقف "المبلول" أمام شعب أبى انتظر عقودًا كى يسعر بالتغيير، فلا وجد أزمات أساسية تنفرج ولا مستوى معيشى يتغير، ولا حتى هيبة للدولة ومكانة وسط الأمم. لقد وجد المصريون بلادهم فى مائة يوم أولى من حكم المعزول، دولة مهترئة تنهشها الاستقطابات الحادة ويهزمها الفوضى والتطرف.. وجدوا "لا دولة" يعانى مواطنوها من كلام معسول لرئيسهم لا ينفذ منه شىء على أرض الواقع.. وجدوا رئيسًا يسير وفق هواه وجماعته دون النظر لقيمة الدولة المصرية العريقة وتاريخها، فاستبعدوا كل المفكرين وذوى الخبرات والكفاءات.. فتحوا بابًا لا ينغلق من التخوين لكل المعارضين، مزقوا شتات المؤسسات لضرب عمق الوطن.. سربوا الوثائق وتآمروا على الجيش. على النقيض، عندما ننظر إلى الرئيس الذى قدم نفسه حلًا وبديلًا للفوضى والاستقطاب.. كان واضحًا صريحًا، اتبع مع شعبه مبدأ الشفافية وصارحه بكل التحديات والعوائق، فما كان من الشعب إلا أن التف حوله لإحساسه بصدق قول القائد.. فحمل السيسى لواء استعادة الأمن والاستقرار وجذب الاستثمار ورفع مستوى المعيشة. نجح السيسى فى المائة يوم الأولى فى محاربة الإرهاب الذى تفشى داخل مصر خلال عام النكبة الإخوانى ولا يزال بمعاونة جهاز الشرطة، كما نجح فى تطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور فى خطوة جريئة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، ووفر 30 ألف فرصة عمل للمعلمين، وواجه مشكلات الفلاحين بشجاعة معلنًا مشروع قانون للتأمين الصحى لهم وقانون آخر للتكافل الاجتماعى، بالإضافة إلى نجاحه فى تطبيق منظومة خبز جديدة من شأنها أن يصل الدعم لمستحقيه، وأعاد سياق العلاقة بين الدولة والمستثمرين فى توشكى ملزمًا إياهم بمدد زمنية لاستصلاح الأراضى وزراعتها، كذلك منح 17 ألف فدان للخريجين، وقبل كل هذا وذاك نجح بجهود الجماهير وحبهم لوطنهم فى جمع أكثر من 64 مليار جنيه للبدء فى مشروع قناة السويس الجديدة والتى من شأنها أن تدر مليارات الدولارات على الدخل القومى.. هذا الحب والالتفاف من قبل الشعب حول السيسى الذى تجسد فى تقبل المواطنين بكل فئاتهم لسياسة الحكومة فى الرفع التدريجى لبعض السلع من أجل إنقاذ الاقتصاد من عثرته، فقد أثبت المصريون أنهم شعب يتحمل المسئولية، ويظهر معدنه الحقيقى وقت الشدائد، خاصة أن القرار كان صعبًا على البعض إلا أنه ضرورى وحتمى من الناحية الاقتصادية لضبط الموازنة وتقليل العجز. على المستوى الخارجى، نجح الجنرال فى استعادة جزءًا من العلاقات مع أفريقيا وبدأ فى إعادة الدور المصرى لمكانته هناك، ليس هذا فحسب بل نجح فى مائة يوم فقط فى الخروج من العباءة الأمريكية نحو التحرر إلى روسيا وغيرها من الدول ليثبت أن الوضع الإقليمى لمصر قد تغير وأن الندية والمصلحة المتبادلة هما أساس العلاقة بين القاهرة ونظرائها.. وفى أول اختبار تجاه القضية الفلسطينية كانت القاهرة حاضرة بدور البطولة فى وقف إطلاق النار بقطاع غزة واستضافة المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وحقن دماء الأطفال والنساء بالأرض الفلسطينية العربية. كل هذا وأكثر فى مائة يوم فقط.. وقد وعد الرئيس بالمزيد بشكل متدرج على مدار السنة الأولى والسنوات الثلاث المتبقية فى فترة حكمه، وهو قادر.. بهذه الروح بين أبناء الشعب والتفافهم نحو قائدهم هو قادر.. حفظ الله مصر من المخططات والمؤامرات وكل ما يحاك لها ولشعبها.
