لم يكن الشاعر السورى "جاك شماس" الذى كتب قصيدته "خاتم الرسل" هو المسيحى الوحيد الذى يكتب قصيدة فى مدح النبى، إلا أن الظاهرة ترجع إلى شعراء المهجر الذين عاشوا فى القرون الوسطى مثل الشاعر "إلياس فرحات" وغيره الكثير، بالإضافة إلى شاعر القطرين "مطران خليل مطران"، وقد حلل الدكتور "حماسة عبد اللطيف" الأستاذ بكلية دار العلوم هذه الظاهرة، وقال" لقد كانت تلك القصائد تكشف عن جو التسامح الدينى والعلاقات الإنسانية بين الأقباط والمسلمين، وأضاف "لقد كانوا يحبون الرسول فعلا، لأن الشعر لا يكتب دون إيمان حقيقى بما يدور فى نفس الشاعر، وأوضح "عبد اللطيف" أن تلك الظاهرة لم تنتقل إلى الشعراء المسيحيين المصريين، لأن الوضع يختلف لدى اللبنانيين والشوام بصفة عامة، فالمارون والمسيحيون أغلبية عددية فى لبنان بينما هم أقلية فى مصر وشعور الأغلبية يختلف عن شعور الأقلية، هذا الشعور الذى جعل الشعراء المصريين يتجنبون الفئة الأخرى الغالبة، فلم نر قصائد من الشعراء المسيحيين تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. فيما رأى الناقد "أحمد حسن" أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شخصية عالمية أثارت إعجاب الغرب قبل الشرق، خاصة فى القرون الوسطى وقبل موجات الإساءة للرسول والإسلام، حتى إن الكاتب الإنجليزى الشهير "برنارد شو" قال"لو كان محمد حيا لحل مشاكل العالم أجمع وهو يحتسى فنجانا من القهوة"، ولأن شعراء المهجر كانوا يعيشون فى الغرب فانتقلت إليهم تلك الثقافة، كما أنهم كانوا يؤمنون بالفلسفة الصوفية التى تدعو لوحدة الوجود ووحدة الأديان، ولم يتوقفوا عند الصراعات المذهبية الضيقة، وأوضح "حسن" أن المجتمع الشامى أكثر انفتاحا من المجتمع المصرى فيما يتعلق بالدين، فالمجتمع المصرى يتمسك بالدين أكثر، وأشار أيضا إلى أن "أمير الشعراء" أحمد شوقى كتب قصيدة فى مدح المسيح عليه السلام و الدعوة للوحدة الوطنية وقال : "نعلى تعليم المسيح لأجلهم ... ويوقرون لأجلنا الإسلاما الدين للديان جل جلاله ... لو شاء ربك وحد الأقواما وفيما يلى قصائد الشعراء المسيحيين الذين مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم: فيقول "مطران" فى قصيدته (رسالة محمد رسالة الله) عانى محمد ما عانى بهجرته لمأرب فى سبيل الله محمود والشاعر إلياس فرحات يقول فى إحدى قصائده: غمر الأرض بأنوار النبوة كوكب لم تدرك الشمس علوه إن فى الإسلام للعرب علا إن فى الإسلام للناس إخوة من رأى الأعراب فى وثبتهم عرف البحر ولم يجهل طموّه الشاعر السورى ميخائيل بن خليل الله ويردى : أنوار هادى الورى فى كعبة الحرم فاضت على ذكر (جيران بذى سلم) الشاعر السورى وصفى قرنفلى : قد يقولون: شاعرٌ نصرانى يرسل الحب فى كِذابِ البيانِ يتغنى هوى الرسولِ .. ويهذى بانبثاق الهدى من القرآنِ ينتحى الجبهة القويةَ يحدوها رياءً والشعر (لا وجدانى) كذبوا – والرسولِ – لم يجرِ يومًا بخلاف الذى أكن لساني ومن شعراء المهجر الشمالى محبوب الخورى الشرتونى : قالوا تحب العُرْب؟ قلت: أحبهم يقضى الجوارُ على والأرحامُ قالوا : لقد بخلوا عليك، أجبتهم أهلى، وإن بخلوا على كرام قالوا الديانة؟ قلت: جيل زائل وتزول معْه حزازةٌ وخصامُ ومحمد.. بطل البرية كلها هو للأعارب أجمعين إمام والشاعر السورى رشيد سليم الخورى الذى اشتهر بالشاعر القروى : يا فاتح الأرض ميداناً لدولته صارت بلادُك ميداناً لكل قوى يا قومُ هذا مسيحى يذكّركم لا يُنهِض الشرقَ إلا حبُّنا الأخوى فإن ذكرتم رسول الله تكرمة فبلّغوه سلام الشاعر القروي الشاعر السورى "مارون عبود" : بسم الله الرحمن الرحيم منقول من شان حب الله وحب النبى الشاعر السورى "جورج صيدح" : يا من سريتَ على البراق وجُزت أشواط العَنان آن الأوان لأن تجدّد ليلة المعراج .. آن عرّج على القدس الشريف ففيه أقداسٌ تهان الشاعر السورى جورج سلسلتى : يا سيدى يا رسول الله معذرةً إذا كبا فيك تبيانى وتعبيرى ماذا أوفيك من حق وتكرمةٍ وأنت تعلو على ظنى وتقديرى؟! وأنت ربُّ الأداء الفذ فى لغةٍ تشأو اللُّغى حسنَ تنميقٍ وتصويرِ السورى محبوب الخورى الشرتونى : قالوا الديانة؟ قلت: جيل زائل وتزول معْه حزازةٌ وخصامُ ومحمد.. بطل البرية كلها هو للأعارب أجمعين إمام وللشاعر السورى عبد الله يوركى حلاق : بعث الشريعة من غياهب رمسِها فرعى الحقوق وفتَّح الأذهانا أمحمدٌ .. والمجدُ نسج يمينه مجدَّت فى تعليمك الأديانا الشاعر إلياس قنصل : رسولَ الله: عفوَك؛ إن عذلى لتنبيه النفوس الغافلات كتابك زينة الأجيال تزهو بمعجز آيهِ أمُّ اللغات ودينُك نعمةٌ فى الكون أضاءت فنوَّرَت النواحى المظلمات