يبدو أن الدراما العربية أصابها الغيرة من المسلسلات التركية، ودخلت فى منافسة شديدة معها على عدد الحلقات، ويتم حاليا تصوير أكثر من مسلسل تتخطى حلقاتها ال90، وبعضها يصل إلى 240 حلقة، ويهدف صناعها إلى إضافة شىء مختلف للدراما المصرية، وبعضهم يسعى إلى كسر احتكار شهر رمضان للدراما، لأنهم يرون أن عرض هذه الأعمال سيمتد لأشهر طويلة، وهو ما يساهم فى فتح موسم مختلف للدراما بجانب الموسم الرمضانى المعروف. الممثلة السورية صفاء سلطان التى جسدت شخصية ليلى مراد فى مسلسل "قلبى دليلى" العام الماضى تشارك هذا العام فى مسلسلين من هذه النوعية طويلة المدى، أولهما بعنوان "رجال مطلوبين" وتبلغ حلقاته 90 حلقة، ومأخوذ عن مسلسل مكسيكى بلغت عدد حلقاته 250 حلقة، وتدور أحداثه فى دبى حول بعض النساء اللواتى يلتقين دائماً فى أحد صالونات التجميل، وتحكى كل واحدة منهن قصتها مع رجل، تبحث عنه أو تهرب منه، والسيدات من جنسيات عربية مختلفة. ويخرج المسلسل المخرجان سامى جنادى وسامر البرقاوى فى مجموعتى عمل منفصلتين يشرف عليهما المخرج السورى حاتم على، وتبلغ عدد حلقاته 90 حلقة، ويضم 7 لهجات مختلفة، وتم تعديل أحداث النسخة الأصلية لتتناسب مع مجتمعنا العربى، وهناك 7 شخصيات من دول مختلفة لكى يصل العمل إلى كل فرد فى الوطن العربى. وتنفذ المسلسل شركة "صورة" ل حاتم على لصالح قناة mbc، وقال المخرج سامى الجنادى إنه تم تعديل النص الأصلى للمسلسل والشخصيات لتناسب طبيعة مدينة دبى، والتى تجتمع بها شرائح مختلفة لنماذج عربية من عدة دول، موضحا أن المشاهد لن يشعر بالملل لأن الأحداث سريعة وكثيرة وبه العديد من القضايا المجتمعية العربية، وقال إن هناك مسلسلات لا تتجاوز حلقاتها 15 حلقة ولكن المشاهد لا يتابعها، فى الوقت الذى يتابع فيه أعمالا درامية مكسيكية وتركية تزيد عدد حلقاتها على المائة حلقة وتحقق نجاحا كبيرا. أما المخرج حاتم على فقال لليوم السابع، إنه يقوم بدور المشرف العام على المسلسل، موضحا أنه لا يرى مشكلة فى طول الحلقات، خصوصا أن النص الأصلى الذى يمتد ل 250 حلقة حقق نجاحا كبيرا عندما تم عرضه، وتم عمل عدة نسخ منه فى دول مختلفة ونجح أيضا. أما المسلسل الثانى التى تشارك به صفاء فهو بعنوان "يا صديقى" إخراج عمار رضوان وتبلغ عدد حلقاته 90 حلقة، ويشاركها نخبة من نجوم مصر والخليج ولبنان وسوريا منهم محمد رياض ومادلين طبر وسيم الرحبى وغازى حسين وخالد أمين وإبراهيم الحربى وهدى الخطيب وعلى السبع وفخرية خميس ومشعل الجاسر وغيرهم وتأليف حافظ عرقوط، وإنتاج شركة global. ويتم تصوير العمل ما بين الكويت ولبنان وأوكرانيا، وتدور أحداثه فى إطار رومانسى، ويزخر بالمشاهد الخارجية التى تنقل جمال الطبيعة فى لبنان وأوكرانيا، والعمل مقسم إلى عدة أجزاء، وستعرض الحلقة الأخيرة من كل جزء كفيلم سينمائى يعرض فى دور السينما. وأكدت صفاء أن صعوبة العمل فى المسلسلات الطويلة يتمثل فى الإرهاق الشديد فى التصوير، واضطرارها أحيانا إلى عدم أخذ قسط كاف من النوم، لكنها أوضحت أن هذه المسلسلات ستحدث تطورا فارقا ومختلفا فى الدول العربية. وهناك أيضا المسلسل الخليجى "أيام السراب" الذى تبلغ عدد حلقاته حوالى 240 حلقة، وهو عبارة عن ملحمة درامية تتداخل فيها صراعات السلطة والمال ويحاكى لدرجة كبيرة الدراما التركية، تأليف طالب الدوس وبطولة تركى اليوسف، وزهرة عرفات، ووائل نجم، وتم تصوير كامل أحداث المسلسل فى السعودية. الناقدة إيريس نظمى قالت إن عدد حلقات المسلسلات ليس معيارا للحكم عليها، مشيرة إلى أن الأهم فى الحكم هو الكيف وليس الكم، وأنه لابد أن تحتوى تلك الأعمال على شىء مميز لكى يتابعها الجمهور، الذى تابع الأعمال التركية دون ملل لأن لديها خلطتها المفضلة التى جذبت الجمهور.
