لم يكن صناع مسلسل «شاهد إثبات» يدركون أن فكرة العمل التى دارت حول الفساد الإعلامى من خلال شخصية المذيع الفاسد «طارق لطفى» أنهم بذلك يتقاطعون مع قضية أصبحت حديث الإعلام المصرى خلال الأيام الراهنة حتى وإن تباينت المواقف والأدوار. فالساحة الإعلامية تشهد حاليا إعادة ترتيب أولويات السياسة الإعلامية المصرية عبر وضع شروط للقنوات المفترض بثها عبر الأقمار الصناعية المملوكة للدولة تحت تبريرات وأسباب مختلفة منها ما هو حقيقى ومنها ما هو حجج يسوقها البعض لغلق محطات وإيقاف برامج قد تكون شوكة فى الحلق. صناع «شاهد إثبات»، الذين حلوا ضيوفا على «الشروق»، أكدوا أن المسلسل كان رصدا للواقع الحالى فيما يتعلق بالفساد فى الإعلام المرئى والمكتوب، معربين عن سعادتهم بردود الفعل التى لمسوها بعد عرض المسلسل وما تشهده الساحة حاليا من تشابكات مع فكرة العمل. جومانا مراد: المسلسل يخاطب الضمير المهنى للإعلاميين بطلة المسلسل جومانا مراد تقول: إن المسلسل يمتلك روحا خاصة به وبلا شبيه خاصة أنه يفتح ملفا كبيرا يشغل شريحة عريضة من الجمهور العربى، هو الملف الإعلامى والصحفى والضمير المهنى مع ما يملكه من سلطات وقدرة على تشكيل الرأى العام. وأضافت إن ذلك النفوذ الإعلامى هو الشىء الذى قد يستغله البعض فى توجيه الرأى العام إلى منحى قد لا يحمد عقباه أو فى تحقيق مكاسب شخصية من وراء النجومية التى تمنحها الشاشة التليفزيونية لمقدمى البرامج، وهو ما قدمه طارق لطفى بدوره فى المسلسل. ومن جهة أخرى، تطرقت الفنانة جومانا مراد الى غيابها عن التليفزيون المصرى طوال السنوات الثلاث، وقالت إن هذا كان مقصودا حتى تثبت أقدامها فى السينما من خلال الأعمال التى قدمتها ومنها «كباريه» و«الفرح» وعندما قررت العودة إلى الدراما التليفزيونية كان هناك أكثر من عمل تم عرضه عليها على واختارت منها مسلسل «شاهد إثبات» لحرفية كتابته. وأشارت الفنانة السورية إلى أنها تراعى دوما التغير والاختلاف حتى فى أعمالها السابقة، لافتة الى أن شخصية «رانيا» التى قدمتها فيه كانت قريبة جدا منها فهى صاحبة حق وتتعامل بشفافية، وتعاطفت معها على المستوى الشخصى. وتابعت أن المسلسل تطرق أيضا إلى المشاكل التى تواجه المرأة العاملة بوجه عام، وموضوع جديد على الدراما وهو غيرة الأزواج من نجاح زوجاتهم. وحول انتقاد البعض لها نتيجة أناقة ملابسها التى بدت مبالغا فيها، أشارت إلى أنها بالفعل قصدت من وراء هذا تغيير الفكرة المأخوذة عن المحاميات أنهن مهملات فى مظهرهن ولا يتمتعن بنسبة من الجمال ويظهرن جادات طوال الوقت، لكن نموذج رانيا اختلف عن ذلك فهى أنيقة وجميلة ومرحة، وهذا هو الطبيعى، وأبدت جومانا سعادتها بردود الفعل التى صاحبت العرض والتى جاءت من مختلف الدول العربية خاصة سوريا ومنطقة الخليج، وقالت إن ما تحقق للمسلسل يرضها تماما خصوصا فى ظل كثرة الأعمال التى عرضتها الشاشة العربية طوال شهر رمضان. واعترفت جومانا بصعوبة المنافسة فى شهر رمضان وخصوصا مع كونها بطلة مطلقة للمسلسل، والتى تتحمل مسئوليته مع باقى فريق العمل، خاصة أن منافسيها كانوا من محترفى الدراما. وأضافت أنها رسمت شخصيتها فى العمل وأن أكثر ما كان يهمها أن يشعر المشاهد أن «رانيا» هى مخلوق من لحم ودم قد تكون أمه أو أخته أو حبيبته. وتحلم جومانا بوجود موسم ثان للمسلسلات بجوار رمضان أو أن تكون هناك أعمال تضم العديد من النجوم كتجربة ليالى الحلمية مثلا فيصبح المسلسل أقوى ويقل عدد الأعمال خاصة مع تحول الشهر من شهر للعبادة والصلاة لشهر للدراما. وفسرت جومانا إبلاغ رانيا عن شقيقها بانه لم يكن مثالية زائدة بل هى توعية يقدمها المسلسل أن الشخص يجب أن يقرر بضميره. وحول عدم اتجاهها للإنتاج فى مصر بالرغم من كونها منتجة وأنتجت أعمالا فى سوريا أشارت إلى أن السوق المصرية مختلفة تماما عن السوق السورية وتحتاج إلى مذاكرة كبيرة جدا، مشيرة الى أنها تنتظر عرض مسلسلها «رجال مطلوبون» الذى يدور فى 90 حلقة وتم تصويره بين سوريا ودبى وهو من إخراج ورشة يشرف عليها المخرج السورى حاتم على. ورأت أن الجمهور سيحب مثل هذه المسلسلات الطويلة لوجود الكثير من المسلسلات الأمريكية والتركية وسواها التى تتكون من مئات الحلقات ومع ذلك جذبت المشاهدين، ولم يشعروا بالملل، بل كانوا ينتظرون كل حلقة منها بشغف. المخرج محمد الرشيدى: فساد القنوات أخطر من تجارة المخدرات طارق لطفى: شرفاء المهنة لن يغضبوا من المسلسل