جدد أهالى قرية المريس بالأقصر مخاوفهم من اقتراب تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 264 لسنة 2007 بإنشاء مرسى عملاق للفنادق العائمة على مساحة 550 فداناً من أراضى القرية، خاصة مع صدور قرار تحويل الاقصر إلى محافظة. تقول هانم على والتى تبلغ من العمر (120 عاماً): "هنا ولد أجدادى وآبائى وأبنائى وأحفادى، لن أترك القرية لغيرنا يتمتع بخيراتها، فأبناؤنا أولى بهذه الخيرات من غيرهم"، مضيفة أن ذكريات طفولتها التى لا تنسى كلها مزروعة فى طين قرية المريس، متسائلة: "كيف تنزع الذكريات من صاحبها". أما الحاج حمزة شاكر، الذى يبلغ من العمر (81 عاماً) فيتمسك بحقه فى البقاء بالقرية، رافضاً التهجير منها حتى لو مات تحت أنقاض منزله، لأنه ولد وعاش فى هذا المنزل القديم المبنى بالطوب اللبن، واعتاد الجلوس أمام باب منزله يرى الخضرة والأشجار والمناظر الطبيعية التى تعود عليها منذ صغره. وأكد أحمد عز الدين عمدة قرية المريس ورئيس اللجنة الشعبية التى شكلها الأهالى لمكافحة مشروع المرسى السياحى الجديد رفض جموع السكان لفكرة التهجير، وقال إنهم معذورون فى رفضهم للمشروع بسبب ارتباطهم القوى بالأرض والمكان، كما أن الحكومة لم تحدد حتى الآن المكان الذى سيتم تهجير السكان إليه أو حجم التعويضات التى ستقدم للأهالى. ورفض عز الدين فكرة التهجير للظهير الصحراوى، وقال: لن أقبل ذلك إلا خوفاً من بطش الحكومة وتحت التهديد أو طمعاً فى تعويض مادى كبير يرد لى حقى، ولكن ليس عن قناعة، وأضاف عمدة القرية أننى أخشى من ردود أفعال المواطنين إذا تم إجبارهم على نزع أراضيهم، فالوضع وقتها سوف يكون غير مقبول أمنياً، مضيفاً: "إذا تعارضت مصلحة أهل بلدى مع وظيفتى كعمدة لقرية المريس فسوف أتخلى عن وظيفتى متضامناً مع الأهالى فى مطالبهم". ومن جانبه قال النائب الإخوانى هشام القاضى، إن أهالى منطقة المريس تسيطر عليهم حالة من القلق من محاولة تهجيرهم من بيوتهم وأرضهم، وتجددت مخاوفهم بعد أن أعلن الرئيس مبارك الأقصر محافظة، خشية أن يقوم دكتور سمير فرج بتنفيذ مشروع المرسى السياحى بأرض المريس، مضيفاً أن الدكتور سمير فرج سبق ووعد الأهالى بتعويض 80 ألف جنيه عن كل فدان، وهو مبلغ قليل جداً فى أراضى زراعية تدر الكثير على أهلها، مؤكداً رفض أهالى المريس تماماً التنازل عن أرضهم مهما كان المبلغ. بينما قال الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر، إن مشروع المرسى السياحى الجديد سيوفر 10 آلاف فرصة عمل لشباب الأقصر، موضحاً أن المرسى يستوعب 180 فندقاً عائماً، ليصبح بذلك أكبر تجمع للفنادق العائمة فى العالم، ويهدف إلى القضاء على ظاهرة تزاحم البواخر السياحية والفنادق العائمة التى ترسو فى طوابير بعرض النيل، بما يمثل تهديداً لحركة السياحة النيلية. أضاف فرج، أن المشروع يخلق منطقة جذب للسياحة الترفيهية والنيلية، ويتضمن تشييد مجموعة من المنشآت السياحية التى توفر عدداً كبيراً من فرص العمل، بجانب بناء ما يسمى بمبنى مراكب الشمس الذى سيقام ضمن المشروع ويضم العديد من الخدمات والقاعات والفنادق ودور السينما والمتاحف، إضافة إلى تقديم خدمات متكاملة لنحو 280 باخرة وفندقاً عائماً تعمل بين مدينتى الأقصر وأسوان.