قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO" أنها سجلت صعوداً جديدا فى أسعار المواد الغذائية العالمية، خلال الأشهر الأربعة الماضية خاصة الحبوب، والبذور الزيتية، والألبان، واللحوم، والسكر، وذلك وفق مؤشر الأغذية. غير أن المنظمة "فاو" قالت فى تقريرها الشهرى الصادر بعنوان "توقعات الأغذية" لشهر ديسمبر أن أوضاع السوق تبقى مختلفة عن تلك التى فجرت أزمة أسعار الغذاء قبل عامين. ويضيف التقرير أن "فاو" حددت عدة أسباب يمكن أن تساهم فى ارتفاع أسعار الأغذية، منها انخفاض مستويات أرصدة الحبوب العالمية، وبوار المحاصيل لدى البلدان المُصدّرة الكبرى، وتزايد الطلب على السلع الزراعية لإنتاج الوقود الحيوى، وأخيراً أسعار النفط المُتصاعِدة فى الأسواق. وكشف تقرير المنظمة المنشور على الموقع الإلكترونى لها عن أسباب أخرى لارتفاع أسعار الغذاء فى العالم أبرزها القيود التصديرية الحكومية، والضَعف المتواصل للدولار الأمريكى، وانتشار المضاربين وصناديق المال. وقال التقرير إنه على الرغم من الارتفاع السريع لأسعار الحبوب من 12 % إلى 20 % هذا الموسم، إلا أن أرصدة الحبوب العالمية حاليا تعتبر فى حدود المستويات الآمنة، حتى وإن واجهت بعض الأسواق ضيقاً فى المخزون حسب تقرير" فآو". ويقول الدكتور حافظ غانم، المدير العام المساعد ومسئول قطاع التنمية الاجتماعية والسياسية بالمنظمة "فآو"، إن "الحالة الصحّية للمخزون وتوقّعات الإنتاج الجيّدة تقلّل من خطر اندفاع الأسعار إلى الارتفاع الكبير على مدى الأشهر الستّة القادمة، مضيفا أن المنظمة ستراقب الوضع لرصد التطورات. وتوقع التقرير أن تزيد الإنتاجية العالمية للحبوب فى العام الحالى 2009 بنسبة 4 % عنه فى عام 2008، نظراً للاتجاه إلى زيادة المساحات زراعة محاصيل الحبوب وبسبب مبادرات تعزيز الأمن الغذائى. كما توقع التقرير أيضا أن ضَعفا قد يطرأ على أسعار الحبوب الزيتية فى حالة إنتاج المساحيق فى وقت لاحق من الموسم، كردّ فعل لضخامة حجم المحصول المتوقع فى أمريكا الجنوبية، حتى وأن رجَّحت التقديرات كميات إنتاجية أقل للقطاع من منتجات الزيوت والدهون المطروحة فى الأسواق، ومن المرجح أن تظل أسعار السكّر العالمية ثابتة، ولكن فى حدودٍ أدنى من المستويات الحالية العالية. وفيما يخص أسعار اللحوم وطبقاً لمؤشر أسعار المنظمة "فاو"، فقد شهدت الأشهر العشر الأولى من 2009 متوسطاً لأسعارها يقل بنسبة 8 % عن مستواه للفترة نفسها من العام الماضى، وتوقع التقرير تحسّناً طفيفا فى غضون عام 2010. أمّا أسعار الألبان وحسب تقرير "فآو" الشهرى فقد بدأت ترتفع ثانية، بمقدار 80 % منذ انخفاضها الأقصى فى فبراير 2009، مشيرا إلى أن مساحيق الحليب هى الأسرع تصاعداً بالمقياس السعرى. أما الأسماك ومنتجات الثروة السمكية فقد أكد التقرير أن 2009 هو العام الأصعب بالنسبة لأسعارها بسبب الكساد العالمى الذى أثّر هبوطاً على الطلب والاستهلاك، مشيرا إلى أنه على مدى عدة أشهر ماضية تُلاحظ زيادةٌ سعريه معتدلة فى هذا القطاع.