أكد رئيس الوزراء الصينى ون جيا باو، أنه حضر إلى شرم الشيخ من أجل تعزيز الصداقة وتدعيم التعاون بين الصين والدول الأفريقية. وقال باو فى كلمته أمام الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى اليوم بشرم الشيخ "إن منتدى التعاون الصينى الأفريقى منذ إنشائه لعب دورا مهما فى توثيق العلاقات الصينية الأفريقية وأصبح جسرا لتعزيز الصداقة بين الجانبين ولاسيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة حيث تعمق التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى الذى تجاوز 100 مليار دولار . وأشار باو إلى أن بلاده أقامت 6 مناطق صناعية فى أفريقيا وأن هناك أكثر من 1600 شركة صينية تعمل فى القارة باستثمارات تبلغ 6 مليارات دولار . وأكد باو التزام بلاده بتعهداتها فى قمة بكين لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا عام 2006، ومضاعفة حجم التبادل التجارى بين الجانبين. وأعلن باو أن بلاده ستمنح قروضا بشروط ميسرة قيمتها 15 مليارات دولار لأفريقيا. وقال "سنساعد أفريقيا على تنمية قدراتها المالية سنمنح خمسه عشرة مليارات دولار لأفريقيا كقروض بشروط ميسرة". وتعهد رئيس الوزراء الصينى كذلك بإسقاط ديون القروض الحكومية الصينية بدون فائدة المستحقة حتى عام 2009 على حكومات الدول المثقلة بالديون والدول الأقل نموا التى لها علاقات دبلوماسية مع الصين. وقال: فى عام 2010 ستقوم الصين بإعفاء حوالى 60% من المنتجات الأفريقية من الجمارك كخطوة أولى. وأكد وين أن "الصين على استعداد لتعميق التعاون الفعلى مع أفريقيا" مشيرا أن بلاده يمكنها كذلك المساهمة فى تسوية قضايا السلام والأمن فى القارة. وشدد رئيس الوزراء الصينى على أنه يتعين على المجتمع الدولى أن يظل ثابت الإرادة لتنفيذ الأهداف الإنمائية والوفاء بتعهداته فى مساعدة أفريقيا، وتوفير ظروف مواتية لأفريقيا فى مجالات الاقتصاد والتجارة. وأكد رئيس الوزراء الصينى وين جيا باو على ضرورة إدارك المجتمع الدولى للحاجة الماسة لدول أفريقيا لرفع قدرتها فى التكيف مع تغير المناخ، وتفهم المطالب المنطقية لدول هذه القارة ومساعدتها فى الجمع بين تغير المناخ ورفع القدرة على تحقيق التنمية المستدامة. وطالب وين جيا باو المجتمع الدولى بأن يولى مزيدا من التفاهم والدعم،والمساعدة للصعوبات الخاصة التى تواجه الدول الأفريقية فى أمن الغذاء والطاقة والأمراض المعدية وغيرها من القضايا الدولية. وقال إنه ومن خلال حرص الصين على العمل مع الدول الأفريقية لتعميق التعاون فى كافة المجالات وتطوير الشراكة الاستراتيجية على نحو شامل، فإن الصين تقترح تعزيز التنسيق الاستراتيجى وصيانة المصالح المشتركة والتواصل الرفيع المستوى وتكثيف الحوار والمشاورات السياسية لتعزيز التعاون والتنسيق حول القضايا الكونية الهامة ذات الاهتمام المشترك وزيادة صوت وتمثيل الدول النامية فى المنظومة الدولية والعمل معا على دفع النظام السياسى والاقتصادى الدولى. من جهته أعرب الرئيس السودانى عمر البشير عن امتنانه وشكره للصين على المساعدات التى تقدمها للدول الأفريقية. وقال البشير موجها حديثه لرئيس الوزراء الصينى وين جياباو "اغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن تقدير بلادى لالتزامكم الأكيد والجهود المخلصة التى بذلتموها لتطوير العلاقات الأفريقية-الصينية خلال السنوات الثلاث الأخيرة والتى تحقق خلالها الكثير من المنفعة للصين وأفريقيا". وأشاد البشير بما التزمت به الصين من جهد مخلص فى دعم التعليم ومواجهة الأمراض الخطيرة فى أفريقيا. وقال "نشكر الصين بصفة خاصة لدعمها المقدم لجهود دولنا لتحقيق السلام والاستقرار فى مناطق النزاعات فى أفريقيا وهى جهود أحرزت تقدما كبيرا". وتابع "لا يسعنى إلا أن أعرب عن عظيم تقديرنا فى السودان لجهود الصين فى دعم اتفاقية السلام الشامل (الموقعة فى العام 2005 والتى أنهت حربا دامت 21 عاما بين الشمال والجنوب) وجهود السلام فى دارفور ودعمها المستمر لمواطنينا المتأثرين بالوضع فى الإقليم". وأكد الرئيس السودانى أن بلاده بدأت أولى خطوات الاستعداد للانتخابات العامة التى ستجرى فى النصف الأول من العام القادم بالشروع فى تسجيل الناخبين فى نوفمبر. وشدد على أن ذلك يؤكد جدية السودان فى التعامل مع المواثيق والاتفاقيات التى وقعها.
