يشهد سهم الحركة الإسلامية المسلحة حماس المسيطرة على قطاع غزة، ارتفاعا على حساب السلطة الفلسطينية التى تتزعمها حركة فتح، فلقد ذكرت صحيفة التايمز أن تصاعد التأييد لحركة حماس يثير المخاوف فى إسرائيل والغرب من أن يلقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن هزيمة فى الضفة الغربية فى الانتخابات المقررة العام المقبل. فلقد تدنت شعبية زعيم حركة فتح العلمانية بعد أن حاول تأجيل التصويت على تقرير جولدستون الذى يتهم إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب خلال الهجوم الذى شنته على قطاع غزة فى ديسمبر الماضى، والمقرر مناقشته بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وترجع الصحيفة القلق الإسرائيلى والغربى من فوز حماس فى الانتخابات المقبلة إلى الاحتجاجات الغاضبة التى قام بها الفلسطينيون والتى اتهموا عباس من خلالها بالرضوخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية ومحاولة وأد التقرير. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن التقرير ينتقد كلا من إسرائيل وحماس، إلا أنه مجلس حقوق الإنسان يخص الدولة اليهودية باللوم. ونقلت الصحيفة عن وفاء عمر المحلل الفلسطينى فى رام الله "الآن تلقى حماس تأييدا أكبر فى الضفة الغربية مما هو عليه فى غزة"، وأضافت "أن خطابات حماس حول الكرامة والمقاومة لها صدى واسع فى الضفة، التى تحيا فى ظل ضعف سلطة عباس". وأشارت مصادر أن عدم كفاءة عباس فى إدارة القضية الفلسطينية والتى أغضبت الكثير من مؤيديه فضلا عن الولاياتالمتحدة وإسرائيل، يمكن أن تؤدى بهزيمته فى الانتخابات المقبلة. ويرى خبراء إسرائيليون أن تقوية شوكة حماس تدفع نتانياهو للإصرار على التنازلات المطلوبة فى إطار عملية السلام، إذ يوضح المحلل الإسرائيلى ماتى شتاينبرج، أنه ما لم يحدث تقدم جاد فى عملية السلام خلال العام المقبل، فإن حماس ستسيطر على الضفة الغربية أيضا، ويضيف أن نتانياهو يريد أن تقع السيطرة فى يد حماس لأنه ليس على استعداد لدفع الثمن السياسى لعملية السلام مع الفلسطينيين. ويختم محللون إقليميون أن عباس ما زال بإمكانه فرصة الفوز إذا ما تم استئناف مفاوضات سياسية جادة، لكن قليلين هم من يعتقدون إجراء المزيد من المحادثات.
