قالت صحيفة التايمز البريطانية فى تعليقها على انتخابات قادة حركة فتح، إنها المرة الأولى التى تشهد فيها حركة فتح، التى أسسها الرئيس الراحل ياسر عرفات، مؤتمرا لها فى الأراضى الفلسطينية، كما أنها المرة الأولى منذ 20 عاما تشهد انتخابات، حيث كان الرئيس عرفات دائما ما يبحث عن سبل لتأجيل الانتخابات والتهرب من أى تغيير يمكن أن يحد من سلطته. وترى الصحيفة أن الخطوة التى قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن تمثل مخاطرة من جانبه، الذى لا يحظى بالشعبية التى كان يتمتع بها سلفه ياسر عرفات، فلقد منى حزبه بهزيمة ساحقة فى الانتخابات التشريعية فى 2006 على يد الحركة الإسلامية المسلحة حماس، كما فشلت جهوده لاستئناف مباحثات السلام مع إسرائيل، حيث واصلت إسرائيل نمو المستوطنات اليهودية وخسرت حركة فتح حربا مريرة مع حماس فى قطاع غزة، واتهم عباس بخدمة مصالح ذاتية والفساد فى السلطة. وأفادت الصحيفة أن التصويت الذى حدث أمس على قادة السلطة الفلسطينية يشير إلى إصغاء الحركة لتحذير عباس بشأن ضرورة الإصلاح العام قبل الانتخابات المقررة العام القادم، فلقد أراد أن تكسب فتح ثقة الفلسطينيين الذين يشعرون بخيبة أمل والذين تعبوا من فشل فتح. كما أشارت الصحيفة إلى أن انتخاب مروان البرغوثى ضمن أعضاء اللجنة المركزية قد يكون عنصرا مساعدا على رأب الصدع بين فتح وحماس ويكون ممثلا لشباب فتح، الذى سيتفاوض مع إسرائيل حول حل الدولتين، إذ إنه يتحدث العبرية بطلاقة وفى نفس الوقت لا يخشى من اللجوء للمقاومة المسلحة ضد التواجد الإسرائيلى بالأراضى الفلسطينية. وعلى الرغم من ذلك ترى الصحيفة أن انتخاب محمد دحلان ضمن أعضاء السلطة الفلسطينية من شأنه أن يزيد حدة التوترات بين فتح وحماس، حيث كان دحلان يمثل القبضة الحديدية لفتح على قطاع غزة لعدة سنوات، وكان مكروها من حماس بشدة بسبب تضييقه الخناق على أعضائها. وتتعجب الصحيفة من هزيمة رئيس الوزراء الفلسطينى السابق المخضرم أحمد قريع الذى لعب دورا رئيسيا فى مفاوضات أوسلو للسلام خلال التسعينيات، والذى فشل فى حشد التأييد للترشيح للجنة المركزية. ويأتى توقيت ضخ قيادات شابة على جميع المستويات العليا فى حركة فتح متزامنا مع جهود الإدارة الأمريكية وضغوطها لتحقيق تقدم فى محادثات السلام.