اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله على خامنئى اليوم الأحد أن تظاهرات الجمعة لمناسبة يوم القدس تضامنا مع الفلسطينيين كانت صرخة للمسلمين فى وجه "السرطان الصهيونى" الذى "ينخر" العالم الإسلامى. وقال خامنئى فى خطبة ألقاها لمناسبة عيد الفطر وبثها التليفزيون الرسمى، إن يوم القدس "صرخة واضحة للمسلمين فى وجه السرطان الصهيونى المدمر الذى تسبب به المحتلون وقوى الاستكبار والذى ينخر الأمة الإسلامية". وقد سار مئات الاف الأشخاص الجمعة فى سائر أنحاء البلاد بدعوة من السلطة للتعبير فى يوم القدس عن تضامنهم مع الفلسطينيين واحتجاجهم على إسرائيل. وفى طهران جرت أثناء التجمع تظاهرة للمعارضة للتنديد بإعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدى نجاد. وأضاف المرشد الأعلى "خلال السنوات الماضية حاولوا (الأعداء) إضعاف يوم القدس (...) وهذا العام حاولوا أيضا أكثر من السنوات الأخرى لكن يوم القدس المجيد فى إيران وفى طهران أظهر للعالم أجمع ما هى رغبة الشعب الإيرانى". وتابع "أظهر أن الدسائس وإنفاق المال والسياسة الفاسدة (للغربيين) لم يكن لها أى تأثير على الأمة الإيرانية". وكان آية الله روح الله الخمينى أعلن يوم القدس فى 1979 بهدف التعبير عن تضامن المسلمين مع الفلسطينيين. وقال خامنئى "إن القادة الغربيين خدعوا من وسائل إعلامهم نفسها ومحلليهم واعتقدوا أن بإمكانهم التأثير على الشعب الإيرانى"، مضيفا أن تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين أظهرت أنهم يتوجهون نحو "السراب". وقد تخلل خطاب المسئول الأول فى إيران هتافات "الموت لإسرائيل" و"يا أيها القائد نهبكم الدم الذى يجرى فى عروقنا". وألقى خامنئى هذا الخطاب لمناسبة عيد الفطر. وندد بإسرائيل والدول الغربية ووسائل الإعلام الأجنبية فى آن واحد ورأى أنها "تسمم المناخ السياسى". وكان الرئيس محمود أحمدى نجاد وصف المحرقة ب"الخرافة"، واعتبر أن "أيام هذا النظام الإسرائيلى باتت معدودة". وقللت السلطات ووسائل الإعلام من أهمية تظاهرة المعارضة الجمعة على هامش المسيرة الرسمية، مشيرة إلى أنها "غرقت فى تجمع ضخم لدعم الفلسطينيين وضد النظام الصهيونى". وأتت تظاهرة المعارضة بعد شهرين من غياب أى حضور لأنصار المعارضة فى شوارع طهران. وتعود أخر تظاهرة كبيرة إلى التاسع من يوليو. ومن المقرر أن يتوجه أحمدى نجاد فى الأيام المقبلة إلى نيويورك للمشاركة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
