أعلن مهدي كروبي الزعيم الاصلاحي في إيران انه وقع علي استلام مذكرة استدعائه إلي المحكمة، قائلا انه فتحت له ملف قضائي لمحاكمته، بينما أعلنت القوي الأمنية حالة التأهب في العاصمة طهران، استعداداً لإقامة صلاة العيد صباح أمس. وشن كروبي هجوما شديداً علي النظام الإيراني معتبرا أن النظام انحرف عن خط الامام الخميني الراحل وقال في لقاء مع اساتذة جامعات ونقابة الأطباء إنه وباقي الاصلاحيين هم فقط السائرون الحقيقيون علي خط الامام الخميني، كما أشار كروبي إلي احتمال اعتقاله، مرحباً بذلك، لتأكيده بأن محاكمته ستكون فرصة لفضح جرائم السلطة. يأتي ذلك بينما هدد قائد الشرطة الإيرانية مهدي احمدي بأن الشرطة ستتصدي لكل من يحاول اثارة الاضطرابات ويزعزع الأمن، خصوصا في محيط جامعة طهران حيث تقام صلاة العيد بإمامة المرشد علي خامنئي وليس في المصلي الكبير كما في كل عام وذلك خشية تواجد أنصار الاصلاح وتحويل المراسم إلي احتجاجات. وقد قامت السلطات باغلاق حسينية المرجع الديني حسين علي منتظري الذي أعلن أنه لن يقيم صلاة العيد احتجاجا، وايضا بسبب القيود التي تفرض عليه وعلي اتباعه، فبعد 4 أيام من اعتقال ثلاثة من أحفاده، تم اعتقال 3 أحفاد آخرين لمنتظري مع زوجاتهم قبل أن يتم الإفراج عنهم. من جانب آخر، افاد قائد الشرطة في طهران أمس ان نحو 35 شخصا تم اعتقالهم الجمعة في طهران خلال مظاهرة المعارضة علي هامش التجمع الرسمي دعماً للفلسطينيين لمناسبة "يوم القدس". اضاف "في هذا اليوم، تم احراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات وقد تدخلت الشرطة فورا". علي صعيد آخر طالبت أسر المعتقلين الذي قتلوا في سجن كهريزك بسبب احتجاجهم علي نتائج الانتخابات بانزال القصاص بالمسئولين عن مقتل ذويهم. كما افادت مصادر ايرانية بمقتل رئيس جمعية الدفاع عن حقوق السجناء سيد مهدي تخت فيرروز. في هذه الأثناء أفادت معلوماتٌ أن رئيس البرلمان علي لاريجاني التقي سرا في مدينة قم بالمرجع الديني ناصر مكارم شيرازي، الذي وجه انتقادات للحكومة والنظام، وسلمه رسالة من المرشد الأعلي علي خامنئي. ويأتي هذا اللقاء في ضوء اجتماعات سرية عقدها عددٌ من مراجعَ سبق ووجهوا انتقادات إلي الحكومة. علي صعيد آخر استمر حكام طهران في الحرب الكلامية ضد إسرائيل حيث اعتبر علي خامنئي المرشد الاعلي للجمهورية الايرانية ان تظاهرات الجمعة لمناسبة يوم القدس تضامنا مع الفلسطينيين كانت صرخة للمسلمين في وجه "السرطان الصهيوني" الذي "ينخر" العالم الاسلامي. وتخلل خطاب خامنئي هتافات "الموت لاسرائيل" وندد خامنئي باسرائيل والدول الغربية ووسائل الاعلام الاجنبية، بينما توعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد برد قاس علي أي اعتداء تتعرض له بلاده من طرف إسرائيل التي وصفها بأنها "كيان غير شرعي". وفي مقابلة تليفزيونية استبعد نجاد أن "يفقد مسئول بالكيان الصهيوني أو بالمؤسسات الرأسمالية صوابه ويبادر بالاعتداء علي إيران، مشددا علي أن بلاده "ستقوم في تلك الحالة برد قوي وحازم يؤدي إلي ندم المعتدين". كما عين نجاد أمس الاول صهره اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب رئيس الجمهورية في منصب جديد هو المشرف علي ديوان رئاسة الجمهورية بدلا عن علي سعيد لو. وكان تعيين مشائي قد لاقي انتقادات كبيرة من القيادات الإيرانية بسبب تصريحات له مهادنة لإسرائيل معتبرا أن شعبها هو شقيق للشعب الإيراني علي صعيد آخر أعلنت إيران أمس الأول أنها أضافت إلي أسطولها من المقاتلات أول سرب من طائرات "صاعقة" المحلية الصنع إلي الخدمة، مشيرة إلي أنها تعتزم إشراكه في العرض العسكري الذي تعتزم تنظيمه غدا الثلاثاء بذكري الحرب مع العراق، والتي تطلق عليها طهران اسم "ذكري الدفاع المقدس." من جهة أخري افادت نتائج استطلاع للرأي صدرت في واشنطن أمس الأول ان اكثرية الايرانيين تؤيد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، لكنهم يعربون عن حذرهم من الرئيس باراك اوباما علي رغم يده الممدوة الي المسلمين. اوضح الاستطلاع الذي اجراه معهد وورلد بابليك اوبينيون اورج علي عينة من 1003 اشخاص عبر الهاتف، أن 83 من الايرانيين يعتبرون أن محمود احمدي نجاد هو الرئيس الشرعي للبلاد، علي رغم الاحتجاجات علي فوزه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 12 يونيو الماضي. أبدي 63 ٪ من هؤلاء الاشخاص تأييدهم اعادة العلاقات المقطوعة مع واشنطن منذ الثورة الاسلامية في 1979. واكد 18 ٪ انهم سيدعمون "بقوة" اعادة العلاقات، فيما عارضه 27 ٪ منهم.