أجمل عبارة تراها على أغلب المحلات التجارية هى: "مَن غشنا ليس منا". والحقيقية أنا لا أعرف هل هى دعوة للغش الجماعى، حيث اتفق الكثيرون على الغش الجماعى، أم أنها تحذير مِن المحلات الأخرى التى لا تغش مثل غشهم؟ حقيقى، أنا أشعر أنّ العِبارة غير مفهومة لذاتها، فهل يُقصد بها تَفشى الغش والخداع رغم لافتات "حان الآن وقت الصلاة"، أو "المحل مُغلق للصلاة" وغيرها مِن اللافتات الأخرى الداعية للعبادة عَلَى وقتها؟ أنا بجد محتار.. لماذا كَثُرت مثل هذه العبارات على أبواب المحلات؟ هذه نقرة منتشرة فى أغلب متاجر المجتمع بصورة أو بأخرى، فقد تجد أيضاً جُملة: "القناعة كَنزٌ لا يفنىَ"، أو تجد: "رأسُ الحكمة مخافة الرب". وغيرها الكثير مِن العبارات التى تدل على تَدين أصحاب المحلات، طبعاً ناهيك عن تشغيل المذياع وسماع التراتيل الدينية، أو النصوص المقدسة بصوت عال. ومع ذلك فما أكثر حالات الغش والخداع والتدليس، وما أقوى المفاهيم المستخدمة مثل: "الفهلوة" و"الشطارة" و"الحداقة" و"النصاحة". وفى الأوقات الأخيرة انتشرت مظاهر التدين والتعصب الدينى وقشور الممارسات الدينية، ومع ذلك زاد مستوى الغش والخداع، حتى بين الباعة الجائلين البسطاء. فما أسهل أن تكتشف خداعك، وما أسهل التبرير وعلاج اكتشاف الغش بسرعة البديهة ومزيد مِن الفهلوة.