لليوم الثانى على التوالى، أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما بالغا بزيارة الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وهى الزيارة التى تمثل أهمية كبيرة لإسرائيل لأنه من المقرر أن يناقش فيها مبارك وأوباما خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا بجانب لقاء الرئيس مبارك مع رؤساء المنظمات اليهودية على هامش الزيارة. صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ذكرت أن الرئيس مبارك سيحاول الضغط على إسرائيل حتى تقبل خطة السلام الأمريكية، ويبدو هذا جليا بعدما أكد مبارك أن الدول العربية لن تعترف بدولة إسرائيل أو توافق على تطبيع العلاقات معها، إلا إذا تحقق السلام العادل والشامل فى منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين. وذكرت الصحيفة أن مبارك دائماً ما يؤكد أن الدول العربية لن تقبل السلام مع إسرائيل أو تطبيع العلاقات معها بصورة مبدئية وعلى مدى طويل، إلا إذا وافقت إسرائيل على تجميد ووقف كافة أشكال البناء الاستيطانى على الأراضى الفلسطينية، وهى الموافقة التى ستعتبر كبادرة حسنة لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والدول العربية. كما تطرقت الصحيفة الى نفى مبارك الإشاعات المتعلقة بحل مجلس الشعب، وأيضا إلى نفى مبارك لتوريث السلطة إلى نجله جمال مبارك الذى يشغل منصب سياسى هام فى لجنة السياسات التابعة للحزب الوطنى الديمقراطى، مشيرة الصحيفة سيناريو توريث الحكم فى مصر لا يزال قائماً، وهذا ما ترجحه أيضاً العديد من الأوساط الصحفية والإعلامية فى مصر. ومن جانبها، قالت صحف يديعوت أحرونوت وجيروزاليم بوست ومعاريف الإسرائيلية، إن الرئيس مبارك سيبلغ أوباما أن الدول العربية لا ترغب فى السلام مع إسرائيل أو تطبيع العلاقات معها قبل أن تتخذ خطوات ملموسة بشأن وقف عمليات الاستيطان اليهودى على الأراضى الفلسطينية. ونقلت الصحف تصريحات السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية، وهى التصريحات التى قال فيها إن الرئيس مبارك سيطلع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على أفضل الطرق التى سوف تجبر إسرائيل على الموافقة على قبول التفاوض مع الفلسطينيين فى كافة القضايا، وتجبرها على تجميد بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتخفيف الحصار على قطاع غزة التى تحاصر منذ 2007، وتحسين أوضاع الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وتوافق أيضاً على بحث وضع مدينة القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف زكى أن الرئيس مبارك يضع أولوية لعملية السلام فى الشرق الأوسط، وبخاصة السلام مع الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك رغم أنه سيناقش مع الرئيس أوباما ملفات أخرى مثل الملف الايرانى وملف السودان، ولهذا يجب على الإسرائيليين أن يبدءوا بالخطوة الأولى تجاه السلام، وبعد ذلك سيقدم العرب لفتات حسنة تجاه إسرائيل، وفقاً للطريقة التى يروها مناسبة فى التعامل مع إسرائيل. وتطرقت جيروزاليم بوست الى اللقاء الذى سيجمع اليوم الرئيس مبارك مع رؤساء المنظمات اليهودية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى رأسها رئيس منظمة "إيباك AIPAC" التى تمثل أقوى وأكبر لوبى يهودى بالولاياتالمتحدة يؤيد إسرائيل، ومن المتوقع أن يناقش الرئيس مبارك مع ممثلى هذه المنظمات، ضرورة تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بناء على الرؤية المصرية لبناء دولة فلسطينية مستقلة، وسيؤكد على أهمية وقف الاستيطان اليهودى على الأراضى الفلسطينية، وسيتطرق فى حديثه إلى التهديد الإيرانى للمنطقة. يذكر أن صحيفة هاآرتس قالت أمس إن الرئيس مبارك من المتوقع ألا ينتظر من إسرائيل الموافقة على استئناف مفاوضات السلام وفقا للشروط التى تضعها، ولكنه سيعمل على إقناع أوباما بإعلان وتطبيق مبادرة السلام الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط فى أسرع وقت، ودون انتظار قرار إسرائيل بوقف أعمال البناء الاستيطانى.