"لا مساس بمجانية التعليم" تصريح معلن ومتكرر على لسان العديد من المسئولين عن رسم سياسات التعليم العالى، يقابله واقع آخر مختلف تماما يشير بكلتا يديه إلى أن الطريق أصبح ممهدا لتعليم جامعى مدفوع الأجر، بدأت تتضح معالمه مع إعلان الوزارة فتح الباب على مصراعيه للتعليم المفتوح لجميع طلاب الثانوية العامة دون التقيد بشرط مرور الخمس سنوات على تخرج الطالب. " التعليم المفتوح لن يكون بديلا عن التعليم العام ومن حق المواطن دستوريا أن يتلقى تعليما مجانيا فى جميع مراحله "قالها الدكتور أحمد دياب عضو مجلس الشعب ، رافضا لجوء وزارة التعليم العالى لحلول جزئية لمشاكل زيادة أعداد طلاب الجامعات وضعف ميزانية التعليم العالى متسائلا: "هل أساتذة الجامعات مؤهلون لمثل هذه المنظومة التى يجب التعامل معها بشفافية؟ وهل الطلاب لديهم الاستعدادات والإمكانيات المساعدة لمثل هذا النظام من التعليم؟" الدكتور عبد الله سرور المتحدث باسم اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة اتهم هلال بالتمييز بين الطلاب فى الحقوق والواجبات على أساس قدرة الطالب على دفع مصروفات التعليم المفتوح قائلا: "وزير التعليم العالى يريد إنقاص الميزانيات المخصصة للتعليم عن طريق التعليم المفتوح"، متهما الدولة بإسناد مستقبل التعليم فى مصر لغيرالمتخصصين. فى المقابل مازالت محاولات الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى فى دعم التعليم الجامعى المدفوع مستمرة آخرها إعلانه بدء الدراسة بالجامعة المصرية للتعليم الإليكترونى مع العام الدراسى الجديد، وكلها لا تكلف الدولة ميزانيات إقامة بالمدينة الجامعية أو دعم كتاب جامعى أو اتحادات طلابية أو تقديم خدمات طلابية. يؤكد ذلك حجم الإقبال المتزايد على التعليم المفتوح وهو ما صرح به الدكتور عوض عباس مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة قائلا: "تقدم خلال أسبوع واحد لبرامج التعليم المفتوح 4086 طالبا فى مختلف البرامج منهم 1606طلاب لكلية الإعلام و52 طالبا بكلية دار العلوم و239 طالبا بكلية الآداب شعبة إنجليزى و22 طالبا بكلية الآداب شعبة فرنساوى و5 طلاب بكلية الآداب شعبة عبرى و34 طالبا شعبة ألمانى و17 شعبة اسبانى ، بينما تقدم 1806 بكلية التجارة و267 لدراسة الحقوق و38 لدراسة الزراعة". وترى الدكتورة عزة أغا عميدة كلية الصيدلة والمشرفة على جودة التعليم المفتوح أن كثرة عدد الطلاب لا يمثل مشكلة أمام التعليم المفتوح لقدرته الفائقة على استقبال الأعداد المتزايدة من الطلاب المتواجدين فى أى مكان فى مصر أو خارجها من الدول التى يجرى إنشاء مراكز للتعليم المفتوح بها. قائلة: "ما يشغلنا هو تحقيق الجودة فى طرق وأدوات التدريس". الحياة الجامعية ليست مجرد كتب ومقررات بل هناك أنشطة وفعاليات تساهم بدورها فى بناء طالب جامعى قادر على القيادة من خلال الأنشطة المختلفة وهو ما يفتقده التعليم المفتوح ، وهو ما يهدد بجيل من الإعلاميين أو التجاريين أو الزراعيين وغيرها من التخصصات لم يمارسوا نشاطا طلابيا أو يختلطوا ثقافيا بأقرانهم من محافظات مصر المختلفة .. فهل سيتمكنون من اكتساب ذات الخبرات التى يمتلكها طلاب الجامعات النظاميون؟!! .