عقدت بساقية الصاوى مساء أمس الثلاثاء، ندوة بعنوان "افهم الآخرين بدون كلام"، تحدثت فيها د. هبة يس خبيرة التنمية البشرية. وتنطلق الندوة من مقولة "يمكنك تكوين انطباعات أولية عن الآخرين، من خلال شفرة الجسد وبعض التعبيرات التى تصدر عنه بطريقة عفوية، وهى ما يطلق عليها المحللين النفسيين"body language "، وهو العلم القديم المعروف باسم "علم الفراسة"، إنها قراءة فى حال المتحدث بمقتضاها يمكن معرفة شخصيته". وأكدت د.هبة، على أن فهم تعبيرات الوجه وشفرات الجسد، يسهل الدخول لمن تتحدث إليه، وتأتى بالنتائج المرجوة من الحديث، وهذه الشفرات أربعة، هى: تعبيرات الجسد ومنها الجلوس وطريقة المشى ووضع القدمين، الشفرة الثانية هى: تعبيرات الوجه، أما الصوت ونبرته وارتفاعه وعمقه وحجمه فيعد الشفرة الثالثة، أما رابع شفرة فى تفسير لغة الآخر دون كلام، فهى المصطلحات التى يستخدمها الإنسان، وتؤثر الكلمة على من تتحدث إليه بنسبة 7%، أما نبرة الصوت فتؤثر بنسبة 38%، وتتبقى النسبة الكبرى التى تمثل بنسبة 55% وهى للغة الجسد وطريقة الكلام. إن أول ما تقع عليه العين هو المظهر الخارجى للإنسان- والكلام لخبيرة التنمية البشرية- فإن ملابس الشخص الذى تتحدث إليه، هى أول ملمح للانطباعات، وحال ملابس المتحدث والعناية بها، أو تعمد الإهمال فيها وفى نظافتها، أو تكون على آخر موضة، أو أنها ملابس مملة أو متحفظة كلها دلالات عن الشخصية، وكذلك اهتمام الإنسان بتسريحة شعره، وأظافره خاصة لدى السيدات، وطريقة استخدامهن لمساحيق الزينة، كل هذا يساعد فى فهم الآخر منذ اللحظات الأولى للقاء وبدون كلام. كما يمكن لكل منا معرفة الآخر من خلال تعبيرات الوجه، وما إذا كان وجها جامدا أو مريحا أو Mask face""، وهو نوع من البشرة لا تعطى وجوههم أى تعبير عن الحالة التى يعيشونها، وكذلك فإن للابتسامة دلالات، فهناك ابتسامة صادقة أو زائفة أو ضحك فى غير وقته. وهناك الكثير من الحركات التى لها دلالة فى تفسير شفرة من أمامك، مثل التثاؤب أثناء الاستماع إلى أحد، أو وضع اليد على الفم أو عض الشفتين أو ابتلاع الريق، كلها مؤشرات عن حالة الإنسان وتفسير لحالته المزاجية. وتقول د. هبه إن هذه التعبيرات تأتى فى إيقاع متناغم، فكل تفصيله تساهم فى فهم الآخر، وتتكامل هذه التعبيرات أو بعضها فى توصيف حالة الآخر عند المتلقى، حيث يقوم بتفسيرها لتحديد هوية من يتحدث إليه وكيف يمكنه التعامل معه.
