أثناء مطالعتى أحد الكتب القيمة القديمة عمراً والحديثة فكراً، استوقفتنى كلمات ليست بكلمات ولكنها كمشكاة تشع نورا وضياء لمصابيح بيوتنا وفلذات أكبادنا نساء وبنات اسمحوا لى حتى لا أكون أنانيا أخط بعض هذه الدرر على مسامعكم علُ الله يهدى بها أحباتنا ويرحم بها كاتبها رحمة الله عليه، فهى فى مضمونها بمثابة مجموعة تحذيرات من المجتمع لمن يهمه الأمر وإليكم بعضها لضيق المساحة المتاحة: أيتها الشرقية احذرى.. فأنت النجم الذى أضاء منذ النبوة أن تقلدى هذه الشمعة التى أضاءت منذ قليل.. فأنت استمرار متصل لأدب الدين الإسلامى العظيم. فالمرأة الشرقية شديدة الحفاظ.. حارسة لحوذتها، فإن قانون حياتها هو قانون الأمومة المقدس. المرأة الشرقية هى الطهر والعفة الصبر والعزيمة وكل فضائل الأم فاحذرى سيدتى وابنتى ويحك تقليد الأوروبية التى تعيش فى دنيا أعصابها محكومة بقانون أحلامها لم تعد أنوثتها حالة طبيعية فقط بل حالة عقلية أيضا تشك وتجادل.. أنوثة تفلسفت فرأت الزوج نصف كلمة والأم نصف المرأة فقط. ويا ويل المرأة حين تنفجر أنوثتها بالمبالغة فتنفجر الدواهى على الفضيلة، إنها حرة مساوية للرجل ولكنها ليست المحدودة بفضيلتها، والمرأة تعلو بالزواج درجة إنسانية، لكن هذه المكذوبة تنحط درجة إنسانية بالزواج احذرى أن تخسرى الطباع التى هى لا تليق بأم تنجب الأنبياء فى الشرق أم عليها طابع النفس الجميلة تنشر فى كل موضع جو نفسها فلو صارت الحياة قيظاً واختناقا لكنت هى النسيم يتخطر فهى التى جداتها ولدنا الأبطال فاحذرى هؤلاء الشبان المتمدنيين يبالغ الخبيث فى زينته وما يدرى إن زينته مغلفة إنه إنسان من الظاهر يبالغ فى عرض رجولته على البنات يحاول إيقاظ المرأة الراكدة فى العذراء المسكينة ليست لإمرأة فاضلة إلا رجلها الواحد فالرجال جميعا مصائبها إلا واحد إذ هى خالطت الرجال فالطبيعى أنها تخالط شهوات فاحذرى أن تخدعى عين نفسك أن المرأة أشد افتقارا إلى الشرف منها إلى الحياة. فالكلمة الخادعة تقال لكى هى أخت الكلمة التى تقال عند ساعة إنفاذ حكم المحكوم عليه بالشنق يغرونك بكلمات الحب والزواج والمال كما يقال للصاعد للشناقة ماذا تشتهى، وماذا تريد الحب.. الزواج.. المال يا لحم الدجاجة، بعض كلمات الثعلب هى أنياب الثعلب فاحذرى السقوط إن سقوط المرأة لهوله وشدته ثلاثة مصائب "سقوطها هى، سقوط من أوجدوها، سقوط من توجدهم".. ونواكب الأسرة كلها يسترها البيت إلا عار المرأة.